المعجزة الكبرى
و المعجزة الكبرى في نظري ليست هي إقامة أليعازر من الموات ، فهذه معجزة ليست بعظيمة على الله عز و جل ، أن يجعلها على يد نبي معظم من أنبيائه و واحد من أولي العزم من الرسل هو المسيح عيسى بن مريم ، و لكن المعجزة في نظري كما ذكرت هي معجزة لإثبات حقيقة الموضوع المطروح و هي الدليل الدامغ على عبودية عيسى المسيح لله رب العالمين و الخضوع له و التوسل إليه و التوكل عليه في القصد و الطلب و بعداً لقوم ظالمين جعلوا من عيسى إلهاً ..
"أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض ، أءله مع الله ، قليلا ما تذكرون" النمل 62
اقرأوا معي هذا النص :
يوحنا (11 : 41):
"فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا . و رفع يسوع عينيه إلى فوق و قال أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي و أنا علمت أنك في كل حين تسمع لي و لكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني ، و لما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر : هلم خارجا..."
هكذا كما قرأتم معي هل يفهم من يفهم أن يسوع هو الذي أحياه ؟؟؟
مع أنه هو الذي رفع عينيه إلى فوق سائلا الله أن يجعل على يديه معجزة إحيائه بإذن الله ... فهل يسوع إله يسأل إله آخر؟؟؟؟؟!!
و هل الإله يحتاج أن يصرخ و ينادي بصوت عظيم على الميت لكي يحيه ؟؟
إن الله يدبر أمر الخلائق بالليل و النهار ، لا يجهر و لا ينادي و لا يزمجر فشأن الله عز و جل أرفع و أعظم و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون .
و بالنسبة لمعجزة إحياء الموتى عموما فقد تكررت على يد أنبياء آخرين ، مثل إبراهيم عندما أحيا الطير بإذن الله بعد أن كانت أشلاء ، فهل يدعى إبراهيم إله ؟؟
و أحيا حزقيال بإذن الله ألوف في وادي العظام اليابسة (حزقيال 37) فهل يعد حزقيال بذلك إلهاً من دون الله ؟؟
و أحيا إليشع ميتاً و للأسف كما أوردها الكتاب بطريقة مخزية مخجلة فاضحة (الملوك الثاني 4 : 33) . فهل عدّ بذلك إليشع إلهاً أيضا؟؟؟
أفيقوا أيها القوم قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ، مالكم من الله يومئذ من ملجأٍ ، و ما لكم من نصير .
هدانا الله و إياكم و تقبل منا صالح الأعمال

....أمادو