أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمنالرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
............................
وتعني كلمة عدن في العبريه البهجه أو جنة السرور ، أي أن كلمة "عَدْن""جنة البهجة" أو "جنة السرور".
وبالرجوع إلى قاموس الكتاب المقدس ، نلاحظ أن موقع جنةعدن غير معروف تماماً ، وهذا رأي معظم الجغرافيين وعلماء ما يُسمى باللاهوت ، ولكنبعضهم يعتبر أن بلاد أرمينيا هي مكان جنة عدن ، لأن نهري دجلة والفراتينبعان منها .
وهناك من يعتقد أن نهر عدن ، الوارد ذكره في الكتاب المقدسوالذي تفرّع إلى اربعة رؤوس ، ما هو إلا نهر الفرات ، ودجلة الذي يصبّ في شطالعرب في الخليج العربي منقسماً على نفسه إلى عدة فروع . فجنة عدن بحسب رأيبعض الجغرافيين وما سموا أنفسهم باللاهوتيين ، هي القسم الجنوبي من العراق حيث الخصب.
ولكن يبقى هوان ما قالوا به واضح ، وهو ما الذي يأتي بأرض الحويله وأرض كوش الى أرمينيا ، أو قريباً منها .
................................
ولنأتي إلى جنة عدن الحقيقيه
وهي الجنه التي خلقها الله ، وكان فيها آدم وحواء هي جنة وجنان الله ، والتي عرضها السموات والأرض .
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133 .
وهي التي في علم غيبه عن مكانها وشكلها وما لها من أوصاف ، عدى أوصافها التي ذكرها القرءآن العظيم ، ورسوله الكريم صلى اللهُ عليه وسلم ، والتي منها جناتُ عدن والفردوس الأعلى ، وليست جنه واحده بل جنان ، ويُقال عن كُليتها بأنها الجنه ، والتي تُقابلها النار أو جهنم أجارنا الله منها ، وهي لمن نال سوء الجزاء .
........
وهذه الجنه وبما فيها من جنان ، فيها كما وصفها حبيبُ الله ومُصطفاهُ من خلقه مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم
" ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " ، ووصفها هذا وارد أيضاً في (الكتاب المقدس) .
وجنة عدن أو جنان عدن لا يمكن أن تكون على الأرض أو كانت في يوم من الأيام على قطعه أو بقعه من الأرض لأن عرضها السموات والأرض ، ولن تكون في دارُ الشقاء هذه ، دار التراب والغبار والأوساخ ، وأي ارضٍ هذه التي تكون فيها أو عليها جنةُ عدن ، إلا إذا كان كُتاب (الكتاب المُكدس ) يتحدثون عن بستان كبير أو واحه كبيره على بُقعه من هذه الأرض .
وهذا وصفها في كتابه العزيز القرءآن الكريم .
{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ }ص50
{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً }مريم61
{جَنَّاتُ عَدْنٍتَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى }طه76
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }فاطر33
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ }النحل31
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ }الرعد23
{رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }غافر8
{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الصف12
{جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍتَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }البينة8
{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة72
{أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍتَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }الكهف31
*************************************
ولنرى ما يرويه كُتاب (الكتاب المُقدس) من خرافه لا يقبلها أي عاقل أو مؤمن بالله وبعظمته وقدرته ، وواسع رحمته وخيره الكثير ، وجزيل عطاءه الكبير عن هذه الجنه الخرافيه .
حيث يروي كُتاب الكتاب المقدس أن هذه الجنه على الأرض ، وعلى بقعه مُحدده منها ، وفضحوا أنفسهم وخُرافتهم هذه بهذا النهر الذي أوجدوه ذو الرؤوس الأربعه .
في تكوين{2: 8-14} " وغرس الربُّ الإله جنةً في عدن شرقاً ، ووضع هُناك آدم الذي جبله . وأنبت الربُ الإله من الأرض كُل شجرةٍ شهيه للنظر وجيده للأكل ، وشجرة الحياه في وسط الجنه ، وشجرة معرفة الخير والشر . وكان نهرٌ يخرج من عدن ليسقي الجنه ، ومن هُناك ينقسم فيصير أربعة رُؤوس . إسم الواحد فيشون ، وهو المُحيط بجميع أرض الحويله حيثُ الذهبُ . وذهب تلك الأرض جيد . هُناك المُقل وحجرُ الجزع . واسم النهر الثاني جيحون ، وهو المُحيط بجميع أرض كوش . واسم النهر الثالثحِداقلُ ، وهو الجاري شرقي أشور ، والنهر الرابع الفُراتُ ، وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها "
..........................
من النص السابق نرى ونستنتج ، أن الرب عندهم يغرس ، وأن كاتبه يؤكد لنا أن جنة عدن غرسها على هذه الأرض التي نحنُ عليها ، وليس في مكانٍ آخر ، ولنرى صدق هذا الكاتب أو الكتبه الظلمه الذين كتبوا التوراة على أنها توراة الله التي تلقاها نبيه ورسوله موسى إبن عمران عليه السلام من ربه ، وكتبوها على هواهم ولتحقيق أهدافهم ومآربهم وطموحاتهم وما يكنونه في أنفسهم من شر وعلو وتعالي نحو بني البشر ، وكتبوها بعد أن ضاعت توراتهم الأصليه ، وكتبوها وعلى ما يتذكرونه أثناء وبعد رجوعهم من السبي ، وما ذاقوا من جوع هُناك ، فحشوها بالحديث عن الخبز والزيت والفطائر والذبائح وروائح الشواء والمحرقات....إلخ .
مع أن توراتهم لا يتعدى حجمها الأصلي أن تُكتب على حجاره أو تلك الألواح التي كُتبت عليها ، ولم تتعدى غير شرائع ووصايا من الله لموسى عليه السلام ليلتزم بها بنو إسرائيل ، ولو كانت موجوده لما زادت عن صفحات معدوده ، لا مئات ومئات الصفحات ، التي سردوا فيه عصيانهم لله وتذمراتهم ، ومذابحهم ومجازرهم التي أرتكبوها ، وكذلك سبوا الله ورسله وأنبياءه أعظم مسبه وشتيمه فيها .
ولنرى ما الذي خرج به هؤلاء الكتبهُ الجياع العطاشى العائدون من السبي
يقولون بأن الرب غرس جنه في عدن شرقاً ، ولا ندري ما الذي قصدوهُ بشرقاً ، ونتمنى أن يكون قصدهم عن نفس المكان الذي سيتم الإشاره إليه وهو جنوب اليمن .
وغرس الربُّ الإله جنةً في عدن شرقاً
الجنه أين هي في عدن ، ومن ذلك نستنتج أن هُناك مكان في الشرق إسمه عدن ، وغرس الرب الإله جنه فيه
أين هي عدن ، والتي يقولون إن الرب الإله غرس فيها " جنه " ، لا يوجد على وجه الأرض مكان بهذا الإسم إلا " مدينةعدن " التي في جنوب اليمن ، ومعروف أين هي اليمن ، والتي تقع في أقصى الجنوب للشرق لجزيرة العرب .
هُناك نهر يخرج من عدن ، وليس من الجنه ، مُهمة هذا النهر هو أن يسقي هذه الجنه ، هذا النهر ينقسم ويُصبح لهُ 4 رؤوس ، أي 4 أفرع ، والمعروف أن النهر يبدأ بأفرع وتفرعات ، وتُسمى روافذ ثُم تتحد لتكون النهر ، هُنا الأمر عكسي لهذا النهر .
ولنرى ونحلل هذه الخرافه ، وكيف نلمها إلى بعضها البعض ، ولملمة هذه الأنهار الخياليه ونوحدها ونُسيِرها بإتجاه واحد ، أو نعمل إتحاد فدرالي بينها ، وهل نستطيع تجميعها لكي تكون مقبوله ، وهذه الخلطه والإختلاط فيها هل من الممكن لملمته وتجميعه وقبوله على أرض الواقع ، لأن الكرة الأرضيه بقاراتها لم تتغير .
ولأن هذه الأنهار التي تم ذكرها هي أصلاً في الجنه التي أعدها الله لعباده المؤمنين الصالحين ، وليست على الأرض التي تم إيجاد تلك الجنه الخرافيه فيها ، وإن تسمت أنهار على الأرض باسمها .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج" رُفعت إلى سدرة المنتهى ، فإذا أربعة أنهار : نهران ظاهرانونهران باطنان ،فأما الظاهران : النيل والفرات ... ) [ رواه البخاري
وهو نهر لا وجود لهُ اصلاً على الأرض
لنرى الرأس الأول أو النهر الأول المتفرع عن النهر الأصلي ، الذي ينبع من عدن ، وليسقي هذه الجنه الخرافيه ،وهو " فيشون ، وهو المُحيط بجميع أرض الحويله (حويلة هو ابن يقطان. إنّه مع سبأ وأوفير قبيلة في الجنوبالعربيّ حويلة هو ابن كوش ، وقيل إنّه مع سبأ قبيلة فيالشمال العربيّ ، وحويلة هي مساكن بني اسماعيل – نخلص من ذلك أن الحديث عن الجزيره العربيه - ) ولكن يقولون حيثُ الذهبُ . وذهب تلك الأرض جيد . هُناك المُقل وحجرُ الجزع الذي يخص النهر الآخر ، ولا توافق لهذا الكلام مع هذا النهر .
يقول القديس يوحنا النيقوسي إن نهر فيشون في شرق الجزيره العربيه .
أن موقع الحويلة هو جزء من جزيرة العرب الذي يجاورالعراق إلى الجنوب الغربي منه.
وقالوا ايضاً إنّ "حويلة" هي الاسم السامي لصحراء النوبةوالمناطق الواقعة في الجنوب، بين النيل والبحر الأحمر. لهذا حُسبت الحويلةبين أبناء كوش ، وفي هذا تناقض ايضاً .
...........................
وهذا النهر يُحددونه على أنه نهر يمر بشرق الجزيره العربيه ، وشمال اليمن ، ومرات بأنه غرب الجزيره العربيه ، ومرات يتم ذكر صحراء النوبه .
لكن ما الذي جاء بالذهب والمُقل وحجرُ الجزع ،فمناجم الذهب في جزيرة النوبة كانت وافرة في الشرق القديم ، الذي في أفريقيا ، الذي يخص نهر جيحون ، ما الذي أتى بذلك إلى هذا النهر فيشون .
وبالتالي هُناك تخبط عندهم حول هذا النهر ، هل هو نهر نهر النيل ، أم هو النهر الذي لا وجود لهُ الآن وعلى أن موقعه في شرق الجزيره العربيه .
................................................
يتبع ما بعده