الاسلام وضرب المرأة
بسم الله الرحمن الرحيم :-
)وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ )
)الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) (النساء:34)
يقول سيد قطب – رحمه الله – في الظلال :-
إن الآية القرآنية الكريمة هذه توضح التدرج في حل المشاكل الزوجية من الوعظ الذي ينفع إذا كانت المرأة على قدر من الدين والحكمة.
أما إن لم تنفع الموعظة، فإن الإجراء الثاني هو الهجر في المضاجع، والمضجع هو موضع الإغراء والجاذبية، التي تبلغ فيها المرأة الناشز المتعالية قمة سلطانها، فإذا استطاع الرجل أن يقهر دوافعه تجاه هذا الإغراء فقد أسقط من يد المرأة الناشز أمضى أسلحتها التي تعتز بها وكانت –في الغالب- أميل إلى التراجع والملاينة، أمام هذا الصمود من رجلها، وأمام بروز خاصية قوة الإرادة والشخصية فيه، في أحرج مواضعها. ويؤكد العلماء على أن هذا الهجر يجب أن يكون داخل غرفة الزوجين وليس خارجها، لئلا يطلع عليه آخرون، فيسبب ذلك إذلالاً للزوجة وإهانة لكرامتها، مما قد يجعلها تزداد نشوزاً. فالمقصود هو علاج النشوز لا إذلال الزوجة أو إفساد مفهوم الزوجين لدى أطفالهما.
ويأتي الأسلوب الثالث وهو الضرب والذي يثور كثيرون عليه وكأنهم أرحم من الله بعباده. وأنا أسألهم من الأسوأ ضرب تلك المرأة العنيدة، أم تحطيم الأسرة بالطلاق وضياع أطفالها؟ يقول الدكتور أليكس كارلايل: "ربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل إلا حين يقهرها عضلياً!" ولكن منهن من لا ينفع معها احترام ولا حتى ضرب، لذا على الزوج عمل ما يراه مناسباً، فإنني لا أعتقد بأن أحداً يستطيع معرفة الرجل أكثر من زوجته، ونفس الشيء ينطبق على المرأة فإن زوجها يعرفها أكثر من الآخرين." انتهى كلامه رحمه الله.
لقد وردت آيات وأحاديث كثيرة على وجوب إحسان كل من الزوجين لصاحبه منها قوله تعالى:-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء:19)
( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة:228)
وقوله صلى الله عليه وسلم " خياركم خياركم لنسائهم ....."
وقوله ما معناه " ألا يستحي أحدكم أن يضرب امرأته أول النهار ثم يضاجعها آخره؟"
وقد استمر عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم في الوصاية بالنساء خيراً حتى وهو على فراش الموت !!!
- "هل يجوز شرعاً أن تضرب المرأة زوجها؟
سمعت فتوى من الشيخ الكبيسي بأنه يجوز للزوجة ضرب زوجها إذا كانت لديها القدرة، وكان سفيهاً كشارب الخمر مثلاً وذلك من باب الأخذ على يد السفيه.
وأما الشق الآخر من المشكلة فهو نشوز الزوج .
فهل يوجه الإسلام المرأة في حال نشوز الزوج ؟
جاء في الآية الكريمة " )وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:128)
أي أن المرأة لها أن تسعى إلى ما تراه مناسباً في إصلاح نشوز زوجها.
والله تعالى أعلم