ثورة الآشوريين – الحقد الصليبي
الزمان/ 14 ربيع ثان – 1352هـ
المكان/ بلاد العراق
الموضوع /قيام النصاري الآشوريين في العراق وتركيا بحركة تمرد إنفصالية
الأحداث/
إنها حلقة جديدة من حلقات الحقد الصليبي الدفين الذي يشتعل في قلب كل من يقول إن الله ثالث ثلاثة تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً , وأيضاً هي أفضل رد على الذين ملئوا الدنيا صياحاً ضجيجاً بدعاوى كاذبة مثل الوحدة الوطنية والإخوة الإنسانية وأبناء الوطن ونسيج الأمة إلى غير ذلك من الدعاوى الباطلة التي أفسدت عقيدة الولاء والبراء وميعت المسلمين فجعلتهم لا يفرقون بين عدو وصديق .
لقد كان الآشوريون وهم من النصارى النساطرة وهو مذهب نصراني قديم وأصل الآشوريين كما يدعون يعود إلى الآشوريين القدماء سكان بلاد شمال الرافدين في القرن الرابع قبل الميلاد , وكان هؤلاء الآشوريون يسكنون في ولاية وان في شرقي الأناضول ويعيشون في ظل الدولة العثمانية المسلمة بأمن وطمأنينة لا يخدمون في الجيش ماداموا من غير المسلمين , فلما اندلعت الحرب العالمية الأولى استولى الروس على ولاية وان معقل الآشوريين وأقاموا مؤسسات للأرمن بصفتهم نصارى وأغروا الآشوريين بالتمرد على العثمانيين بدعوى أنهم مسلمين وأن الروس نصارى مثلهم أثاروا فيهم الحقد الصليبي وادعوا لهم أن قتل المسلمين مما يرضي عنه الرب ويأمر به , فأقدم الآشوريون على القيام بمجازر رهيبة تقشعر لها الأبدان في المسلمين ولكن الأمور تغيرت سريعاً حيث انسحبت روسيا من الحرب بقيام الثورة الشيوعية وانسحبت روسيا من الأناضول وهنا قامت الدولة العثمانية بالفتك بالخونة الآشوريين الذين قاموا بخيانة بلدهم ودولتهم التي نعموا فيها طويلاً بالأمن و الآمان ولكن قام بعض الآشوريين بالفرار إلى إيران واتصلوا من النساطرة الذين يعيشون فيها وعملوا على جمع بعضهم بعضاً .
هنا بدأ الدور البريطاني الصليبي في الظهور حيث كانت بريطانيا تحتل بلاد العراق فعملت بريطانيا على نقل فرق الآشوريين من الأناضول إلى شمال العراق وأقاموا لهم مخيمات على الضفة اليمنى لنهر ديالي على بعد ستين كيلو متر إلى الشرق من بغداد ومنحت إنجلترا لهم أرضاً واسعة وأموالاً كثيرة ومنحت كل امرأة أو طفل منهم إعانة شهرية قدرها 120 روبية , ثم أنشأت إنجلترا من هؤلاء الصليبيين فرقة في الجيش الإنجليزي عرفت باسم الليفي وكانت فرقة المهام القذرة لقتال الأكراد والأتراك على الحدود بين العراق وتركيا وأعطت إنجلترا امتيازات واسعة للآشوريين جعلتهم يشعرون بالتفوق على باقي السكان مما أغضب باقي العراقيين .
ما قامت به إنجلترا جعل الآشوريين يكشفون عن حقدهم الصليبي فقاموا بسلسلة من الاعتداءات على المسلمين في الموصل وكركوك مما آثار السكان وهبت القبائل من كل مكان للانتقام من الآشوريين ولكن إنجلترا وقفت بالمرصاد لمحاولات الأهالي الرد على عدوان الآشوريين , ثم أصدرت إنجلترا بياناً باسم الحكومة الإنجليزية تعلن فيها اهتمامها وحصانتها الكاملة للآشوريين لما قام به الآشوريون من خدمات جليلة لإنجلترا وروسيا في الحرب العالمية الأولى .
حدث تطور في الأحداث لغير صالح الآشوريين تمثل في توقيع معاهدة ترسيم الحدود بين تركيا والعراق رفضت الدولة العثمانية أن يكون الآشوريون على حدودهم لما كان منهم من أفعال شنيعة أثناء احتلال روسيا للأناضول في الحرب العالمية الأولى , لذلك قررت إنجلترا نقل الآشوريين إلى وسط البلاد وقامت إنجلترا بجمع مبالغ كبيرة لمساعدتهم على السكن وقامت بحملة دولية لجمع التبرعات تحت عنوان 'مساعدة النصارى الذين اضطهدهم الأتراك ' ,ولكن الآشوريين ضاقوا ذرعاً من السكن الجديد وتعهد لهم أحد زعمائهم واسمه 'بطرس' بإنشاء دولة لهم على الحدود بين العراق وتركيا ولكن الأهالي والسكان في الجوار أحبطوا هذا المخطط وهاجموا مساكن الآشوريين وفتكوا بأكثرهم وهرب 'بطرس' إلى باريس .
حدث تطورا جديد في غير صالح الآشوريين حيث بدت بوادر استقلال العراق وانضمامها لعصبة الأمم المتحدة مما أدى بالآشوريين للخوف والرعب الشديد من ذهاب إنجلترا حامية الصليب لذلك أخذ زعماؤهم في كتابة الاحتجاجات لدول العالم , وطالب بطريرك الآشوريين 'مارشمعون' وهو شخصية شديدة الخبث والكفر بصلاحيات واسعة على قومه وبدأ في إشاعة جو التمرد والانفصال ونصحته الحكومة العراقية بالكف عن ذلك فلم يستجب لهم وواصل دعوة الانفصالية , وحاول الآشوريون التلاعب بالحكومة العراقية فأعلنوا عن رغبتهم في الانتقال إلى سوريا حيث ما زالت سوريا تحت الاحتلال الفرنسي فلم تمانع الحكومة وانتقل فعلاً 1350هـ رجلاً تاركين عائلاتهم في العراق ثم أخبرت الحكومة العراقية السلطات الفرنسية بأنها لا تسمح بعودة أي آشوري نسطوري إلى العراق كان قد خرج منها وفي 11 ربيع الآخر أعلم الفرنسيون أنهم قرروا إعادة الآشوريين النساطرة إلى العراق ولإحداث بلبلة وسلح الفرنسيون الآشوريين أثناء رجوعهم دجلة وتلقتهم الحامية العراقية وبدأ الآشوريون في إطلاق النار فرد العراقيون وحدث اشتباك هائل أدى لقتل معظم الآشوريين , فأعلن عندها 'مارشمعون' قيام حركة التمرد الآشورية الكبيرة وقام الآشوريون بالانتفاض في كل مكان وانقضوا على المسلمين الآمنين يقتلون ويحرقون ويسرقون وكان الملك فيصل ملك العراق في أوروبا فعاد سريعاً للقضاء على هذا التمرد وثارت الاحتجاجات الأوروبية الصليبية وشكلت الوفود واللجان وتحركت عصبية رجال الأمم المتحدة ورحبت الحكومات باستقبال المظلومين والمضطهدين من النصارى ولو كان الأمر مع المسلمين وقتل منهم الملايين ما تحرك أحد ولا خرجت بنت شفاه من أحد والله المستعان على ما يصفون .
منقول مفكرة الاسلام
