- 5- اختلف علماء المسيحية منذ القرون الميلادية الأولى فى تحديد شخصية كاتب الرسالة
ونقرأ ما يقوله القمص تارس يعقوب ملطي وهو يتحدث عن رسالة تيموثاوس الأولى :-
(في القرن الثاني، حوالي عام ١٧٠ م.، ورد في القانون الموراتوري Muratorian Canon، والذي يعتبر أقدم قائمة رسمية لأسفار العهد الجديد الثلاثة عشر رسالة القديس بولس مستبعدًا الرسالة إلى العبرانيين.)
انتهى
و فى القرن الثاني الميلادي اعتقدوا أن كاتب الرسالة هو برناباس
ثم اعتقدوا أنه القديس أكلمينضس الروماني
ثم قرروا فى القرن الرابع الميلادي أن يستقروا على أن كاتب الرسالة هو بولس مثل ما تقول الكنائس الشرقية
تخيلوا رسالة يقولون عليها أنها مقدسة ويستمدون منها معتقداتهم (والتي تخالف قول جميع الأنبياء) اختلفوا فى حقيقة كاتبها !!!!
فنقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي :-
(إذ لم يكتب واضع الرسالة اسمه في صلبها اختلف الدارسون في تسميتها منذ عصر مبكر، ففي الغرب نسب العلامة ترتليان، من رجال القرن الثاني، الرسالة إلى برناباس[1]. لكن بمقارنتها برسالة برناباس نجد الفارق شاسعًا، ونتأكد أنه لا يمكن أن يكون كاتبها واحدًا. وقد ساد الغرب اتجاه بأن الكاتب هو القديس أكلمينضس الروماني، أما بعد القرن الرابع فصار اتفاق عام أنها للرسول بولس. أما بالنسبة للشرق فمنذ البداية كان هناك شبه اتفاق عام على أنها من رسائل معلمنا بولس الرسول. هذا ما قبلته الكنيسة الشرقية بوجه عام، ومدرسة الإسكندرية بوجه خاص. جاء في يوسابيوس أن للقديس أكلمينضس الاسكندري عملاً مفقودًا، ورد فيه أن معلمه بنتينوس الفيلسوف يتحدث عن الرسالة بكونها للقديس بولس[2].)انتهى
وللمزيد راجع هذا الرابط من موقع حراس العقيدة
- 6- اسلوب كاتب تلك الرسالة على المسيح عليه الصلاة والسلام يختلف عن اسلوب كلام باقي الرسائل المنسوبة الى بولس عن المسيح عليه الصلاة والسلام
فنجد فى تلك الرسالة لقب (رئيس الكهنة) وهو لقب لا نجده فى باقي الرسائل المنسوبة الى بولس ، كما أنه لم يذكر كلمة المسيح ولكنه قال يسوع
مما يعنى أن الكاتب مختلف
ولا معنى لتبرير علماء المسيحية أن السبب فى ذلك يرجع الى أن الرسائل الأخرى كانت موجهة الى الأمم أما هذه الرسالة فموجهة الى المسيحيين من أصل يهودي
لأن :-
- أ- الرسائل الأخرى كما أوضحت فى الفصول السابقة من هذا الباب كانت موجهة الى بنى اسرائيل فى الشتات
الذين يدركون جيدا عقيدة اليهود وتعاليمهم ولم تكن موجهة الى الأمم
- ب- كما أن فى الرسائل الأخرى التي يزعم علماء المسيحية أنها موجهة الى الأمم نجد فيها أشياء تخص عقيدة اليهود أيضا
وكان من الواضح أنه يتحدث الى اليهود ويقر علماء المسيحية أن تلك الرسائل كانت موجهة فى بعض اصحاحتها الى اليهود فى الشتات مثل (رومية 2 :17 الى 2 :29 ) ، (كورنثوس الثانية 6 :16)
ونجده يذكرهم بكيفية تبرر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام فنقرأ من رسالة الى رومية :-
4 :2 لانه ان كان ابراهيم قد تبرر بالاعمال فله فخر و لكن ليس لدى الله
4 :3 لانه ماذا يقول الكتاب فامن ابراهيم بالله فحسب له برا
وأيضا :-
4 :17 كما هو مكتوب اني قد جعلتك ابا لامم كثيرة امام الله الذي امن به الذي يحيي الموتى و يدعو الاشياء غير الموجودة كانها موجودة
وأيضا :-
7 :1 ام تجهلون ايها الاخوة لاني اكلم العارفين بالناموس ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيا
طالما أنه يكلم عارفين بالناموس فلماذا لم يذكر لقب (رئيس الكهنة ) ان كان هو نفسه كاتب واحد للرسالتين ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!ونقرأ أيضا من رسالة الى رومية :-9 :17 لانه يقول الكتاب لفرعون اني لهذا بعينه اقمتك لكي اظهر فيك قوتي و لكي ينادى باسمي في كل الارض
بالطبع قصة فرعون يدركها شخص اسرائيلي فلماذا لم يذكر أيضا له لقب (رئيس الكهنة ) ؟؟؟!!!!
وأيضا من رسالة كورنثوس الأولى نجده يتكلم عن الفصح الذى يعلمه اليهود فقط وليس الأمم
فنقرأ :-
5 :7 اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا
(للمزيد راجع فصول الباب الرابع )
فان كان ذكر تلك الأشياء الخاصة باليهود فى هذه الرسائل فلماذا لم يذكر لقب (رئيس الكهنة ) ؟؟!!!!!
- ج- حتى وان كان فى الرسائل الأخرى يكلم الأمم الذين لا يعرفون شئ عن (رئيس الكهنة )
فهذا ليس مبرر لعدم ذكره فكان الأصح أن يذكره لهم ويشرح معناه ولكنه لم يفعل ذلك لأن الكاتب مختلف ، والفكرة نفسها لم تكن موجودة فى العصور الأولى للمسيحية
على العموم :-
أي كان كاتب تلك الرسالة فهو بالتأكيد كان يوجه رسالته الى فئة معينة من بنى اسرائيل وهم العبرانيون (أي من يتحدثون العبرية أو الآرامية )