رسالة الى غلاطية كانت موجهة الى بنى اسرائيل فى الشتات و ليس الأمم
الفصل الثاني -4 :- رسالة الى غلاطية كانت موجهة الى بنى اسرائيل فى الشتات و ليس الأمم
المقدمة :-
رسالة الى غلاطية هي احدى الرسائل المنسوبة الى بولس و كانت موجهة الى بنى اسرائيل فى شتات غلاطية ولكن تم تحريف كلمة (الأمة) الى (الأمم) فى أزمان لاحقة لايهام القارئ بعالمية الرسالة بجانب الايهام بقداستها ، وهذا ان شاء الله ما سوف أثبته بالأدلة فى هذا الفصل
- مخاطبة الموجه اليهم الرسالة بـ (غلاطيون ، كنائس غلاطية )
لا يعنى أنه كان يكلم الأمم فى غلاطية ، لأن اليهود كانوا يخاطبون بنى جنسهم (أي بنى اسرائيل) الذين يعيشون فى الشتات حسب موطنهم الذى يعيشون فيه وولدوا فيه
مثل ما نقرأ فى سفر أعمال الرسل وصف برنابا وهو من بنى اسرائيل بأنه قبرسي :-
4 :36 و يوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ و هو لاوي قبرسي الجنس
- حال بنى اسرائيل فى زمان كتابة رسائل العهد الجديد :-
كان بنى اسرائيل فى ذلك الزمان مشتتين فى البلاد و متفرقين عقائديا فمنهم من كان يتظاهر بالتمسك بالشريعة ولكنه كان يأخذ منه أجزاء ويترك أجزاء، ومنهم من ارتد وتشبه باليونانيين الوثنيين وهؤلاء تم اطلاق عليهم مسمى (يونانيين) (للمزيد راجع الفصل الأول - الباب الخامس)
فالبعض ارتدوا عن الشريعة (مكابيين الأول 1: 12 الى 1: 16 ) ، والبعض عبدوا الأصنام (مكابيين الأول 1: 45)، والبعض مزج العبادات الوثنية مع المعتقدات اليهودية وأطلق المؤرخين على تلك العقائد اسم (اليهودية الهلينستية) (للمزيد راجع المبحث الأول - الفصل الثاني - الباب الثاني )
ونشأ بين المتمسك بالشريعة والمرتد عنها فى البداية حرب أهلية بين بنى اسرائيل فى فلسطين (راجع سفري المكابيين الأول والثاني )
و لكن ظل تأثير الأفكار اليونانية فى بنى اسرائيل بالشتات موجود بقوة (للمزيد عن حال اليهود فى ذلك الزمان - راجع المبحث الأول والثاني والثالث والرابع من الفصل الثالث - الباب الثالث)
- ولذلك بعث الله عز وجل المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام الى بنى اسرائيل ليردهم الى العبادة الصحيحة والعمل بكل الشريعة وليس فقط جزء
ولكن بعد أن رفعه الله عز وجل ، انتسب اليه بعض من اليهود كان أملهم هو تجميع بنى اسرائيل مرة أخرى تحقيقا لنبوءة هوشع ولكن قابلهم اشكالية وهى رفض الاسرائيلي الذى تشبه باليونانيين الالتزام بالشريعة و أيضا رفض الاسرائيلي المتمسك بالشريعة لهذا المرتد الذى كانوا يسمونه (اليوناني)
(للمزيد راجع هذا الرابط :-
- فنشر هؤلاء معنى للايمان مخالف لتعاليم المسيح عليه الصلاة والسلام :-
فنشروا أنه طالما عاد هؤلاء المرتدين الى التصديق بوجود الله عز وجل وترك الأخلاق السيئة (غلاطية 5 :19 الى 5 :22 ) فليس هناك ضرورة للشريعة (أعمال الناموس) وحاولوا اقناع المتمسك بالشريعة بذلك عن طريق اختراع تبريرات ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان و كان منها اختراعهم لقصة الصلب ، و بالاضافة الى مخالفة تلك الأفكار لارادة الله عز وجل فان نتائجها بمرور الزمان كان فساد المجتمعات فأصبح شرب الخمر لا حرمة فيه وغيره و أيضا كانت بداية الطريق لارتداد أكبر وهو تألية المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام وهو أحد مخلوقات الله عز وجل أي عودة الشرك مرة أخرى ، بل ان تلك الأفكار نفسها هي جزء من اليهودية الهلينستية
- تصدى تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام الاثني عشر لتلك الأفكار والتعاليم
وظلوا يحذرون بنى اسرائيل فى الشتات من تلك التعاليم مؤكدين على ضرورة التمسك بالناموس وأهمية الأعمال مع الايمان ، فالشياطين لهم ايمان ولكن ليس لهم أعمال وأن بالأعمال مع الايمان قد تبرر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام (يعقوب 2 :18 الى 2 :24 ) ويؤكد ذلك (يشوع بن سيراخ 44: 20 ، 44: 21 ) ، (يهوديت 8: 22 ، 8: 23 )
- ولذلك كانت رسالة غلاطية فى محاولة للنيل من الحواريين
فنجد فيها محاولة كاتب الرسالة اثبات أن بولس رسول على قدم المساواة مع باقي تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام (غلاطية 1 :1 ، 1 :11 ، 1 :12) وأنه لم يكن تابع لهم (غلاطية 1 :16 الى 1 :20 )
وكان يقول نفس تعاليمهم ولكنه اخترع لنفسه تعاليم مخالفة (غلاطية 5 :11 ) لذلك زعم أنه لم يراهم الا فترة قصيرة ، كما زعم موافقتهم فى البداية على تعاليمه ولكنه فى نفس الوقت لم يستطيع ايجاد شهود على زعمه هذا فلقد كان هذا اللقاء على انفراد(غلاطية 2 :2 )
ونفى التلاميذ هذه المزاعم لذلك تم وصفهم فى الرسالة بالنفاق والخوف (غلاطية 2 :11 الى 2 :14 )
وأن هذا هو السبب فى عدم افتخارهم بالصليب (غلاطية 6 :12 الى 6 :14 )أي أنهم لم يؤمنوا بصليب أصلا (للمزيد عن معنى الايمان راجع المطلب الثالث - المبحث الثاني - الفصل الأول - الباب الثالث )
ويحتوى هذا الموضوع على :-
المبحث الأول (1-2-4) كاتب الرسالة يصف من يوجه اليهم الرسالة قائلا (نحن بالميلاد يهود ولسنا من الأمم خطاة) أي أنه يوجه الرسالة الى بنى اسرائيل :-
المبحث الثاني (2-2-4):- تحريف كلمة (الأمة ) وتحويلها الى كلمة (الأمم):-
المبحث الثالث (3-3-3) :- فى حالة اذا كانت رسالة غلاطية موجهة الى الأمم فانه يتعارض مع الاصحاح 18 من سفر أعمال الرسل
المبحث الرابع (4-3-3):- كل أمة بنى اسرائيل تتبارك من أجل ابراهيم
المبحث الخامس (5-3-3) :- من هم المحروسون تحت الناموس (انهم بنى اسرائيل)
المبحث السادس (6-3-4) :-من كانوا تحت الناموس وعرفوه وكذلك من تم وصفهم بالأبناء قبل ارسال المسيح عليه الصلاة والسلام هم بنى اسرائيل
المبحث السابع (7-2-4) لماذا هذه الاختلافات بين رسالة غلاطية وبين سفر أعمال الرسل