بعض مناقشات الأستاذ العميد ( حول كاتب إنجيل متى ) ...
ابن العرب :
عزيزي العميد، لربما أعود لماقشة علمية حول كاتب إنجيل متى فيما بعد. ولكن الآن سأكتفي بالفرضية التي افترضتها أنا وهي أن متى لم يكتبه.
بناء على هذه الفرضية أقول لك:
الأناجيل الأربعة التي اعتمدتها الجماعة المسيحية الأولى (الكنيسة الأولى) أناجيلا صحيحة تعكس مضمون وجوهر رسالة السيد المسيح هي: الأناجيل المدعوة بحسب متى ومرقص ولوقا ويوحنا.
السبب هو أن هذه الأناجيل تعود إلى حقبة وزمن الرسل وهي جميعا من القرن الأول الميلادي وهي جميعا شهد لها الآباء الأولون بصحة النسب وصحة العقيدة.
بناء على ما سبق نقول، أن يكون متى أو تلامذة متى، لا يفرق بتاتا. لأن الإنجيل كتب في حضن الجماعة المسيحية الأولى، بعلمها ومعرفتها و"بصمتها" واطلعت عليه وصادقت عليه.
ففي الإسلام مثلا، تقولون هو القرآن الذي نزل على محمد بن عبدالله، والذي خطه فلان بن فلان بيده والذي جمعه عثمان.
الآن، هل من مشكلة؟!
=========================
العميد :
الزميل العزيز ابن العرب
تصور لي الأمر وكأن الكنيسة الأولى كانت تعرف إنجيل متى وتصادق عليه ، وهذا يحتاج إلى دليل منك .
فهل عرفه الرسل وصادقوا عليه ؟؟؟ هل عرفه آباء الكنيسة الأولى كأغناطيوس واكلمندس الروماني ؟؟؟
بل المؤشرات والأدلة قوية جداً أن هذا الإنجيل لم يكن معروفاً في القرن الأول ، فلا يوجد أدنى شهادة من الرسل على مصداقية هذا الإنجيل ...
كما أنه لا يوجد أدنى شهادة من آباء القرن الأول على وجود هذا الإنجيل ، ولم يذكر أحداً منهم أن لمتى إنجيلاً حتى جاء القرن الثاني فنرى بابياس أقدم من يذكر متى ، وقال أنه جمع الأقوال ، ولكن ما هي هذا الأقوال فلا يُعرف ، هذا لو تنظر إلى مقالي الأساسي تجد تعليق وافي على بابياس .
ثم بعد منتصف القرن الثاني يُعتبر اريناوس هو أول من ذكر إنجيل متى بالاسم ، فأين انتشاره بين الجماعة الأولي فضلاً المصادقة عليه ؟؟؟؟
أم تعتبر اريناوس من الجماعة الأولى ؟؟؟
تحيـــــــاتي
======================
ابن العرب :
عزيزي العميد، مداخلتك وتساؤلاتك واعتراضاتك منطقية جدا.
اقتباس:
تصور لي الأمر وكأن الكنيسة الأولى كانت تعرف إنجيل متى وتصادق عليه ، وهذا يحتاج إلى دليل منك .
فهل عرفه الرسل وصادقوا عليه ؟؟؟
هل عرفه آباء الكنيسة الأولى كأغناطيوس واكلمندس الروماني ؟؟؟
تكمن أهمية كتابات الآباء في أنها تقدم لنا المساعدة للإجابة على مثل هذه الأسئلة.
وهنا تكمن الأهمية الحقيقية لرسالة برنابا مثلا، فرغم أنه لم يذكر متى في رسالته ولا إنجيل متى، لكنه اقتبس من إنجيل متى مقطعا وقال: "كما هو مكتوب" (الفصل الرابع من رسالة برنابا).
وهذه الإشارة بالغة الأهمية لأنها تفيدنا:
1. أن هناك كتابات مسيحية
2. أن هذه الكتابات نالت قيمة مساوية لقيمة كتابات العهد القديم في قداستها
3. أن إنجيل متى كان موجودا في تلك الفترة ومنتشرا (بغض النظر عن كاتبه الحقيقي)
الآن، من أجل تحديد هوية الكاتب وغيرها، هنالك مشكلة بسيطة وهي أن الآباء الأوائل لم يكونوا معنيين بتقديم شهادات للأجيال القادمة عن من كتب ماذا. بل كان جل اهتمامهم منصب على نشر الديانة وتعاليم السيد المسيح. لذلك فالمعلومات شحيحة، ولكن رغم شحتها، كانت كافية لمعرفة أن إنجيل متى كتب بين الأعوام 65-70 ميلادية.
ولا تنسى أن شهادة لوقا نفسه مهمة حيث يقول بأن العديدين أخذوا يكتبون، فرأيت أنا أيضا أن أكتب. أي أن حقيقة وجود كتابات في زمن الرسل نشأت في وسط الجماعة المسيحية وقبلتها الجماعة الرسولية، هو واقع لا يقبل الشك.
=====================
العميد :
عزيزي ابن العرب ، معذرة أني تأخرت عليك في الرد .
أنا سألتك هل عرف الرسل إنجيل متى وصادقوا عليه ؟ وهل عرفه آباء الكنيسة الأولى كأغناطيوس واكلمندس الروماني ؟؟؟
فكان جوابك :
اقتباس:
تكمن أهمية كتابات الآباء في أنها تقدم لنا المساعدة للإجابة على مثل هذه الأسئلة.
وهنا تكمن الأهمية الحقيقية لرسالة برنابا مثلا، فرغم أنه لم يذكر متى في رسالته ولا إنجيل متى، لكنه اقتبس من إنجيل متى مقطعا وقال: "كما هو مكتوب" (الفصل الرابع من رسالة برنابا).
المشكلة عزيزي أنك تجزم أن رسالة برنابا اقتبست من متى ، فكيف عرفت ذلك ؟؟
ستقول لأنه ذكر في رسالته عبارات مشابهة لبعض نصوص إنجيل متى مثل( كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون ) كما في نهاية الفصل الرابع .
أقول صحيح أنها تتطابق مع عبارة متى ولكن ما أدراك أنه اقتبسها منه ؟؟؟
فوجود عبارة مشابهة لا يعني أنه اقتبسها من متى ، فربمااقتبسها من مكان آخر ، وخصوصاً كما يقول كاتب إنجيل لوقا(1:1) أن كثيرين كتبوا في هذا المجال ، فربما تكون من إحدى هذه الكتابات .
وحتى لو أنه اقتبسها من إنجيل متى ، فماذا يعني هذا ؟؟؟
فزمن كتابة الرسالة كما تقول دائرة المعارف الكاثوليكية يُقدّر حوالي سنة 130 ميلادية ...
فهذا يعود للقرن الثاني ، فما علاقة الكنيسة الأولى بالقرن الثاني ؟؟؟؟
ثم هناك سؤال يطرح نفسه ، من هو برنابا صاحب الرسالة ؟؟؟؟
هل هو شخص معروف ؟؟؟؟
تقول دائرة المعارف الكاثوليكية أنّ الرسالة لا تحتوي على أيّ دليل حول كاتبها ...
فالكاتب مجهول ، فكيف يُستدل على كاتب مجهول بكاتب هو الآخر مجهول ؟؟؟؟
اقتباس:
الآن، من أجل تحديد هوية الكاتب وغيرها، هنالك مشكلة بسيطة وهي أن الآباء الأوائل لم يكونوا معنيين بتقديم شهادات للأجيال القادمة عن من كتب ماذا. بل كان جل اهتمامهم منصب على نشر الديانة وتعاليم السيد المسيح. لذلك فالمعلومات شحيحة
أنت تبني كلامك هنا من منطلق أنّ الآباء الأوائل يعرفون إنجيل متى ويعرفون الكاتب ، وربما نسيت أنّ هذا ما تحاول أنت إثباته ...
فيجب عليك أن تسأل السؤال بحيادية تامة فتقول : لماذا لم يذكر الآباء الأوائل اسم الكاتب ويشهدوا صراحة أن متى هو كاتب الإنجيل ؟؟؟
وهنا لا يمكن أن يكون جوابك فقط ، لأنهم ( لم يكونوا معنيين بتقديم شهادات للأجيال القادمة عن من كتب ماذا ) ...
بل هناك إحتمال آخر لا يمكن غض البصر عنه ، وهو أن الآباء الأوائل لم يذكروا الإنجيل ولا اسم كاتبه لأنهم لا يعرفون هذا الإنجيل ولا كاتبه من الأصل ..
فهذا إحتمالان صحيحان ، ولا يمكنك تغليب أحدهما على الآخر بالأهواء .
تحيـــــــــاتي
=================
ابن العرب :
عزيزي العميد، مداخلتك منطقية جدا.
يبقى الأمر يا عزيزي أن ليس هنالك ما يدعونا إلى رفض كون متى هو كاتب إنجيله حسب ما أفاد الآباء.
هل لديك أنت ما يدعونا أو يضطرنا إلى ذلك؟!
====================
العميد :
عزيزي ابن العرب ، أشكرك على كلامك أعلاه في أنّ كلامي منطقي ، وأسأل الله أن يعيننا على قول الحق .
أما قولك أنه ليس هناك ما يدعوك إلى رفض متى هو كاتب إنجيله ، فأقول بل الدواعي كلها متوفرة لرفض ذلك ، فيكفيك أنّه لايوجد دليل أنّه الكاتب ، فأنا أحاول لفت إنتباهك إلى أن القول أن متّى كتبه هو قول مبني على الظن والاحتمالات ، وهنا أنت تقرر بعدها إذا ما كنت تريد أن تبني إيمانك على الظن أم لا .
تحيــــــــاتي
العميد