من يسير في شوارع وأزقة مدن جنوب إفريقيا، يستطيع تمييز أعضاء كنيسة صهيون المسيحية بسهولة. فجميعهم يعلقون على ملابسهم نجمة فضية صغيرة طبعت عليها حروف ZCC مطرزة على قطعة قماش أخضر. إنهم يعتبرونها بمثابة وسام شرف ، وعلامة على قوتهم الروحية ، ومثلها مثل بقية الكنائس في القارة الإفريقية ، يعتنق أتباع صهيون المبادئ المسيحية ، إلا أن كنيستهم تتمسك بالثقافة التقليدية ، ولا تطلب من أعضائها التخلي عن معتقداتهم أو ترك عبادة أسلافهم ، وممارسة طقوسهم التقليدية ، فمهمة وأعظى الكنيسة الدعوة إلى التحلي بالأخلاق ، والابتعاد عن الكحوليات والممارسات الجنسية الشاذة. وتعلق إحدى العضوات الجديدة التي انضمت إلى الكنيسة مؤخرًا مع مائتي عضو آخرين تم تعميدهم بشكل جماعي بمياه نهر جوكسكي في جوهانسيبرغ بقولها: أشعر الآن بالأمان ، حيث يمكنني ترك كيس نقودي عند المدخل لحين انتهائي من حضور القداس ، وهذا أمر غريب في بلد تكثر فيه الجريمة مثل جنوب إفريقيا. لقد أحببت هذه الكنيسة عند رؤية أعضائها وهو يستقبلونني بحرارة ، ويبتسمون في وجهي بصورة ودودة ، أنني أشعر بأنها ستساعدني على حل مشاكلي. أعضاؤها يرتدون أزياء كل حسب طبقته الإجتماعية التأسيس أسست هذه الكنيسة عام 1910 على يد أسقف يدعى إيغناتيوس ليكغانيان وازداد عدد المنتسبين إليها من 920 عضوًا عام 1925 ، إلى ثمانية ملايين عضو في الوقت الحاضر. وتعتمد في جذب أتباعها على إدعاء العلاج بالمعجزات ، فقد أدعى مؤسسها أنه سمع في أحد الأيام صوتًا يناديه ، وخبره بأنه سيقود شعبًا ، وبشره سيجد علاجًا للمرض الذي أصاب عينيه ، عندما يجرى تعميده في النهر. فانتقل إلى إحدى الكنائس ، وأثناء تعميده ، شفى من المرض كما جاء في المعجزة المزعومة ، فقرر حينها إنشاء هذه الكنيسة في مكان يدعى هوريا ، وهو أحد أسماء القدس التي وردت في الإنجيل وموقعه حاليًا في شمال مدينة بيتسبيرغ القريبة من جبل ولكبيرغ – ويعلق أحد أساتذة الجامعة على قوة انتشار هذه الطائفة بقوله: تعتمد هذه الكنيسة في جذب الأعضاء على تفسير الأحلام والرؤى والعلاج بالطرق التقليدية والروحية. العيد السنوي أما العيد السنوي للكنيسة ، فهو يوم الفصح ، حيث يحج إليها أتباعها فتعج المدينة في هذه الأيام بالحجاج والباعة الذين يجدونها فرصة لترويج بضائعهم ، ويقضى الناس أربعة أيام في الصلاة والرقص أملاً في طرد الأرواح الشريرة من أجسادهم. ويعتبر الزي الموحد عند هذه الطائفة أمرً مهمًا بالنسبة للكنيسة ، حيث يتم ارتداؤه خلال الطقوس ، فيختار كل عضو زيًا خاصًا وفقًا لمكانته الإجتماعية ، فنساء الطبقة العليا يرتدون فساتين صفراء لامعة وقبعات خضراء ، أما الأقل رتبة ، فيرتدون فساتين زرقاء ، ولكن على الجميع رجالاً ونساء تعليق نجمة داود على ملابسهم. مؤسسها أصبح مليونيرًا. روادها يطردون الأرواح الشريرة بالرقص. وغالبًا ما يتحدث أتباع كنيسة صهيون عن الثالوث المقدس ، ولكنهم لا يعنون بذلك الأب والابن والروح القدس ، بل يقصدون به إيغنائيوس ليكغانيان ، وابنه إدوارد ، وحفيده الأسقف برنابوس. وبالرغم من أن الكنيسة لا تطلب رسومًا نظير الانضمام إليها ، إلا أنها تشترط الحصول على وثيقة تأمين من كل عضو يحمل اسمها ، فضلاً عن مشاركته في صندوق الخبازات والتأبين. أما التبرعات الجانبية ، فقد ملأت خزائن ليكغاتيان الحديدية ، وجعلت عائلته من أصحاب الملايين. ويحكى أن شخصًا من هذه العائلة دخل محلاً لبيع السيارات في أوئل الخمسينات ، فمرر يده على سيارة رولزرويس ، فنهره صاحب صاحب المحل ، فقال له: إنني أريد شراءها فضحك البائع مستهزئًا فما كان من مرافق هذا الشخص إلا أن فتح حقيبة مكدسة بالمال ، ودفعها ثمنًا للسيارة. في عام 1948 حدث خلاف بين أبناء إيغنائيوس بعد وفاته على زعامة الكنيسة ، فحينما تولى الزعامة ابنه إداوارد ، قام الابن الثاني جوزيف بتأسيس كنيسة جديدة أطلق عليها اسم: سانت إيغنياس ، ورغم أنها تطبق نفس مبادئ الكنيسة الأم ، إلا أن لها شعارها الخاص بها. والمعروف أن كنيسة صهيون وإن كانت تعتمد على الخرافات والطقوس الإفريقية التقليدية ، لها تقدير من قبل السياسيين الذين يزورونها كسبًا لتأييد القائمين عليها. وقد حرص نيلسون مانديلا على زيارتها عام 1992 ، طلبًا لتأييد أعضائها في انتخابات عام 1994. تجاهـل الـذين يـرددون كـلـمة مستـحـيل
المصدر
http://links.islammemo.cc/KASHAF/one...asp?IDnews=229