رد على كتاب شبهات وهمية


قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 4: 19 أمر الله لموسى بالذهاب لمصر ليُخرج بني إسرائيل. ولكن الرب التقى موسى في طريقه إلى مصر وأراد أن يقتله، كما جاء في خروج 4: 24. كيف يريد الله قتل من يطيعه؟! .

وللرد نقول بنعمة الله : نعم أطاع موسى الرب في الذهاب إلى مصر، لكنه كسر أمر الرب في عدم ختان ابنه، مع أن الختان علامة العهد بين الله وشعبه (تكوين 17: 10).
ولعل موسى أطاع زوجته المديانية فلم يختن ولده، فاحترم زوجته أكثر من احترامه لعلامة العهد التي أمر الله بها إبراهيم.

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
قرأنا كما فى الاعتراض أمراً عجيباً غريباً و حين أراد القس أن يجيبه قدم رداً اوهن من بيت العنكبون و أتبعه بقول (لعل و ربما) و هذه التخمينات و بنات الأفكار لا تثمر ولا تغنى من جوع فى البحث العلمى فنكتفى بسرد عجائب النص المحرف ليتبين مدى التحريف:

نقرأ فى خروج 4: 19-23 ((و قال الرب لموسى في مديان اذهب ارجع الى مصر لانه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك ، فاخذ موسى امراته و بنيه و اركبهم على الحمير و رجع الى ارض مصر و اخذ موسى عصا الله في يده ، و قال الرب لموسى عندما تذهب لترجع الى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك و اصنعها قدام فرعون و لكني اشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب ، فتقول لفرعون هكذا يقول الرب اسرائيل ابني البكر ،فقلت لك اطلق ابني ليعبدني فابيت ان تطلقه ها انا اقتل ابنك البكر))

فهذا النص فيه:
أ- الرب يطمئن قلب موسى على سلامته و أمان عودته إلى مصر بإخباره أن من يريدون قتله قد هلكوا جميعا

ب- الرب يبشر موسى أنه حين يعود إلى مصر سينظر كل العجائب التى جعلها الله فى يده أية منه

جـ - الرب يقوى موسى و يعطه العلو على فرعون بأنه إن لم يستجب لطلبه باطلاق بنى إسرائيل فيسقتل الرب إبنه البكر
فواضح جداً لكل ذى لب أن هذا دعم و تأييد من الله لموسى و طمأنه لقبه و وعداً مفعولاً من الخالق الحق غالم الغيب



لكن نفاجأ فى النص التالى مباشرة بالأتى: ((:و حدث في الطريق في المنزل ان الرب التقاه و طلب ان يقتله ، فاخذت صفورة صوانة و قطعت غرلة ابنها و مست رجليه فقالت انك عريس دم لي ،فانفك عنه)) خروج 4: 24-26

و نحن لا نعلم كيف التقى الرب موسى و كيف انفك عنه حين ختنت صفورة ابنها ؟! فالمشهد يبدو كمشاجرة ثنائية، أتراه التقاه كما التقى يعقوب و ظل يصارعه طوال الليل أم ماذا؟

و كيف يريد الله أن يقتل موسى بعد أن أعطاه كل الوعود و المواثيق السابقة فهل كان ذلك الإله – و حاشا لله- جاهلاً بحقيقة موسى و أنه يستحق القتل؟

أم أنه نسخ وعده و عاد فى كلمته تماماً كما لم يصدق وعده فى تكثير بنى إسرائيل حتى يصيروا كالرمال أو أن مدة تغربهم ستكون فى مصر 400 سنة؟!

بيد أن النسخ هنا مزدود و الرب عاد فى كلمته و إرادته مرتين إذ أمن موسى و وعده بالنصر و الأيات ثم عاد وأراد أن يقتله ثم عاد و تركه!

ولا ندرى لو أن الرب أراد أن يقتل موسى فما الذى وقع من موسى أصلاً ليستحق القتل؟!

و لو كان الأمر كما يزعم القس الملهم أنه "لعل موسى أطاع زوجته المديانية فلم يختن ولده زوجته أكثر من احترامه لعلامة العهد التي أمر الله بها"
فهذا الجواب من جناب القس عذر أقبح من ذنب و تفنيده:

أ- أنه رد هوائى يقوم على التخمين و الظن لا يغنى من الحق شيئا، و ما تطرق إليه الإحتمال سقط به الإستدلال

ب- أنه ينسب لموسى معصية الله تعالى و إحترامه لرغبة زوجته دون امر الله فيكون ذلك مطعناً فى شخص النبى الكريم و ليس بمستغرب عن أهل الكتاب!

جـ- أن السبب لو كان عدم ختان إبن موسى فكيف يقدم الله على قتله هكذا دون سابق إنذارأو تذكير لاسيما و أنه نبيه المصطفى؟
و هل كان هذا الأمر مجهولاً للرب حين اختار موسى للرسالة و أعطاه العهود و المواثيق و النعمة ، حتى يتذكر هذا الأمر و يظهر له بغرض قتله بعد أن قارب بالفعل من الوصول ؟!