المبحث السادس (6-9-4) :- تناقضات بين سفر أعمال الرسل ورسالة كولوسي ورسالة تيموثاوس الثانية بخصوص مرقس ابن أخت برنابا
ذكر سفر أعمال الرسل أن بولس تخاصم مع برنابا ورفض أن يأخذ معه مرقس ابنه أخت برنابا
فنقرأ :-
15 :38 و اما بولس فكان يستحسن ان الذي فارقهما من بمفيلية و لم يذهب معهما للعمل لا ياخذانه معهما
15 :39 فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الاخر و برنابا اخذ مرقس و سافر في البحر الى قبرس
15 :40 و اما بولس فاختار سيلا و خرج مستودعا من الاخوة الى نعمة الله
ولا نجد أن سفر أعمال الرسل قد أشار من قريب أو بعيد بحدوث تصالح بين بولس وبين مرقس ولا أن مرقس كان معه فى روما
بالرغم من أن سفر أعمال الرسل قد ذكر الأحداث التي مرت ببولس حتى فترة سجنه فى روما لمدة سنتين
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :30 (( و اقام بولس سنتين كاملتين )) في بيت استاجره لنفسه و كان يقبل جميع الذين يدخلون اليه
28 :31 كارزا بملكوت الله و معلما بامر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع
فكيف يذكر خلافهما ولا يذكر تصالحهما اذا كان هناك تصالح فى الأساس ؟؟!!!!!
هذا يعنى أنه لم يحدث تصالح بين بولس وبين مرقس
ولكننا نجد فى رسالة كولوسي والتي يزعم علماء المسيحية أن بولس كتبها فى فترة سجنه فى روما
أي فى نفس زمان الأحداث التي ذكرها سفر أعمال الرسل نجد أن مرقس ابن أخت برنابا مع بولس
فنقرأ من رسالة كولوسى :-
4 :10 يسلم عليكم ارسترخس الماسور معي و مرقس ابن اخت برنابا الذي اخذتم لاجله وصايا ان اتى اليكم فاقبلوه
أي أن الرسالة تزعم وجود مرقس فى روما فى فترة سجن بولس لأنه يخبرهم بسلام مرقس
وهذا يعنى تواجد مرقس بالقرب منه وهذا يناقض سفر أعمال الرسل الذى لم يذكر أن مرقس كان مع بولس فى هذه الأثناء
فاذا كان كاتب سفر أعمال الرسل اهتم بتسجيل الخلاف بين بولس ومرقس فكيف لا يهتم بتسجيل تصالحهم المزعوم وهو فى الأصل قام بتسجيل الأحداث فى الفترة الزمنية التي زعموا حدوث التصالح فيه وهو فترة تواجد بولس فى روما
ثم نجد فى رسالة تيموثاوس الثانية والتي يزعم علماء المسيحية أنه تم كتابتها بين عامي 67 و 68 ميلادي
أن بولس يطلب من تيموثاوس الموجود فى أفسس أن يحضر له مرقس
وهذا يعنى تواجد مرقس فى أفسس أو فى مكان بالقرب منها بالرغم من أن علماء المسيحية يذكرون أن مرقس كان يجول فى أفريقيا وأنه فى عام 65 ميلادي عاد الى الاسكندرية وظل بها حتى وفاته فى عام 68 ميلادي
فمن الصواب فى كل هذا ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
من الواضح أنه كانت هناك محاولات لايهام القارئ أن مرقس ابن أخت برنابا قد تصالح مع بولس وتعاون معه وهو أمر لم يذكره سفر أعمال الرسل الذى أشار الى خلافهما كما أنه يناقض التقليد الكنسي الذى يقول أن مرقس كان فى أغلب تلك الأوقات التي يرجع اليها تلك الرسائل كان فى أفريقيا