-
آداب قضاء الحاجة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَ لُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
أما بعد
آداب قضاء الحاجة
التخلي ويقصد به طرد فضلات الجسم الضارة المؤذية عن طريق التبول أو التبرز
و التخلي نعمة من الله تعالى ليبقى الجسم خاليا من الأمراض والأسقام، ولذلك كان حريّا بالانسان أن يشكر الله على هذه النعمة كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ولقد كرم الله عز وجل الإنسان وميزه عن الحيوان عند قضاء الحاجة ، فهناك آداب تفعل عند دخول الخلاء وحال قضاء الحاجةمن هذه الآداب :
أولا :ـ البعد عن الناس .والتستر عن الأنظار بحائط أو شجرة أو غير ذلك .
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :) من أتى الغائط فليستتر )رواه أبو داود.
ومَرَّ صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير: أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. متفق عليه.
ثانيا :ـ عدم استقبال أواستدبار قبلة الصّلاة عند البول والغائط (وقبلة المسلمين هي الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام بأمر من الله في مكة) وهذا من احترام القبلة وتعظيم شعائر الله وقد قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى حَاجَتِهِ فَلا يَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا . والحديث رواه مسلم
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:) إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولّها ظهره، شرّقوا أوغرّبوا( متفق عليه.
ثالثا:ـ لايجوز قضاء الحاجة في المقابر .
ثالثا:ـ لايجوز أن يبول الإنسان في الماء الراكد . لما رواه جَابِر رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ . " رواه مسلم ولأنّ في ذلك تنجيسا للماء وإيذاء لمستعمليه.
ينهى عن قضاء الحاجة في موارد الماء .
رابعا :ـ أن لا يبول في طريق النّاس أو في مكان تجمع الناس أو في الطرقات أو الشوارع على مرأى من الناس.ولا في ظلّ يستظلّ به النّاس ، تحت شجرة أو حائط لأنّ في ذلك إيذاء للمارة ، وقد روى أبو هُرَيْرَةُ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ . " رواه أبو داود 23 وهو في صحيح الجامع 110 .
خامسا :ـ النهى عن استعمال العظم أوالرّوث في الاستجمار والاستجمار (هو إزالة النجاسة بالمسح وليس بالماء) فلا يشترط لإزالة النجاسة استعمال الماء وإنما يستعمل المناديل والحجارة ونحوها . لما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا وَلا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ قَالَ هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ .. الحديث رواه البخاري
سادسا :ـ الاستئذان قبل الدخول الى بيت الخلاء، وعدم الدخول إلا بعد التأكد من خلوه، وذلك بقرع الباب والانتظار لبعض الوقت، وخاصة في دورات المياه العامة.
سابعا :ـ تقديم الرجل اليسرى في الدخول،وتقديم اليمنى في الخروج، والدعاء بما ورد عن النبي. صلي الله عليه وسلم
فعن أنس رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال:) اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث( متفق عليه. أي أتحصن وأعتصم بالله من ذكور الشياطين وإناثهم
ثامنا :ـ تجنّب استصحاب شيء عليه اسم الله تعالى أو القرآن الكريم أو آيات منه.
تاسعا :ـ التأكد من إغلاق باب بيت الخلاء، وعدم تركه مفتوحا،
عاشرا :ـ تجنّب كشف الثياب قبل الانتهاء الى موضع قضاء الحاجة وإغلاق الباب.
عن ابن عمر رضي الله عنهم اقال: ) كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض)رواه أبو داود.
حادى عشر :ـ تجنب الكلام أثناء التخلي وأن لا يسلّم على من يقضي حاجته ولا يردّ السّلام وهو في مكان قضاء الحاجة ولا يذكر الله الذكر الجهرى تنزيها لله أنْ يُذكر اسمه في الأماكن المستقذرة فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتَنِي عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيَّ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ . " رواه ابن ماجة 346 وهو في صحيح الجامع 575 .
ثانى عشر :ـ أن لايبول الناس بعضهم بجوار بعض كالمبولة الموجودة فى الأماكن العامة
فعن جابررضي الله عنه قال:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم) إذا تغوّط الرجلان فليتوار كل واحد منهما عن صاحبه ولا يتحدثا فإن الله يمقت على ذلك( رواه أحمد.
ثالث عشر:ـ تجنب البول قائما لئلا يصيبه رشاش البول.
عن عائشةرضي الله عنها قالت:) من حدّثكم أن رسول الله بال قائما فلا تصدّقوه ) الترمذي.
وهناك رخصة في البول قائما لضرورة أو عذر أو مرض.
عن حذيفة رضي الله عنه(أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بال قائما فأتيته بوضوء فتوضأ ومسح على خفيه( متفق عليه.
رابع عشر :ـ غسل اليد قبل البدء بالاستنجاء بها لئلا يتشرب مسام الجلد الماء النجس.
خامس عشر:ـ القيام بالاستنجاء والطهارة باستعمال اليد اليسرى.
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم) لايمسّنّ أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسّح من الخلاء بيمينه( متفق عليه.
سادس عشر:ـ التأكد من زوال النجاسة، لقوله صلى الله عليه وسلم محذّرا من التساهل في التطهّر من البول : " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْ الْبَوْلِ . " رواه ابن ماجة 342 وهو في صحيح الجامع 1202 وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا هَذَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ . " رواه البخاري 5592
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:(استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه )رواه الدارقطني.
سابع عشر:ـ التعجل في الخروج بعد قضاء الحاجة: فإن أتم المسلم قضاء حاجته، فعليه ألا يطيل المقام في الخلاء، ويخرج سريعًا.
ثامن عشر :ـ تنظيف مكان الخلاء بعد قضاء الحاجة حتى لا يبقى أثر ولا رائحة.
تاسع عشر:ـ غسل اليدين بالماء والصابون بعدالخروج مباشرة
عشرون :ـ الدعاء عند الخروج: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط قال: (غفرانك) [أبوداود]. وكان يقول: (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني) [ابن ماجه].
حادى وعشرون :ـ الوضوء: كان بلال بن رباح -رضي الله عنه- يتوضأ بعد أن يقضي حاجته ويصلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملتَه في الإسلام، فإني سمعت دَفَّ نعليك بين يدي في الجنة (أي: اذكر لي أفضل عمل عملتهَ؛ لأنني سمعت صوت أقدامك في الجنة في رؤيا رأيتها بالأمس). قال بلال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورًا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليتُ بذلك الطهور ما كُتِبَ لي أن أصلي. [متفق عليه].