بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
------
كلامك أعلاه لا يخرج عن شيئين
إما أن تكون جاهلاً ، وإما أن تكون متجاهلاً
فإن كنت جاهلاً أخبرناك ، وإن كنت غير ذلك فأدر ظهرك عنّا فليس
لدينا الوقت للمتجاهلين
والجهل يخطو بصاحبه نحو السؤال
فلا تكون كالحمقى يرموا الكلام بجهل، والأدهى تثبّتهم به كأنه الحق
وكما قلت بأن جميع الأنبياء قبل الإسلام جاءوا بمعجزات وفي الغالب تكون معجزات النبي من جنس ما برع فيه قومه
فقوم موسى برعوا في السِحر ، فجعل الله موسى يلقي بعصاه فإذا هي ثعبان مبين.
وقوم عيسى برعوا في الطب ، فجعل الله عيسى يُداوي الأبرص والأعمى ويُحي الموتي بإذن الله.
كما كانت لكل نبي من السابقين معجزة تخصّه
كناقة صالح ، ونار إبراهيم التي كانت عليه برداً وسلاما.
وحين أرسل الله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة كان لابد من تأييده بالمعجزات ، وكانت معجزاته صلى الله عليه وسلم هي الأكثر بين جميع الأنبياء وكانت معجزاته صلى الله عليه وسلم مُبهرات وآياته مُبصرات ، تتحدث بالصدق لمُريد الحق ، تدل على أن ما جاء به هو من عند الله ويستحيل على غيره أن يأتي بمثله.
ومعجزاته صلى الله عليه وسلم كثيرة جداً ، أُلِّفت فيها المؤلفات ، وكَتَب فيها الكُتّاب ، أُخبركَ ببعض منها :
الإسراء والمعراج : فقد أُسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بفلسطين ، ومن المسجد الأقصى عرج به إلى السماء، وهناك رأى من آيات الله الكبرى ، وقد استعظم الكفار من قريش دعوى الرسول -صلى الله عليه وسلم- (كحالكم ) في حادثة الإسراء، حيث كانت القوافل تمضي الأسابيع في الذهاب إلى فلسطين والعودة منها، فكيف يتسنى لرجل أن يمضي ويعود في ليلة؟!
ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبرهم عن صفات المسجد الأقصى لما سألوه عنه، فأجابهم مع أنهم يعرفون أنه لم يذهب إليه قبل ذلك وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لقد رأيتني في الحِجْرِ وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به ". أخرجه مسلم
إنشقاق القمر : فقد سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يُريهم آية فأراهم انشقاق القمر، قال الله تعالى: { اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } [القمر:1ـ2].
وينقل الإمام ابن كثير الإجماع على حدوث هذه الآية: وجاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر مرتين. أخرجه البخاري ومسلم وفي بعض روايات الحديث عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: بينما نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى إذا انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اشهدوا" رواها مسلم .
وقد شاهد انشقاق القمر الناس في أنحاء الجزيرة العربية، وقد ظن الكفار من أهل مكة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سحرهم، وقالوا: اسألوا المسافرين فإن محمدًا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، وفي اليوم التالي سألوا من وفد إليهم ممن كان مسافراً خارج مكة فأخبروهم أنهم رأوا القمر انشق .
تكثير الطعام : وهذه المعجزة وقعت مراراً منه -صلى الله عليه وسلم-، فمن ذلك:
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمَصًا، يعني: جوعًا- شَدِيدًا، فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمَصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ، فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتْ الشَّعِيرَ فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي وَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِمَنْ مَعَهُ، فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَّا صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ، فَصَاحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا-أي طعامًا- فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ، فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ، فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا، فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوهَا وَهُمْ أَلْفٌ-كان عددهم ألف رجل- فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ". أخرجه البخاري ومسلم .
وحوادث تكثير الطعام كثيرة جداً، لكن هذا مثال منها يغني عن البقية.
نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم: وقد حصلت هذه المعجزة أكثر من مرة في ظروف مختلفة منها: فقد جاء عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بالزوراء ـ مكان في المدينة ـ دعا بقدح فيه ماء، فوضع كفه فيه، فجعل ينبع من بين أصابعه، فتوضأ جميع أصحابه، قال قلت: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاء الثلاثمائة. أخرجه البخاري ومسلم .
إبراء المرضى : وهذا أيضاً وقع للنبي -صلى الله عليه وسلم مرات عدة منها : انكسرت رجل عبد الله بن عتيك –رضي الله عنه- فأتى للرسول -صلى الله عليه وسلم- فمسحها فعادت كأن لم يصبها أذى. صحيح البخاري .
ومنها أيضاً أن علي بن أبي طالب اشتكى عينيه، فبصق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في عينيه، فبرأ كأن لن يكن به وجع. صحيح البخاري ومسلم .
وغيرها كثير .
إخباره بالأمور المغيبة : وهذا أيضاً حصل أكثر من مرة، فعلى سبيل المثال : أخبر باستشهاد قادة المسلمين الثلاثة –رضي الله عنهم- في معركة مؤته، واستلام خالد بن الوليد –رضي الله عنه- الراية من بعدهم في نفس اليوم الذي وقع فيه الحدث. صحيح البخاري .
أما من أعظم معجزاته صلى الله عليه وسلم معجزته الخالدة الباقية ، معجزة القرآن الكريم ، ولو تحدثنا عن القرآن لأخذنا صفحات وصفحات وما إنتهينا.
اقتباس:
هنا السؤال اين تكمن المعجزة في القران؟ سوف اعطي جوابين لهذا السؤال حتى اغطي الموضوع
لا يا ضيفنا الفاضل ، ينبغي عليك فقط السؤال ، أمّا الإجابة فلا تسمعها إلّا من أهلها.
ولتعلم أن القرآن الكريم منطوٍ على وجوه من الإعجاز كثيرة وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها في أربعة:
أولها: حسن تأليفه، والتئام كلمه، وفصاحته، ووجوه إيجازه، وبلاغته الخارقة عادة العرب، وذلك أنهم كانوا أرباب هذا الشأن، وفرسان الكلام، قد خصوا من البلاغة أو الحكم بما لم يخص به غيرهم من الأمم، وأوتوا من ذرابة اللسان ما لم يؤت إنسان، ومن فصل الخطاب ما يقيد الألباب، جعل الله لهم ذلك طبعًا وخلقة ،فما راعهم إلا رسول كريم، بكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد؛أحكمت آياته، وفصلت كلماته، وبهرت بلاغته العقول، وظهرت فصاحته على كل مقول، وتضافر إيجازه وإعجازه، وتظاهرت حقيقته ومجازه، وتبارت في الحسن مطالعه ومقاطعه، وحوت كل البيان جوامعه وبدائعه، واعتدل مع إيجازه حسن نظمه، وانطبق على كثرة فوائده مختار لفظه ، صارخًا بهم في كل حين بضعة وعشرين عامًا على رؤوس الملأ أجمعين: { أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين } يونس: 38، { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين } البقرة: 23، { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا } الإسراء: 88. { أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين } هود: 13.
الوجه الثاني: من إعجاز القرآن صورة نظمه العجيب، والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب، ومناهج نظمها ونثرها الذي جاء عليه، ووقفت عليه مقاطع آية، وانتهت فواصل كلماته إليه، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له، ولا استطاع أحد مماثلة شئ منه، بل حارت فيه عقولهم.
الوجه الثالث: من الإعجاز ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن ولم يقع فوقع فوجد كما ورد وعلى الوجه الذي أخبر كقوله تعالي: { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين } الفتح: 27 وقوله عن الروم : { وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } الروم: 3،4 وقوله: { ليظهره على الدين كله } الصف: 9 وقوله: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } النور: 55 وقوله: { إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً } (النصر: 1،2) فكان جميع هذا كما أخبر، فغلبت الروم فارس، ودخل الناس في الدين أفواجاً، واتسع ملك المسلمين حتى كان لهم في وقت من أقصى بلاد الأندلس غرباً إلي أقاصي الهند شرقاً، ومن بلاد الأناضول شمالاً إلي أقاصي السودان جنوباً.
الوجه الرابع: ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم البائدة، والشرائع الدائرة، مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك، فيورده عليه الصلاة والسلام على وجهه، ويأتي به على نصه، فيقر العالم بذلك بصحته وصدقه، وإن مثله لم ينله بتعليم، وقد علموا أنه -صلى الله عليه وسلم- أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولا اشتغل بمدارسة ولا مجالسة، لم يغب عنهم، ولا جهل حاله أحد منهم وكثيراً ما كان يسأله كثير من أهل الكتاب عن هذا، فينزل عليه من القرآن ما يتلو عليهم منه ذكراً، كقصص الأنبياء، وبدء الخلق ، وما في الكتب السابقة مما صدقه فيه العلماء بها، ولم يقدروا على تكذيب ما ذكر منها، ولم يؤثر أن واحداً منهم أظهر خلاف قوله من كتبه، ولا أبدى صحيحاً ولا سقيماً من صحفه بعد أن قرعهم ووبخهم بقوله: { قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } آل عمران: 93.
ومن وجوه إعجاز القرآن كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله –تعالي- بحفظة فقال: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } الحجر:9 وقال: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } فصلت: 42 وسائر معجزات الأنبياء لم يبق إلا خبرها، والقرآن إلى وقتنا هذا حجة قاهرة ومعارضته ممتنعة.
قال عليه الصلاة والسلام في القرآن : "إن الله أنزل هذا القرآن آمراً وزاجرا، وسنة خالية، ومثلاً مضروباً، فيه نبؤكم وخبر من كان قبلكم؛ ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، لا يخلقه طول الرد ولا تنقضي عجائبه. هو الحق ليس بالهزل. من قال به صدق ، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فلح، ومن قسم به أقسط، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدى إلي صراط مستقيم، ومن طلب الهدى من غيره أضله الله، ومن حكم بغيره قصمه الله. هو الذكر الحكيم والنور المبين، والصراط المستقيم، وحبل الله المتين، والشفاء النافع. عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، ولا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب".
اقتباس:
اذن نستنتج من هذا ان الناس في تلك الفترة لم يقبلوا القران كمعجزة بسبب الاعجاز العلمي الذي فيه لانه لم يكن يعرفون ان القران به معجزات علمية
نعم وكما وضّحت لكَ أوجه الإعجاز
اقتباس:
ولكن السؤال هنا هل ضمن القران انه لن يأتي في المستقبل القريب او البعيد شخص ممكن ان يأتي باية مثل الايات الموجودة في القران ؟ هل التحدي موجود لحد الان ام كان مقتصرا على تلك الفترة ؟
بل التحدِّي إلى يوم الدين
وقد ظهرت تلك المحاولات قريباً بما أسموه الفرقان الحق ، وقد أُخرج منه آلاف آلاف الأخطاء.
اقتباس:
اذن العرب كانوا بليغون جدا وصدقوا بلاغة القران ولكن كيف ممكن ان يعرف غير العرب ( الذين يتكلمون بلغات عديدة وهي بالالاف ) او يدرك هذه البلاغة حتى ممكن ان يصدقوا ؟ هل تعتقد الذي يتكلم الانكليزية او الفرنسية او الفارسية سوف يدرك ان القران فيه معجزة لغوية ؟؟؟؟ كيف سوف يعرف ,سوف تقولون ان القران ترجم الى عدة لغات ولكن اذا ترجم الى عدة لغات سوف يفقد صفتة كاعجاز وسوف تعتمد الترجمة على مدى المام المترجم باللغة العربية وبهذا سوف تكون هذه الترجمة مجرد كتاب نصائح وارشاداتوليس بها اية اعجاز . اذن بهذه الحالة كيف يمكن ان يصدقوا بان هذا الكتاب من عند الله وهو معجزة الله التي نزلت على محمد .
من جانب وكما وضّحنا فأوجه الإعجاز لا تقتصر على الجانب البلاغي والإعجاز العلمي.
وقد سحر القرآن العرب منذ استمعوا إليه في اللحظة الأولى، سواء من شرح الله صدره للإسلام وأنار بصيرته، أو من طبع الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة، فالوليد بن المغيرة قال يصف القرآن: "والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه".
والقساوسة والرهبان يحكي عنهم القرآن: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقّ}.
فالقرآن من شأنه إذا استمع إليه إنسان أن تتحرك مشاعره، ويهتز قلبه، ويقشعر بدنه خوفا.. ويعتصر فؤاده رجاء، لما فيه من جمال الأسلوب، وقوة في التعبير.
ولقد وصف الله كتابه عز من قائل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
فروعة القرآن يحسها القلب الخاشع، ولكن العرب كما وصفهم القرآن: {قَوْمٌ خَصِمُونَ}، وأعداء ألداء : {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً}، فأخذوا يتناولون القرآن بالتشكيك، ويشنون عليه حملات شعواء، بغية التهوين من شأنه، والغض من قدره.
ولكن الله رد كيد الكافرين إلى نحورهم، فتحدى الرسول بلغاء العرب وفصحاءهم أن يأتوا بسورة من مثله، ولكنهم عجزوا وأعرضوا عن معارضته، فكان ذلك داعيا إلى الاعتراف بإعجاز القرآن، وقصورهم أمام بلاغته.
والقرآن ليس معجزا للعرب وحدهم، وإنما هو معجز للعربي وغير العربي، لأن دعوة الإسلام ( وكما قلت ) دعوة عالمية ليست مرتبطة بلغة معينة، ولا بوطن خاص، وإنما هي دعوة تحتوي العالم بأسره، ومن أجل ذلك كان القرآن معجزا لكل الأمم.
وحجة القرآن على العرب الفصحاء كحجته على غير العرب من الأعاجم، كما أن حجة موسى عليه السلام في قلب العصا حيّة كانت حجة لأمهر السحرة، وحجة عيسى عليه السلام في إحياء الموتى لم تكن لأعظم الأطباء وحدهم، وإنما كانت للطبيب الماهر والخامل، وغير الطبيب على السواء، وإذا عجز أمهر السحرة وأعظم الأطباء عن الإتيان بمثل ما أتى به موسى وعيسى عليهما السلام كان ذلك أدعى إلى عجز غيرهم، كذلك الشأن في معجزة القرآن، أتى به محمد صلى الله عليه وسلم لأفصح الناس وأقدرهم على نظم الكلام العربي، ورغم حرصهم على تكذيب الرسول، وإفساد دعوته، لم يفلحوا في مجاراته، ولم يستطيعوا تكذيبه.
وإذا كان العرب الفصحاء عاجزين عن مجاراة أسلوب القرآن في فصاحته وبلاغته، فغيرهم من الأعاجم أعجز.
وكما تقول بسؤالك: الشخص من غير العرب الذي لا يفهم العربية لا يدرك ما في أسلوب القرآن من نظم معجز، وبلاغة عجيبة، ولا يدري من أين يكون إعجازه، وكيف تكون بلاغته، وعندئذ تسقط الحجة في الإعجاز.
والإجابة على هذا التساؤل سهلة ميسورة، فإن الإعجاز لغير العربي قد بدا واضحا في أشياء أخرى، وجوانب مثيرة متعددة غير البلاغة والفصاحة التي لا يدرك مراميها، فكل يوم تطلع فيه علينا أشياء جديدة، ومكتشفات حديثة، وتبرز إلى الوجود قضايا تحدث عنها القرآن قديما ولم تبد سافرة إلا الآن.
يقول أبو الحسن الأشعري فيما ينقله عنه السيوطي في معترك الاقرآن ( والذي نقوله إن الأعجمي لا يمكنه أن يعلم إعجازه إلا استدلالاً ، وكذلك من ليس ببليغ – فأما البليغ الذي أحاط بمذاهب العرب وغرائب الصنعة فإنه يعلم من نفسه ضرورة عجزه وعجز غيره عن الإتيان بمثله )
و الإعجاز البياني للقرآن الكريم ملازم له في كل وقت وحين منذ أن نزل به الوحي الأمين على قلب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، هذا من جهة الإعجاز البياني .
أما بقية وجوه الإعجاز فحقيقة الإعجاز فيها أن كل وجه منها على حده يتعلق بالنص القرآني كنص إلهي بقطع النظر عن العصر الذي يستقى من القرآن مآربه ومشاربه ، وأقصد بذلك تفصيلاً أن تأثيره على القلوب مثلاً-كوجه إعجازي ملازم للقرآن على الدوام مهما اختلفت العصور ومهما اختلفت ظروف الناس وأحوالهم وطبائعهم فتأثيره على القلوب ثابت لا يتغير .
اقتباس:
اعتقد ان لا احد يخالفني الرأي بان شكسبير كاتب بارع ويعتبر من اروع ادباء الادب الانكليزي ولكن لنفرض ان شكسبيرادعى بان قصصه وكتاباته نزلت من عند الله لما بها من بلاغة ادبية ولنفرض ان الانكليزقد صدقوه وحاولوا ان ينشروا هذه الكتب ويقنعوا الناس الغير الانكليز ( لنفرض العرب) بان هذه من عند الله وقاموا بترجمتها الى العربية هل سوف تترجم هذه الكتب بالبلاغة التي موجودة بلغة الام ام سوف تفقد بلاغتها ولكن يبقى مضمونها واحدا ففي هذه الحالة لم تشعر وتدرك مدى بلاغة هذا النص ابدا مهما كان المترجم ضليع باللغة لان كل لغة تختلف عن اخرى وللعلم هناك لغات ذات مفردات محدودة اي انها لغات فقيرة بالمفارنة مع اللغة العربية وان عشرات الملائيين من الناس يتحدون بهذه اللغات الفقيرة .
للتأكيد مرة ثانية لايمكن ترجمة البلاغة من لغة الى لغة اخرى ولكن يمكن ترجمة المعاني والتفسيرات والاحداث فقط .
أمّا إذا كان الكتاب يحمل بين طياته ما يوافق الإعجاز البلاغي كما وضّحنا ، فلا سبيل لما ذكرت.
اقتباس:
هل تريدون ان تعرفوا كيف امنوا بالسسسسسسسسيف
كل ما كتبته تُريد به أن تصل لهذا الإقتباس
سأضع لك رابط لاحقاً للرد عل هذا.
أمَّا عن قولك :
اقتباس:
حاول اليهود والعرب مرارا ان يحملوا محمدا على اتيان معجزة لتأييد دعواه بالنبوة فاعترف بعجزه التام وانتحل لذالك اعذارا .
سورة الاسراء 17:59 ( وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون)
ان كانت الايات بلا فائدة مطلقا عند الذين عملت معهم قديما فلماذا عملها. وفي سورة الاسراء 17 : 90 -93 ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل .........الا بشرا رسولا).
فأطلب منك شيئين :
- أين طلب اليهود من الرسول صلى الله عليه وسلم بمعجزة تؤيد دعوته ؟
- ما تفسير الآيات التي أوردتها ؟
منتظرين الإجابة
اقتباس:
ارجوا من المسلمون ان يفكروا بشكل منطقي ويحكموا عقولهم وكفى تفاهات وتبجح ومحاولة الصاق صفة النبوة على محمد من خلال ما تدعوه بالاعجاز الذي لا داعي الخوض بمصادر الايات القرانية لنين لكم مصادرها ومن ايت اتت.
ربما نفتح موضوعاً جديداً لتُخبرنا بمصادر الآيات القرآنية، وأشك بالطبع في ذلك ، بل قل متأكد.
فكيف بمن لا يعرف بمصادر كتابه ( أقصد كتبه ) ، أن ياتي بمصادر كتب غيره .
و
__________________