الزوجات الحاسوب ضرتنا الجديدة!
الزوجات الحاسوب ضرتنا الجديدة!
المرأة :الأسرة :عدد130 محرم 1425هـ
نحن نعيش عصر التقدم فقد حقق الإنسان تطورات هائلة قادها بنفسه لتكون كلها في راحته وسعادته، ومن أكثر تجليات هذا التقدم تقنية المعلومات والاتصالات، التي خدمت سعادة الإنسان ورفاهيته بصورة لم ترد بخاطر أو خيال أحد قبل عقد أو عقدين .. ولكن يبدو أن السحر قد انقلب على الساحر؟! وأن شقاء الإنسان بدأ يأتيه من حيث كان يتوقع السعادة .. فقد أجدبت الحياة الزوجية ونضبت لدى آلاف الأسر مع وجود جهاز الكمبيوتر على طاولة الزوج الذي أصحب يعطيه الساعات الطويلة..؟! وكان طبيعيًا أن تضج المرأة وتصرخ النساء: حقوقنا مهضومة .. نحن في شقاء والأبناء في حرمان .. من يعطيني زوجي بعد أن أخذه الكمبيوتر؟ في هذا التحقيق نرى كيف تتردى العلاقة الزوجية بسبب 'جهاز الحاسوب'؟
أطلب الطلاق!
كان جديدًا على القضاء المصري أن تقدمت زوجة 'طبيبة' برفع دعوى 'خلع' ضد زوجها 'المهندس' وأتت بسبب جديد في دنيا وسوابق الخلع .. قالت إنها فوجئت بضرة تشاركها زوجها .. ضرة جديدة ليست من لحم ودم ـ وصفتها ـ إنها 'الكمبيوتر' اللعين ـ كما وصفته ـ قالت: إن زوجي يعيش معه أكثر مما يعيشه معي!! لا فائدة من زواجي منه .. علاقتنا تقارب الصفر .. يسهر الليل كله حتى الفجر ثم يوزع نهاره بين النوم والعمل .. وعلاقته الشخصية والاجتماعية يديرها ويستمتع بها عبر الجهاز نفسه.
ناقشته مرارًا وتكرارًا ثم تحول النقاش إلى جدال .. قلت له: أما أنا أو الكمبيوتر، فقال ليس بكل بساطة 'الكمبيوتر طبعًا' فاض بي الكيل فلجأت إلى القضاء. هكذا تحدثت الزوجة الطبيبة في مرافعتها ضد زوجها وضرتها فانتصر لها القضاء وحكم لها بالخلع من الزوج بعد أن استرد منها مبلغ 10 آلاف جنيه كانت قيمة مقدم الصداق .. مئات وربما آلاف الحالات مثل هذه الزوجة يعانين من هذه الضرة الجديدة في ألم وصمت ولا يملكن الجرأة الكافية لتذهب الواحدة منهن إلى القضاء بطلب خلع.
واحدة من هؤلاء تشتكي فتقول: 'أنا متزوجة منذ عشر سنوات وزوجي إنسان محترم جدًا ومتدين أي فيه كل المواصفات الجيدة، ولكن عندما دخل الكمبيوتر بيتنا منذ 3 سنوات تغير الحال، وأصبح زوجي يسهر الليالي ويتعرف على فتيات ويكتب لهن كلام حب، وقد تحدثت معه كثيرًا في هذا الأمر، فكان في كل مرة يؤكد لي أن هذا لن يؤثر على علاقتنا الزوجية، ولكني لا أستطيع تحمل هذا الوضع الشاذ، فماذا أفعل وكيف أعيد زوجي؟
فقدت احترامي لزوجي!
زوجة أخرى عاشت مأساتها في صمت .. لكنها ذهبت إلى المحكمة أيضًا في صمت .. طلبت كتابة اختصار اسمها فقط أ. س ـ وهي مدرسة تزوجت قبل سنتين ولم تنجب تقول: مر عامان .. ولم ننجب أطفالاً، والسبب أن زوجي يعيش مع الحاسوب أكثر مما يعيش معي .. كنت أظن أن الأمر بالنسبة له هواية ولكنني اكتشفت أنه حياة، حيث يمكث مع أكثر من 14 ساعة يوميًا ويسهر كل يوم حتى طلوع الشمس، واكتشفت أخيرًا أنه له علاقات متعددة مع عدة فتيات من دول أخرى .. وقد كنت من قبل أحبه وأحترمه وأقدره، ولكنني الآن فقدت احترامي له ولم أعد أستطيع الحياة معه، وعندما رفض طلاقي لجأت إلى المحكمة..'.
يتبع......