سلسلة إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ 4
الكبيرة السابعة و العشرون المكاس
و هو داخل في قول الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم
-و المكاس من أكبر أعوان الظلمة ، بل هو من الظلمة أنفسهم فإنه يأخذ ما لا يستحق و يعطيه لمن لا يستحق ، و لهذا 1- و قال صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة صاحب مكس رواه أبو داود ،
- و ما ذاك إلا لأنه يتقلد مظالم العباد و من أين للمكاس يوم القيامة أن يؤدي للناس ما أخذ منهم ؟ إنما يأخذون من حسناته إن كان له حسنات ! و هو داخل في قول النبي صلى الله عليه و سلم أتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع ، إن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة و زكاة و صيام و حج ، و يأتي و قد شتم هذا و ضرب هذا و أخذ مال هذا ، فيؤخذ لهذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
2-و في حديث المرأة التي طهرت نفسها بالرجم لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له أو لقبلت منه ،
- و المكاس من فيه شبه من قاطع الطريق و هو من اللصوص و جابي المكس و كاتبه و شاهده و آخذه من جندي و شيخ و صاحب رواية شركاء في الوزر آكلون للسحت و الحرام
3-، و صح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت النار أولى به
- و السحت كل حرام قبيح الذكر يلزم منه العار
-و ذكره الواحدي رحمه الله في تفسير قول الله تعالى قل لا يستوي الخبيث و الطيب و عن جابر أن رجلاً قال يا رسول الله إن الخمر كانت تجارتي ، و إني جمعت من بيعها مالاً ، فهل ينفعني ذلك المال إن عملت فيه بطاعة الله تعالى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة إن الله لا يقبل إلا الطيب ، فأنزل الله تعالى تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
قل لا يستوي الخبيث و الطيب و لو أعجبك كثرة الخبيث
الكبيرة الثامنة و العشرون أكل الحرام و تناوله على أي وجه كان
قال الله عز و جل و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
أي لا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل
- قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني باليمين الباطلة الكاذبة يقتطع بها الرجل مال أخيه بالباطل و الأكل بالباطل على وجهين ، أحدهما أن يكون على جهة الظلم نحو الغصب و الخيانة و السرقة والثاني على جهة الهزل و اللعب كالذي يؤخذ في القمار و الملاهي و نحو ذلك ،
1- و في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة
2- و في صحيح مسلم حين ذكر النبي صلى الله عليه و سلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام ، و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك
3- و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدنيا حلوة خضرة من اكتسب فيها مالاً من حله و أنفقه في حقه أثابه الله و أورثه جنته ، و من اكتسب فيها مالاً من غير حله و أنفقه في غير حقه أدخله الله تعالى دار الهوان و رب متخوض فيما اشتهت نفسه من الحرام له النار يوم القيامة
- و قد روي عن يوسف بن أسباط رحمه الله قال إن الشاب إذا تعبد قال الشيطان لأعوانه انظروا من أين مطعمه ، فإن كان مطعم سوء قال دعوه يتعب و يجتهد فقد كفاكم نفسه إن إجهاده مع أكل الحرام لا ينفعه و يؤيد ذلك ما ثبت في
1-الصحيحين من قوله صلى الله عليه و سلم عن الرجل الذي مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ؟
@و قال عبد الله بن المبارك ( لأن أرد درهماً من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف و مائة )
@ و قال ابن عباس رضي الله عنهما ( لا يقبل الله صلاة امرىء و في جوفه حرام حتى يتوب إلى الله تعالى منه ) @و قال سفيان الثوري من أنفق الحرام في الطاعة كمن طهر الثوب بالبول ، و الثوب لا يطهره إلا الماء ، و الذنب لا يكفره إلا الحلال
@، و قال عمر رضي الله عنه ( كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام )
الكبيرة التاسعة و العشرون أن يقتل الإنسان نفسه
قال الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا
-قال الواحدي في تفسير هذه الآية و لا تقتلوا أنفسكم ، أي لا يقتل بعضكم بعضا لأنكم أهل دين واحد ، فأنتم كنفس واحدة هذا قول ابن عباس و الأكثرين و ذهب قوم إلى أن هذا النهي عن قتل الإنسان نفسه ،
- و يدل على صحة عن عمرو بن العاص ، قال احتلمت في ليلة باردة و أنا في غزوة ذات السلاسل ، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك ، فتيممت فصليت بأصحابي الصبح ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال يا عمرو صليت بأصحابك و أنت جنب ؟ فأخبرته الذي منعني من الإغتسال فقلت أني سمعت الله يقول و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لم يقل شيئاً
- فدل هذا الحديث على أن عمرو تأول هذه الآية هلاك نفسه لا نفس غيره و لم ينكر ذلك عليه النبي صلى الله عليه و سلم قوله و من يفعل ذلك
@- كان ابن عباس يقول الإشارة تعود إلى كل ما نهى عنه من أول السورة إلى هذا الموضع
1-و عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحذ بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة مخرج في الصحيحين
2-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتل نفسه بحديدة ، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها أبداً ، و من قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، و من نزل من جبل فقتل نفسه فهو ينزل في نار جهنم خالداً فيها أبداً مخرج في الصحيحين
3- و في حديث ثابت بن الضحاك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن المؤمن كقتله ، و من قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله ، و من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة
4- و في الحديث الصحيح عن الرجل الذي آلمته الجراح فاستعجل الموت ، فقتل نفسه بذباب سيفه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو من أهل النار
الكبيرة الثلاثون الكذب في غالب أقواله
قال الله تعالى فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، و قال الله تعالى " قتل الخراصون "أي الكاذبون ، و قال الله تعالى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب
1-و في الصحيحين عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة ، و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إن الكذب يهدي إلى الفجور ، و إن الفجور يهدي إلى النار ، و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا
2-و في الصحيحين أيضاً أنه صلى الله عليه و سلم قال آية المنافق ثلاث و إن صلى و صام و زعم أنه مسلم إذا حدث كذب ، و إذا وعد أخلف ، و إذا ائتمن خان
3- و قال عليه الصلاة و السلام أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً و من كانت فيه خصلة منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان ، و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر
4- و في صحيح البخاري في حديث منام النبي صلى الله عليه و سلم قال فأتينا على رجل مضطجع لقفاه ، و آخر قائم عليه بكلوب من حديد يشرشر شدقه إلى قفاه و عيناه إلى قفاه ، ثم يذهب إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول ، فما يرجع إليه حتى يصح مثل ما كان ، فيفعل به كذلك إلى يوم القيامة فقلت لهما من هذا فقالا إنه كان يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق
5- و قال صلى الله عليه و سلم يطبع المؤمن على كل شيء ليست الخيانة و الكذب
6- و في الحديث إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث
7- و قال صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم شيخ زان ، و ملك كذاب ، و عائل مستكبر
العائل الفقير
8- و في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم رجل على فضل ما يمنعه ابن السبيل ، و رجل بايع رجلاً سلعة فحلف بالله لأخذتها بكذا و كذا فصدقه و أخذها و هو على غير ذلك ، و رجل بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها وفى له و إن لم يعطه لم يف له
9- و قال صلى الله عليه و سلم كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق و أنت له به كاذب
10- و في الحديث أيضاً من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين و ليس بعاقد
11-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فرى الفرى على الله أن يري الرجل عينيه ما لم تريا
معناه أن يقول رأيت في منامي كيت و كيت و لم يكن رأى شيئاً
@ و قال ابن مسعود رضي الله عنه لا يزال العبد يكذب و يتحرى الكذب حتى ينكت في قلبه نكتة سوداء ، حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من الكاذبين
فينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه عن الكلام ، إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة فإن في السكوت سلامة و السلامة لا يعدلها شيء
1- و في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو
2-، قال أبو موسى قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه و يده
2- و في الصحيحين إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها ـ أي ما يفكر فيها بأنها حرام ـ يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب
3- و في موطأ الإمام مالك من رواية بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها له رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه
2359 - " من كذب في حلمه ، كلف يوم القيامة عقد شعيرة " . الصحيحة " 5 / 473 :
الكبيرة الحادية و الثلاثون القاضي السوء
قال الله تعالى و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون و قال الله تعالى و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون و قال الله تعالى و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون
1- ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم القضاة ثلاثة قاض في الجنة و قاضيان في النار ، قاض عرف الحق فقضى به فهو في الحنة ، و قاض عرف الحق فجار متعمداً فهو في النار ، و قاض قضى بغير علم فهو في النار قالوا فما ذنب الذي يجهل ؟ قال ذنبه أن لا يكون قاضياً حتى يعلم
2-= و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جعل قاضياً فقد ذبح من غير سكين
@ و قال الفضيل بن عياض رحمه الله ، ينبغي للقاضي أن يكون يوماً في القضاء و يوماً في البكاء على نفسه
@و قال محمد بن واسع رحمه الله أول من يدعى يوم القيامة إلى الحساب القضاة
الكبيرة الثانية و الثلاثون أخذ الرشوة على الحكم
قال الله تعالى و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون
أي لا تدلو بأموالكم إلى الحكام ، أي لا تصانعوهم بها و لا ترشوهم ليقتطعوا لكم حقاً لغيركم و أنتم تعلمون أنه لا يحل لكم
1- و عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله الراشي و المرتشي في الحكم
قال العلماء فالراشي هو الذي يعطي الرشوة ، و المرتشي هو الذي يأخذ الرشوة و إنما تلحق اللعنة الراشي إذا قصد بها أذية مسلم أو ينال بها ما لا يستحق ، أما إذا أعطى ليتوصل إلى حق له و يدفع عن نفسه ظلماً فإنه غير داخل في اللعنة ، و أم الحاكم فالرشوة عليه حرام أبطل بها حقاً أو دفع بها ظلماً
2-عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شفع لرجل شفاعة فأهدى له عليها هدية فقد أتى باباً كبيراً من أبواب الربا
@و عن ابن مسعود قال السحت أن تطلب لأخيك الحاجة فتقضى فيهدى إليك هدية فتقبلها منه
الكبيرة الثالثة و الثلاثون تشبه النساء بالرجال و تشبه الرجال بالنساء
1-في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء و في رواية لعن الله الرجله من النساء و في رواية قال لعن الله المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء
يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في لبسهم و حديثهم ،
2-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله المرأة تلبس لبسة الرجل و الرجل يلبس لبسة المرأة
3- ، و قال صلى الله عليه و سلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، و نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا أخرجه مسلم
-قوله كاسيات أي من نعم الله عاريات من شكرها و قيل هو أن تلبس المرأة ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها و معنى مائلات قيل عن طاعة الله و ما يلزمهن حفظه ، مميلات أي يعلمن غيرهن الفعل المذموم ، و قيل مائلات متبخترات مميلات لأكتافهن ، و قيل مائلات يمتشطن المشطة الميلاء و هي مشطة البغايا ، و مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة رؤوسهن كأسنمة البخت أي يكبرنها و يعظمنها بلف عصابة أو عمامة أو نحوهما
@ و عن نافع قال كان ابن عمر و عبد الله ابن عمرو عند الزبير بن عبد المطلب إذ أقبلت امرأة تسوق غنماً متنكبة قوساً فقال عبد الله بن عمر أرجل أنت أم امرأة ؟ فقالت امرأة فالتفت إلى ابن عمرو فقال إن الله تعالى لعن على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهون من الرجال بالنساء
-و من الأفعال التي تلعن عليها المرأة إظهار الزينة و الذهب و اللؤلؤ من تحت النقاب ، و تطيبها بالمسك و العنبر و الطيب إذا خرجت ، و لبسها الصباغات و الأزر و الحرير و الأقبية القصار مع تطويل الثوب و توسعة الأكمام و تطويلها إلى غير ذلك إذا خرجت ، و كل ذلك من التبرج الذي يمقت الله عليه و يمقت فاعله في الدنيا و الآخرة ، و هذه الأفعال التي قد غلبت على أكثر النساء ،
3- قال عنهن النبي صلى الله عليه و سلم اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء ،
4-و قال صلى الله عليه و سلم ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من
الكبيرة الرابعة و الثلاثون الديوث المستحسن على أهله و القواد الساعي بين الإثنين بالفساد
قال الله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين
1-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه و الديوث و رجلة النساء
2- و روى النسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر و العاق لوالديه و الديوث الذي يقر الخبث في أهله
يعني يستحسن على أهله نعوذ بالله من ذلك
الكبيرة الخامسة و الثلاثون المحلل و المحلل له
1-صح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن المحلل المحلل له . قال الترمذي و العمل على ذلك عند أهل العلم منهم عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان ، و عبد الله بن عمر ، و هو قول الفقهاء من التابعين و رواه الإمام أحمد في مسنده و النسائي في سننه أيضاً باسناد صحيح .
222--- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بالتيس المستعار ؟ قالوا بلى يا رسول الله . قال هو المحلل ، لعن الله المحلل و المحلل له . رواه ابن ماجه بإسناد صحيح .
الكبيرة السادسة و الثلاثون عدم التنزه من البول و هو شعار النصارى
قال الله تعالى و ثيابك فطهر ،
1-و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين فقال إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة و أما الآخر فكان لا يستبرىء من البول أي لا يتحرز منه مخرج في الصحيحين ،
2- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه
الكبيرة السابعة و الثلاثون الرياء
قال الله تعالى مخبراً عن المنافقين
يراؤون الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا و قال الله تعالى فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون * و يمنعون الماعون و قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس الآية ، و قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحداً
أي لا يرائي بعمله
1- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد في سبيل الله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال فما فعلت فيها ؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت و لكنك فعلت ليقال هو جريء ، و قد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أقي في النار و رجل وسع الله عليه و أعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت و لكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار و رجل تعلم العلم و علمه ، و قرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم و علمته و قرأت فيك القرآن قال كذبت و لكنك تعلمت ليقال هو عالم ، و قرأت ليقال هو قارىء ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار رواه مسلم
2- و قال صلى الله عليه و سلم من سمع سمع الله به ، ومن يرائي يراءى به
- قال الخطابي معناه من عمل عملاً على غير إخلاص إنما يريد أن يراه الناس و يسمعوه جوزي على ذلك بأنه يشهره و يفضحه ، فيبدو عليه ما كان يبطنه و يسره من ذلك ، و الله أعلم
3- و قال عليه الصلاة و السلام اليسير من الرياء شرك
4- و قال صلى الله عليه و سلم أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فقيل و ما هو يا رسول الله ؟ قال الرياء يقول الله تعالى يوم يجازي العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم فانظروا هل تجدون عندهم جزاء
ومن السلسة الصحيحة للالبانى
الشهوة الخفية
508-قال الرسول صلى الله علية وسلم " يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! ثلاثا ، إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء و الشهوة الخفية " . " الصحيحة" 2 / 20
تنبيه : ( الرياء ) بالراء . " و في رواية : " يا نعيان العرب " .يقال :
نعى الميت ينعاه نعيا : إذا أذاع موته و أخبر به و إذا ندبه قال الزمخشري : في ( نعايا ) ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون جمع ( نعي ) و هو المصدر كصفي و صفايا
و الثاني أن يكون اسم جمع كما جاء في أخية أخايا . و الثالث : أن يكون جمع نعاء التي هي اسم الفعل . و المعنى : يا نعايا العرب جئن فهذا وقتكن و زمانكن يريد أن العرب قد هلكت .
و النعيان مصدر بمعنى النعي و قيل إنه جمع ناع ، كراع و رعيان . و المشهور في العربية أن العرب كانوا إذا مات منهم شريف أو قتل بعثوا راكبا إلى القبائل ينعاه إليهم ، يقول : نعاء فلانا أو يا نعاء العرب أي : هلك فلان ، أو هلكت العرب بموت فلان . فنعاء من نعيت مثل نظار و دراك .
فقوله : نعاء فلانا معناه : انع فلانا كما تقول : دراك فلانا أي : أدركه ، فأما قوله " يا نعاء العرب " مع حرف النداء ، فالمنادى محذوف تقديره يا هذا انع العرب ، أو يا هؤلاء انعوا العرب بموت فلان ، كقوله تعالى : *( ألا يا اسجدوا )* أي يا هؤلاء اسجدوا ، فيمن قرأ بتخفيف ألا
الكبيرة الثامنة و الثلاثون التعلم للدنيا و كتمان العلم
قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء يعني العلماء بالله عز و جل
-، قال ابن عباس يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي و عزتي و سلطاني
و قال الربيع بن أنس من لم يخش الله فليس بعالم و قال الله تعالى إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون
-نزلت هذه الآية في علماء يهود ، و أراد بالبينات الرجم و الحدود و الأحكام ، و بالهدى أمر محمد عليه الصلاة و السلام ، و نعته من بعد ما بيناه للناس أي بني إسرائيل في الكتاب أي في التوراة ، أولئك يعني الذين يكتمون ، يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون قال ابن عباس كل شيء لا الجن و الأنس
- و قال ابن مسعود ما تلاعن اثنان من المسلمين إلا رجعت تلك اللعنة على اليهود و النصارى الذين يكتمون أمر محمد صلى الله عليه و سلم و صفته و قال الله تعالى و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون
1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم علم مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يعني ريحها ، رواه أبو داود
2-قال صلى الله عليه و سلم من ابتغى العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو تقبل أفئدة الناس إليه ، فإلى النار و في لفظ أدخله الله النار أخرجه الترمذي
3- و قال صلى الله عليه و سلم من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار
4- و كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أعوز بك من علم لا ؟
الكبيرة التاسعة و الثلاثون الخيانة
قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون
قال الواحدي رحمه الله تعالى نزلت هذه الآية في أبي لبابة حين بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني قريظة لما حاصرهم و كان أهله و ولده فيهم ، فقالوا يا أبا لبابة ما ترى لنا إن نزلنا على حكم سعد فينا ؟ فأشار أبو لبابة إلى حلقه أي أنه الذبح فلا تفعلوا ، فكانت تلك منه خيانة لله و رسوله قال أبو لبابة فما زالت قدماي من مكاني حتى عرفت أني خنت الله و رسوله ، و قوله و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون عطف على النهي أي و لا تخونوا أماناتكم
- قال ابن عباس الأمانات الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد ، يعني الفرائض يقول لا
1-، و قال عليه الصلاة و السلام آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان
2- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له
و الخيانة قبيحة في كل شيء و بعضها شر من بعض ، و ليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك و مالك و ارتكب العظائم
3- و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك
4- و في الحديث أيضاً يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة و الكذب
5- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه اً
الكبيرة الأربعون المنان
قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى
قال الواحدي هو أن يمن بما أعطى ، و قال الكلبي بالمن على الله في صدقته و الأذى لصاحبها
1-، و في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم المسبل، و المنان ، و المنفق سلعته بالحلف الكاذب
- المسبل هو الذي يسبل إزاره أو ثيابه أو قميصه أو سراويله حتى تكون إلى القدمين ، لأنه صلى الله عليه و سلم
1- قال ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار
2- و في الحديث أيضاً ثلاثة لا يدخلون الجنة ، العاق لوالديه ، و المدمن الخمر ، و المنان رواه النسائي
3- و فيه أيضاً لا يدخل الجنة خب و لا بخيل و لا منان و الخب هو المكر و الخديعة
الكبيرة الحادية و الأربعون التكذيب بالقدر
قال الله تعالى إنا كل شيء خلقناه بقدر
@ قال ابن الجوزي في تفسيره في سبب نزولها قولان أحدهما ، أن مشركي مكة أتوا رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية انفرد بإخراجه مسلم
- و روى أبو أمامة أن هذه الآية في القدرية و القول الثاني أن أسقف نجران جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد تزعم أن المعاصي بقدر و ليس كذلك فقال صلى الله عليه و سلم أنتم خصماء الله فنزلت هذه الآية
إن المجرمين في ضلال و سعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر
1-و روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل شيء بقدر حتى العجز و الكيس
- و قال ابن عباس كل شيء خلقناه بقدر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه قال الله تعالى و الله خلقكم و ما تعملون
-قال ابن جرير فيها وجهان ، أحدهما أن تكون بمعنى المصدر فيكون المعنى و الله خلقكم و عملكم و الثاني أن تكون بمعنى الذي فيكون المعنى و الله خلقكم و خلق الذي تعملونه بأيديكم من الأصنام ،
- و في هذه الآية دليل على أن أفعال العباد مخلوقة و الله أعلم و قال الله تعالى فألهمها فجورها و تقواها
- الإلهام إيقاع الشيء في النفس قال سعيد بن جبير ألزمها فجورها و تقواها و قال ابن زايد جعل ذلك فيها بتوفيقه إياها للتقوى و خذلانه إياها للفجور و الله أعلم
-و مذهب السلف و أئمة أجمع سبعون رجلاً من التابعين و أئمة المسلمين و السلف و فقهاء الأمصار على أن السنة التي توف عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم أولها الرضا بقضاء الله و قدره ، و التسليم لأمره ، و الصبر تحت حكمه ، و الأخذ بما أمر الله به ، و النهي عما نهى الله عنه ، و إخلاص العمل لله ، و الإيمان بالقدر خيره و شره ، و ترك المراء و الجدال و الخصومات في الدين ، و المسح على الخفين ، و الجهاد مع كل خليفة براً و فاجراً ، و الصلاة على من مات من أهل القبلة
و الإيمان قول و عمل و نية ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ، و القرآن كلام الله نزل به جبريل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم غير مخلوق ، و الصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور ، و لا نخرج على الأمراء بالسيف و إن جاروا و لا نكفر أحداً من أهل القبلة و إن عمل الكبائر إلا إن استحلوها ، و لا نشهد لأحد من أهل القبلة لخير أتى به إلا من شهد له النبي صلى الله عليه و سلم و الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين و نترحم على جميع أزواج النبي صلى الله عليه و سلم و أولاده و أصحابه رضي الله عنهم أجمعين
الكبيرة الثانية و الأربعون التسمع على الناس و ما يسرون
قال الله تعالى ( و لا تجسسوا
-قال ابن الجوزي رحمه الله قرأ أبو زيد و الحسن و الضحاك و ابن سيرين بالحاء قال أبو عبيدة التجسس و التحسس واحد ـ و هو البحث ـ و منه الجاسوس و قال يحيى بن أبي كثير التجسس بالجيم عن عورات الناس ، و بالحاء الاستماع لحديث القوم قال المفسرون التجسس البحث عن عيب المسلمين و عوراتهم فالمعنى لا يبحث أحدكم عن عيب أخيه ليطلع عليه إذا ستره الله و قيل لابن مسعود هذا الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمراً قال إنا نهينا عن التجسس فإن يظهر لنا شيء نأخذ به
1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استمع إلى حديث قوم و هم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة أخرجه البخاري ،
- و الآنك الرصاص المذاب نعوذ بالله منه ،
الكبيرة الثالثة و الأربعون النمام
و هو من ينقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم هذا بيانها
و أما أحكامها فهي حرام بإجماع المسلمين ، و قد تظاهرت على تحريمها الدلائل الشرعية من الكتاب و السنة قال الله تعالى
و لا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم
1-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة نمام
2- و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بقبرين قال إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير ، أما أنه كبير أما أحدهما فكان لا يستبرىء من بوله ، و أما الآخر فكان يمشي بالنميمة ، ثم أخذ جريدة رطبه فشقها اثنتين و غرز في كل قبر واحدة ، و قال لعله أن يخف عنهما ما لم ييبسا
-و قوله و ما يعذبان في كبير أي ليس بكبير تركه عليهما ، أو ليس بكبير في زعمهما و لهذا قال في رواية أخرى بلى إنه كبير
3- و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه ، و من كان ذا لسانين في الدنيا فإن الله يجعل له لسانين من نار يوم القيامة
-و كل من حملت إليه نميمة و قيل له قال فيك فلان كذا و كذا لزمه ستة أحوال
الأول أن لا يصدقه لأنه نمام فاسق و هو مردود الخبر
الثاني أن ينهاه عن ذلك و ينصحه و يقبح فعله
الثالث أن يبغضه في الله عز و جل فإنه بغيض عند الله و البغض في الله واجب الرابع أن لا يظن في المنقول عنه السوء لقوله تعالى اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم
الخامس أن لا يحمله ما حكي له على التجسس و البحث عن تحقق ذلك ، قال الله سبحانه و تعالى و لا تجسسوا
السادس أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته
ومن السلسة الصحيحة للالبانى
1034- " لا يدخل الجنة قتات " . الصحيحة " 3 / 29 : وبلفظ : " نمام " . و هو بمعنى " قتات " .
1419- " من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه و من ذكره بغير ما فيه فقد بهته " . الصحيحة " 3 / 407 :
عن أبي هريرة . " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،و إن لم يكن فيه فقد بهته " . أخرجه مسلم
الكبيرة الرابعة و الأربعون اللعان
1-قال النبي صلى الله عليه و سلم سباب المسلم فسوق و قتاله كفر
2-و قال صلى الله عليه و سلم لعن المؤمن كقتله أخرجه البخاري
3-و في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة 4- و قال عليه الصلاة و السلام ليس المؤمن بطعان و لا بلعان و لا بالفاحش و لا بالبذيء
- و البذيء هو الذي يتكلم بالفحش و رديء الكلام
5- و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يميناً و شمالاً ، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن إن كان أهلاً لذلك ، و إلا رجعت إلى قائلها
و قد عاقب النبي صلى الله عليه و سلم من لعنت ناقتها بأن سلبها إياها ،
6-قال عمران بن حصين بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة فضجت فلعنتها ، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أنظر إليها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد أخرجه مسلم
7- و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم
الكبيرة الخامسة و الأربعون الغدر و عدم الوفاء بالعهد
قال الله تعالى و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا
قال الزجاج كل ما أمر الله به أو نهى عنه فهو من العهد و قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود
قال الواحدي قال ابن عباس في رواية الوالبي ( العهود ) يعني ما أحل و ما حرم و ما فرض و ما حد في القرآن و قال الضحاك بالعهود التي أخذ الله على هذه الأمة أن يفوا بها مما أحل و حرم و ما فرض من الصلاة و سائر الفرائض و العهود و كذا العهود جمع عهد العقد بمعنى المعقود و هو الذي أحكم ما فرض الله علينا فقد أحكم ذلك ، و لا سبيل إلى نقضه بحال
1-و قال النبي صلى الله عليه و سلم أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ، و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب ، و إذا ائتمن خان ، و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر مخرج في الصحيحين
2- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان
3- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ، و رجل باع حراً فأكل ثمنه ، و رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل و لم يعطه أجره أخرجه البخاري
4-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له ، و من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية أخرجه مسلم
5- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحب أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة فلتأته منيته و هو يأمن بالله و اليوم الآخر ، و ليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه و من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده و ثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر
الكبيرة السادسة و الأربعون : تصديق الكاهن و المنجم
قال الله تعالى : و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا
قال الواحدي في تفسير قوله تعالى : و لا تقف ما ليس لك به علم قال الكلبي : لا تقل ما ليس لك به علم و قال قتادة : لا تقل سمعت و لم تسمع و رأيت و لم تر و علمت و لم تعلم
- و المعنى : لا تقولن في شيء بما لا تعلم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا قال الوالبي عن ابن عباس : يسأل الله العباد فيم استعملوها و في هذا زجر عن النظر إلى ما لا يحل و الاستماع إلى ما يحرم و إرادة ما لا يجوز ، و الله أعلم
1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
2-و روينا في الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس بوجهه فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم قال : أصبح من عبادي مؤمن و كافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، و أما من قال : مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب
قال العلماء : إن قال مسلم مطرنا بنوء كذا يريد أن النوء هو الموجد و الفاعل المحدث للمطر صار كافراً مرتداً بلا شك ، و إن قال مريداً أنه علامة نزول المطر و ينزل المطر عند هذه العلامة و نزوله بفعل الله خلقه لم يكفر ، و اختلفوا في كراهته ، و المختار أنه مكروه لأنه من ألفاظ الكفار و هذا ظاهر الحديث
و قوله : في أثر سماء ـ السماء هنا المطر ، و الله أعلم
3- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً رواه مسلم 4- و عن عائشة رضي الله عنها قالت : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أناس عن الكهان فقال : ليس بشيء قالوا : يا رسول الله أليس قد قال كذا و كذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تلك الكلمة من الحق يحفظها الجني فيقرها في إذن وليه ـ أي يلقيها ـ فيخلط معها مائة كذبة مخرج في الصحيحين
5- و عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الملائكة تنزل في العنان ـ و هو السحاب ـ فتذكر الأمر قضي في السماء ، فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم رواه البخاري
6-و عن قبيصة بن أبي المخارق رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : العيافة و الطيرة و الطرق من الجبت رواه أبو داود
و قال : الطرق : الزجر ، أي زجر الطير، و هو من يتيامن أو يتشاءم بطيرانه فإن طار إلى جهة اليمين تيمن ، و إن طار إلى جهة اليسار تشاءم قال أبو داود : العيافة الخط قال الجوهري : الجبت كلمة يقع على النم و الكاهن و الساحر و نحو ذلك
7-و عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد
، و قال علي بن أبي طالب : الكاهن ساحر و الساحر كافر فنسأل الله العافية و العصمة في الدنيا و الآخرة
ومن السلسة الصحيحة للالبانى
الطيرة 00 وفقة الاسماء
762- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير ، و لكن يتفاءل . و" كان لا يتطير من شيء و كان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه ، فإذا أعجبه اسمه فرح به و رؤي بشر ذلك في وجهه و إن كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه ، و إذا دخل قرية سأل عن اسمها ، فإن أعجبه اسمها ، فرح بها و رؤي بشر ذلك في وجهه و إن كره اسمها رؤي كراهية ذلك في وجهه " الصحيحة" 2 / 400 :
780- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى و لا هامة و لا صفر ، و اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد " . الصحيحة" 2 / 424 :
2-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و العين حق " . الصحيحة" 2 / 426 :
وبلفظ : " لا عدوى و لا هامة و خير الطير الفأل و العين حق " . حسنة الالبانى
3- - عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله علية وسلم قال " لا عدوى و لا طيرة و لا صفر و لا هامة ، فقال أعرابي : ما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها بعير أجرب فيجربها ؟ قال : فمن أعدى الأول ؟ " الصحيحة" 2 / 427 و شاهد ثالث عن ابن مسعود) بلفظ : " لا يعدي شيء شيئا " و ورد من حديث أبي هريرة أيضا . و هو : " لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر و فر من المجذوم كما تفر من الأسد " . الصحيحة" 2 / 428 :
و له شاهدا من حديث عائشة و لفظه : " لا عدوى ، و إذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد " . صحيح
5-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و لا غول " . الصحيحة" 2 / 429 :
6 وقال - " لا عدوى و لا صفر و لا هامة " . الصحيحة" 2 / 429
7 وقال - " لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح ، الكلمة الحسنة " . الصحيحة" 2 / 430 : 8-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و أحب الفأل الصالح " . الصحيحة" 2 / 430 : 9-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و إنما الشؤم في ثلاثة : المرأة و الفرس و الدار " الصحيحة" 2 / 431 10 وقال - " لا عدوى و لا طيرة و لا هام إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس و المرأة و الدار ، و إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا ، و إذا كان بأرض و أنتم بها فلا تفروا منه " . الصحيحة" 2 / 431 :
799-: عن ابن عمر قال : ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال " ان كان الشؤم في شيء ففي الدار و المرأة و الفرس " . الصحيحة" 2 / 450
993- " " . الصحيحة" 2 / 724 : عن قتادة عن أبي حسان قال : " دخل رجلان من بني عامر على عائشة ، فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
(الطيرة من الدار و المرأة و الفرس )
فغضبت ، فطارت شقة منها في السماء و شقة في الأرض ، و قالت : و الذي أنزل الفرقان على محمد ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ، إنما قال : كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك " . و في رواية لأحمد : " و لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : كان أهل الجاهلية يقولون :
الطيرة في المرأة و الدار و الدابة ، ثم قرأت عائشة ( ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب ) إلى آخر الآية " .
46 ) . و يشهد له ما أخرجه الطيالسي في " مسنده " عن مكحول قيل لعائشة : إن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشؤم في ثلاث : في الدار و المرأة و الفرس . فقالت عائشة : لم يحفظ أبو هريرة لأنه دخل و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قاتل الله اليهود يقولون : إن الشؤم في الدار و المرأة و الفرس ، فسمع آخر الحديث ، و لم يسمع أوله " .
و إسناده حسن
و جملة القول أن الحديث اختلف الرواة في لفظه ، فمنهم من رواه كما في الترجمة ،و منهم من زاد عليه في أوله ما يدل على أنه لا طيرة أو شؤم ( و هما بمعنى واحد كما قال العلماء ) ، و عليه الأكثرون ، فروايتهم هي الراجحة ، لأن معهم زيادة علم ، فيجب قبولها ،
و قد تأيد ذلك بحديث عائشة الذي فيه أن أهل الجاهلية هم الذين كانوا يقولون ذلك ، و قد قال الزركشي في " الإجابة " ( ص 128 ) : " قال بعض الأئمة :
و رواية عائشة في هذا أشبه بالصواب إن شاء الله تعالى ( يعنى من حديث أبي هريرة ) لموافقته نهيه عليه الصلاة و السلام عن الطيرة نهيا عاما ، و كراهتها و ترغيبه في تركها بقوله : " يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب
، و هم الذين لا يكتوون ( الأصل لا يكنزون ) و لا يسترقون ، و لا يتطيرون ، و على ربهم يتوكلون " .
قلت : و قد أشار بقوله : " بعض الأئمة " إلى الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى . فقد ذهب إلى ترجيح حديث عائشة المذكور في " مشكل الآثار " ، و نحوه في " شرح المعاني " و به ختم بحثه في هذا الموضوع ، و قال في حديث سعد و ما في معناه :" ففي هذا الحديث ما يدل على غير ما دل عليه ما قبله من الحديث ، ( يعني حديث ابن عمر برواية عتبة بن مسلم و ما في معناه عن ابن عمر ) ،
و ذلك أن سعدا أنتهر سعيدا حين ذكر له الطيرة ، و أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا طيرة ، ثم قال : إن تكن الطيرة في شيء ففي المرأة و الفرس و الدار ، فلم يخبر أنها فيهن ، و إنما قال : إن تكن في شيء ففيهن ، أي : لو كانت تكون في شيء لكانت في هؤلاء ، فإذ لم تكن في هؤلاء الثلاث فليست في شيء "
1065- " من ردته الطيرة ، فقد قارف الشرك " . الصحيحة " 3 / 53 :
واما الزيادة : " قالوا : و ما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : يقول أحدهم : " اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك و لا إله غيرك " . ضعفة الالبانى