7 - لا يوجد أحد من المفسرين قال بأن الشمس تدخل في عين حمئة ، وجميعهم بما فيهم الطبرى كانوا يتكلمون عن ((غروب)) الشمس ، فكانوا يقولون ((تغرب)) ، ومعناه عندهم هو زوال الشمس من السماء أمام الأعين ، والطبرى نفسه حكم بالضعف على حديث 180 عين حمئة في كتابه تاريخ الطبري ، ولم يذكره في تفسير الآية ، لأنها لا تعبر عن اعتقاده و لا عن اعتقاد المسلمين الأوائل حيث كذبوها ، فقد كانت من الغرائب التى استنكرها المسلمين :-
فى البداية يجب توضيح أن قول أى مفسر هو أمر خاص به وليس حكم على القرآن الكريم ، فهو كان يوضح فهمه الخاص به ، أما ما ورد فى القرآن الكريم فى هذا الأمر واضح ولا يخالف العلم ، وقد أوضحته أعلاه
وعلى العموم فانه فى تفسير هذه الآية ، لا يوجد مفسر للقرآن الكريم سواء قديم أو حديث قال بأن الشمس تدخل بالفعل في عين حمئة بل كانوا ينفون هذه الأكاذيب ، وكانوا دائما يقولون كلمة (تغرب) وليس (تدخل) ، وهي كما رأينا معناها عندهم في البند رقم (2) هو زوال الشمس من السماء ، حيث كانوا يحددون أوقات الصلاة بشروق وغروب الشمس في السماء وليس في عين حمئة
وبصراحة أننى أتعجب لما وصلت إليه العقول عندما أجد أحد من أصحاب الشبهة يسارع باحضار تفسير الطبرى ثم يزعم أن التفسير يقول بدخول الشمس في عين حمئة ، وعندما أقرأ التفسير أكتشف أنه يقول عن الشمس (تغرب) في عين حمئة ، فمعنى أنها تغرب في عين حمئة كما شرحته أعلاه ، لا يعني دخولها في عين حمئة
يا سادة اعقلوا من فضلكم ، فهناك فرق بين (تغرب) و بين (تدخل)
ولم يكتف أصحاب الشبهة بذلك بل يذهبون ويحضرون رواية ذكرها الطبري في كتاب آخر له باسم (تاريخ الأمم والملوك - تاريخ الطبري) منسوبة إلى ابن عباس ، ثم يزعمون أن هذا هو اعتقاد الطبري أو القدماء
وفى نفس الوقت تجاهلوا أن جميع العلماء ضعفوا تلك الرواية بما فيم الطبري وذلك لوجود شخص في السند متهم بالوضع (أي يكذب في الروايات) ، يعني الرواية لم تكن منتشرة بين المسلمين ولم تكن تعبر عن أفكارهم في ذلك الزمان ، بدليل أن الطبري نفسه لم يذكر تلك الرواية الغريبة في تفسيره للقرآن الكريم ، كما أنه فى مقدمة كتابه ذكر عن مضمون هذا الكتاب وقال (من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة، ولا معنى في الحقيقة) ، يعني القصص الضعيفة التي وردت في كتابه لم تكن مشهورة أو منتشرة بين المسلمين أصلا ، فهو يعلم أن القارئ لكتابه في زمانه سوف يستنكر هذا القول ، بالاضافة الى أن هذه الرواية تتعارض مع آيات القرآن الكريم بشكل واضح
وعلى العموم نرى ماذا قال المفسرين :-
من تفسير ابن كثير:-
(وقوله : ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس ) أي : فسلك طريقا حتى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب ، وهو مغرب الأرض . وأما الوصول إلى مغرب الشمس من السماء فمتعذر ، وما يذكره أصحاب القصص والأخبار من أنه سار في الأرض مدة والشمس تغرب من ورائه فشيء لا حقيقة له . وأكثر ذلك من خرافات أهل الكتاب ، واختلاق زنادقتهم وكذبهم
وقوله : ( وجدها تغرب في عين حمئة ) أي : رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط ، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله ، يراها كأنها تغرب فيه ، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه .)
انتهى