[table1="width:95%;background-color:burlywood;border:10px groove sienna;"][cell="filter:;"][/cell][/table1][frame="6 85"]هيبوليتس ( حوالي 235 )
يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير ( كان هيبوليتوس كاهناً بروما وقد اقتبس واستشهد بأسفار العهد الجديد أكثر من 1300 مرة وأشار إلى قراءتها في الاجتماعات العبادية العامة كما أشار إلى قداستها ووحيها وكونها كلمة الله ).( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ـ ص 143).
والذي جهله القس أو تجاهله هو أن هيبوليتوس لم يكن يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثانية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا رسالة يهوذا وهذا الكلام يشهد به رهبان الكنيسة الأرثوذكسية نفسها التي ينتمي إليها القس فيقول رهبان دير الأنبا مقار (( كان معاصراً لأوريجانوس في روما رجل اسمه هيبوليتس تلميذ إيرينيئوس ، الذي قبل مثل معلمه اثنين وعشرين سفراً فقط للعهد الجديد ، إذ لم يعترف بالرسالة إلى العبرانيين لأن كاتبها غير معروف ، ولم يقبل سوى ثلاث رسائل جامعة وهي : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية . إلا أنه أقر باستخدامه لكتابات مسيحيه أخرى كان يعتبرها البعض الآخر قانونية ، منها الرسالة إلى العبرانيين ورسائل بطرس الثانية ويعقوب ويهوذا وكتاب الراعي لهرماس ) .( الكتاب المقدس النصوص الأصلية ـ كيف وصلت إلينا ـ دار مجلة مرقس ـ ص 75).
بل أكثر من ذلك فإن هيبوليتس كان يقتبس ويستشهد بسفر " أعمال بولس" الذي تعتبره الكنيسة الآن سفر مزيف فتقول دائرة المعارف الكتابية (( أما في الغرب حيث كان ينظر بعين الريبة لأوريجانوس ، فيبدو أنهم رفضوا أعمال بولس . ولا يرد لها ذكر إلا في كتابات هيبوليتس صديق أوريجانوس وهو لا يذكرها بالاسم ولكنه يستشهد بصراع بولس مع الوحش كدليل على صدق قصة دانيال في جب الأسود )..( دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال بولس ص 45).
الديداخي " تعليم الرسل " ( القرن الثاني)
يقول القس عبد المسيح بسيط (( كتب هذا الكتاب في نهاية القرن الأول واقتبس كثيراً من الإنجيل للقديس متى وأشار إلى الإنجيل ككل ، سواء الإنجيل الشفوي أو المكتوب بقوله " كما هي عندكم في الإنجيل ( 15 : 3 ، 4 ) و" كما أمر الرب في أنجيله" ( 15 : 3 ) ويقتبس من الإنجيل للقديس متى بقوله " لا تصلوا كما يصلي المراءون ، بل كما أمر السيد في إنجيله ، فصلوا هكذا : أبانا الذي في السماء ..الخ" ( 2:8 ) و"لأن الرب قال لا تعطوا الخبز للكلاب" (5:9) . ويختم الكتاب بالقول " ولكن كما كتب سيأتي الرب ومعه القديسون (زك 5:14 ) ثم يضيف " وسينظر العالم مخلصاً آتياً على سحاب السماء" (مت 3:24) )) .
ألهذه الدرجة وصل الحال بهؤلاء القساوسة حتى يستشهدوا بأسفار وكتابات مزيّفة وهذه شهادة أبو التأريخ الكنسي ـ على حد قول القساوسة ـ يقول في كتابه عن الأسفار المرفوضة (( وضمن الأسفار المرفوضة ، يجب أن يعتبر أيضاً أعمال بولس و ما يسمى بسفر الراعي ، ورؤيا بطرس ، يضاف إلى هذه رسالة برنابا التي لا تزال باقية ، وما يسمى تعاليم الرسل )..( تاريخ الكنيسة ـ يوسابيوس القيصري 25:3 صفحة 127).. وبهذا يتضح أنه( بقدرة قادر) أصبحت الأسفار المرفوضة حجّة فلماذا إذاً لا نستشهد بسفر الأعمال الأبوكريفي الذي يذكر أن المسيح لم يصلب بل صلب إنسان آخر مكانه (دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ ابوكريفا ـ صفحة 43)، فعلى الأقل هناك شهادة تأتي لصالح هذا السفر في الوثيقة الموراتورية التي تستشهد بها حيث تقول دائرة المعارف الكتابية (( يبدو من إشارة كاتب الوثيقة الموراتورية ( بيان بالأسفار المعترف بها في حوالي 190 م ) إلى سفر الأعمال الكتابي ، أنه ربما كان يشير إلى سفر آخر للأعمال ، فهو يقول " أعمال كل الرسل موجودة في كتاب واحد ، فقد كتبها لوقا ببراعة لثاوفيلس ، في حدود ما وقع منها تحت بصره ، كما يظهر ذلك من عدم ذكره شيء عن استشهاد بطرس أو رحلة بولس من روما لأسباني )).
ولماذا لا نستشهد بسفر أعمال يوحنا الذي يخبرنا أن المسيح لم يمت مصلوباً وإنما أمر يوحنا أن يحفر له قبراً ثم اضطجع بهدوء في القبر وأسلم الروح .( دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال يوحنا صفحة 49).[/frame]
هذا إذا علمنا أن سفر أعمال يوحنا كان يُقرأ في الكنيسة في القرون الأولى في الدوائر القويمة وذلك بحسب رواية أكلمندس الإسكندري الذي يستشهد به حضرات القساوسة وقد استخدمها بروكورس ( القرن الخامس ) في تأليف رواية عن رحلات الرسول كما استخدمها أبيداس ( القرن السادس) ،( دائرة المعارف الكتابية حرف أ ـ أبوكريفا ـ أعمال يوحنا صفحة 49ـ50 ) ولكن الصاعقة تأتي عندما نعلم أن كاتب الديداخي كان يقتبس من أسفار غير موجودة في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا فيقول (( وبخصوص هذا فقد قيل : لتعرق صدقتك في يدك حتى تعرف لمن تعطيها ). ( الديداخي أي تعليم الرسل 1 : 6 صفحة 156) ، وكل المحاولات للصق هذا النص بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا هي كلها محاولات لا تقنع عقلاً سليماً أو باحثاً منصفاً ، والأغرب من هذا أن كاتب الديداخي الذي لا نعرف له اسماً ولا موطناً ولا هويهً لم يذكر لنا ولو لمرة واحدة أنه يقتبس من إنجيل متى أو أنه يذكر متى نفسه لا من قريب ولا من بعيد وإنما كان كل كلامه عن إنجيل الرب انظر مثلاً قوله (( ولا تصلوا كالمرائين ، بل كما أمر الرب في أنجيله فصلوا هكذا)..(الديداخي أي تعليم الرسل 8 : 2 صفحة 172)..