عصمه القران الكريم ماده علميه تم تحضيرها من اجل مناظره بهذا العنوان
عصمة القرآن الكريم
مادة علمية تم تحضيرها من أجل مناظرة بهذا العنوان
الحمد لله , نحمده , ونستعين به , ونستغفره , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مُضل له , ومن يضلل فلا هادي له , والله لا يهدي القوم الظالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , وصفيه من خلقه وخليله , بلغ الرساله , وأدى الأمانة , نصح الأمة , فكشف الله به الغُمة , ومحى الظلمة , وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين .
«اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»
هذه الصفحة تحتوي على المراجع فقط ولا تحتوي على شرح
۞ المواضيع :
مقدمة عن القرآن الكريم
لماذا يؤمن المسلم أن القرآن الكريم محفوظ من التحريف ؟
القرآن نزل منجما
ترتيب سور القرآن الكريم
كتابة القرآن الكريم في زمن النبي
كتبة الوحي
حفظة القرآن الكريم
أناس نزل فيهم قرآن
حفظ الصحابة للقرآن الكريم
جمع القرآن الكريم في عصر النبي
جمع القرآن الكريم في عصر أبي بكر
نسخ المصحف في عصر عثمان
الأحرف السبعة
أباطيل
۞ مقدمة عن القرآن الكريم :
نزل القرآن المجيد من اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الحادية والأربعين من مولده الشريف صلى الله عليه وسلم الموافق لسنة 611 ميلادية , إذ أوحي إليه في غار حراء أول آية منه وهي :
بسم الله الرحمن الرحيم ؛ ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5} ﴾[العلق:1-5]
إلى تاسع ذي الحجة يوم الحج الأكبر للسنة العاشرة للهجرة إذ انزل عليه آخر منه وهي :
بسم الله الرحمن الرحيم ؛ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾[المائدة : 3]
فتكون مدة نزوله اثنتين وعشرين سنة وشهرين واثنين وعشرين يوماً .
۞ لماذا يؤمن المسلم أن القرآن الكريم محفوظ من التحريف ؟
بسبب الآيات البينات الموجودة في القرآن الكريم , صَرَّح الله بحفظه للقرآن الكريم ؛
﴿ وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ {6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {7} مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ {8} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9} ﴾[الحجر:6-9]
تفسير العلامة السعدي
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=15&t=saady&l=arb&nAya=9#15_9
أي: وقال المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم استهزاء وسخرية: ( يَا أَيُّهَا الَّذِي نزلَ عَلَيْهِ الذِّكْر ) على زعمك ( إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) إذ تظن أنا سنتبعك ونترك ما وجدنا عليه آباءنا لمجرد قولك. ( لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ ) يشهدون لك بصحة ما جئت به ( إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) فلما لم تأت بالملائكة فلست بصادق، وهذا من أعظم الظلم والجهل. أما الظلم فظاهر فإن هذا تجرؤ على الله وتعنت بتعيين الآيات التي لم يخترها وحصل المقصود والبرهان بدونها من الآيات الكثيرة الدالة على صحة ما جاء به، وأما الجهل، فإنهم جهلوا مصلحتهم من مضرتهم، فليس في إنزال الملائكة، خير لهم بل لا ينزل الله الملائكة إلا بالحق الذي لا إمهال على من لم يتبعه وينقد له.
( وَمَا كَانُوا إِذًا ) أي: حين تنزل الملائكة، إن لم يؤمنوا، ولن يؤمنوا بـ ( مُنْظَرِينَ ) أي: بمهملين، فصار طلبهم لإنزال الملائكة تعجيلا لأنفسهم بالهلاك والدمار، فإن الإيمان ليس في أيديهم وإنما هو بيد الله، وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ويكفيهم من الآيات إن كانوا صادقين، هذا القرآن العظيم ولهذا قال هنا: ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) أي: القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر، ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) أي: في حال إنزاله وبعد إنزاله، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {42} مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ {43} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ {44} ﴾[فصلت:41-44]
تفسير العلامة السعدي
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=41&t=saady&l=arb&nAya=42#41_42
ثم قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ ) أي: يجحدون القرآن الكريم المذكر للعباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية والأخروية، المُعلي لقدر من اتبعه، ( لَمَّا جَاءَهُمْ ) نعمة من ربهم على يد أفضل الخلق وأكملهم. ( و ) الحال ( إِنَّهُ لَكِتَابٌ ) جامع لأوصاف الكمال ( عَزِيزٌ ) أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء، ولهذا قال: ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه، قد تكفل من أنزله بحفظه كما قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ ) في خلقه وأمره، يضع كل شيء موضعه، وينزله منزله. ( حَمِيدٌ ) على ما له من صفات الكمال، ونعوت الجلال، وعلى ما له من العدل والإفضال، فلهذا كان كتابه، مشتملا على تمام الحكمة، وعلى تحصيل المصالح والمنافع، ودفع المفاسد والمضار، التي يحمد عليها.