سلسلة الصحابة في أسفار أهل الكتاب ومخطوطاتهم وكتبهم السرية

بسم الله الرحمن الرحيم

.....
الجزء الأول : عمر بن الخطاب في أسفار أهل الكتاب

....
كلنا يعلم قصة فتح القدس على يد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي علم البشرية كلها التواضع والأدب وحسن القيادة والايمان والتقوى .......

بعد حصار المسلمين للقدس واستعصت عليهم ورفض حكامها ورجال دينها تسليمها سلما لان فاتح القدس صفاته وعلامته عندهم في كتبهم ...وارادوا أن تحدث بشارة كتبهم في الملك الذي سيدخل القدس
....
فجاء الخبر الى الفاروق فسافر الى القدس مع غلامه يتبادلان الدابه ( الحمار ) في الطريق وثيابه مرقعه وهو من هو ...من ملك من الأرض المباركه ..وحيزت مملكته من البحر للبحر ...وهو مع كل هذا أمير التواضع !

....وعندما وصل للقدس وهو على هذه الحاله وقد اتسخت ثيابه المليئه بالرقع وهو ملك المسلمين حينها أراد المسلمين منه أن يغير من هيئته فرفض ...حاولوا ان يركبوه على فرس فأضطرب الفرس ولم يستقر عليه أمير المؤمنين فعاد وركب على حماره مره اخرى ( سبحان الله حتى تكتمل أوصاف البشاره )

وعندما راه بطريرك القدس صفرنيوس مسح عينيه ونظر اليه وزعق بأعلى صوته " هذا والله الذي نجد صفته ونعته في كتبنا ومن يكون فتح بلادنا على يديه بلا محاله"
ثم قال لأهل بيت المقدس " يا ويحكم انزلوا اليه واعقدوا معه الامان والذمه "
وقام عمر بن الخطاب وعقد العهده العمريه رضي الله عنه ..... وهي عهدة الأمن والسلام لأهل القدس من النصارى وألا يخالطهم فيها من لا يرضونه من اليهود وأن لا ينتقص من كنائسهم وصلبانهم وأن يدفعو الجزيه ...ورضي بها أهل القدس ...فهو الملك الذي تحدث عنه كتابهم المقدس ووصفه بصفاته وأماراته .....

..................هنا يأتي السؤال ...
أين بشر بفاتح القدس في كتب أهل الكتاب ؟؟؟

يحضرني الان أحد كتب النصارى وهو انجيل متى ( الارامي ) كما يسميه البعض حيث لا يعترف به نصارى اليوم نظرا لأنه ملئ بالبشارات التي خصت الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته رضي الله عنهم وهم من ضمن الكتب المرفوضة في نقية من الاباء البولسيين ....على الرغم من أنه أكثر توثيقا من أناجيلهم المعترف بها ...وعلى العموم لم يسلم أي من أناجيلهم سواء المعترف بها أو الغير معترف بها منهم من التحريف والتغير وكلها لا يمكن نسبها للمسيح عليه السلام خالصة !

وبالنسبه لهذا الانجيل (متى الارامي كما يسميه البعض ) وقد تحدثت عنه هنا بتفصيل أكثر

http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=5847

نجد الاتي :
gospel of nazerene ch 94

5.And another asked him, "Master, under the Law of Moses the priests were dressed with garments of beauty for their ministration in the temple. Shall we also clothe our ministers in sacred things as you have taught us?" And Yeshua answered, "White linen is the righteousness of the Saints, but the time truly comes when Zion will be desolate, and after the time of her affliction is past, she will rise and put on her beautiful garments as it is written."
6.But seek first the kingdom of righteousness, and all these things will be added to you. In all things seek simplicity, and don't give occasion to vain glory. Seek first to be clothed with charity, and the garment of salvation and the robe of righteousness."

الترجمه مع التعليقات بين الاقواس :

5- وسأله آخر " معلم , في ناموس موسى ( عليه السلام) الكهنه كان يرتدون ملابس جميله من اجل خدمتهم في المعبد ,هل يجب أن نكسوا كهنتنا ملابس مقدسه ( مخصصة للكهنوت ) كما علمتنا ؟ أجابهم المسيح ( عليه السلام ) الكتان الأبيض هو زى الصلاح للقديسين , ولكن سيأتي حقا اليوم الذي ستهجر فيه صهيون وبعد مرور فترة الأسى سوف ترتفع مرتدية الملابس الجميله كما هو مكتوب ( سنتطرق لما هو مكتوب بعد الانتهاء من الترجمه ان شاء الله )
6-ولكن ابحثوا اولا عن مملكة الصالحين وكل هذه الأشياء ستضاف لكم , في كل الأشياء ابحثوا عن البساطة ,ولا تعطوا أهمية للعظمة الباطلة , التمسوا أولا ارتداء الخير , وكسوة الخلاص , وحزام الصلاح .

تفصيل ما اتى بعون الله :

سأل واحد من الحواريين المسيح عليه السلام , هل يرتدوا الزي الجميل مثلما هو مكتوب في الناموس عند خدمتهم الدينيه ,
فقال لهم المسيح الزي الابيض هو زي الصلاح للقديسين ( الزي الذي كان يقصده الحواريون بزي الجمال ) , ولكن سيأتي اليوم الذي ستهجر فيه صهيون ...ثم تعود مرتفعه مرتديه زي الجمال (الابيض ) كما هو مكتوب .....

الملاحظة الاولى:
تعريف صهيون .. سلم علماؤهم أن صهيون هي ارض فلسطين ...ولكن الاراء الحاليه معظمها مجمعه على ان أرض صهيون هي الارض التي سيظهر فيها المختارون الذين سيسودون العالم تحت مملكه ربانيه ولا شك انهم المسلمون ولا يتسع المجال الان لاثبات ذلك ...
وعرف أصحاب قمران كلمة صهيون بأنها ( مجموعة المؤمنين )

ونرى مثلا في كتاب هداية الحيارى لابن القيم ..انه رأى أن صهيون هي مكه المكرمه ..ولكنه رأي مبالغ فيه ...ولكن المسلم به هي أنها الأرض المباركه ....ومعلوم أن الأرض المباركه هي ما بين النهرين الفرات والنيل و أرض الحجاز

فنرى ان هناك من مهاويس اليهود من قام بالحركه الصهيونيه ...آملين ان يكونوا هم المختارين حسب نبؤات الكتاب المقدس ...

الملاحظة الثانيه :
كما قال المسيح عليه السلام ( كما هو مكتوب ) ...فما هو المكتوب ؟؟؟؟

صعب جدا الرد على هذا السؤال بالذات ..لأننا سنضطر للحديث عن تفاصيل مخطوطات قمران( وادي بالاردن على ساحل البحر الميت ...وقد تم اكتشاف كثير من المخطوطات المتعلقه بالاسفار المقدسه وقد كشفت النقاب عن كثير من التحريفات التي تعمدها أهل الكتاب ليزيلوا أي بشاره متعلقه بضياع عهد الله لهم و أي بشاره متعلقه بالنبي الخاتم وصفاته عليه الصلاة والسلام ) .....

ولكن سأتحدث عن بشاره واحده في العهد القديم ( المعترف به لدى النصارى واليهود ) أقرب ما يكون لهذه النقطه التي تحدث عنها المسيح عليه السلام في العبارات السابقه لانجيل النصرانيين ( متى الارامي) ...وأيضا التي قصدها بطريرك القدس عند قدوم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه راكبا على حماره أو جحشه في غاية التواضع

سفر زكريا الاصحاح 9 ..الفقرات 9-10
نسخة NIV

9 Rejoice greatly, O Daughter of Zion!
Shout, Daughter of Jerusalem!
See, your king [b] comes to you,
righteous and having salvation,
gentle and riding on a donkey,
on a colt, the foal of a donkey.
10 I will take away the chariots from Ephraim
and the war-horses from Jerusalem,
and the battle bow will be broken.
He will proclaim peace to the nations.
His rule will extend from sea to sea
and from the River [c] to the ends of the earth. [d]
طبعا النصارى ألصقوا هذه البشارة بيسوع( عيسى عليه السلام ) ...على الرغم من أنه لم يكن ملك أصلا ولم يحارب كما قالت البشاره ولم يملك شبرا واحدا من الأرض !!!...ولكن ماذا نقول ..ليس بأماني أهل الكتاب !!!

وها هي الترجمه( التعليقات بين الأقواس ):

9: 9 ابتهجي جدا يا ابنة صهيون( القدس ) اهتفي يا بنت اورشليم( القدس) هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل( أو صالح ..تقي ) و منصور وديع و راكب على حمار على جحش ابن اتان
9: 10 و اقطع المركبة من افرايم و الفرس من اورشليم و تقطع قوس الحرب و يتكلم بالسلام للامم و سلطانه من البحر الى البحر و من النهر الى اقاصي الارض

.....................
من هذا الملك الذي تحدثت عنه البشاره في سفر زكريا؟؟؟ ..والذي لمح اليه المسيح عليه السلام بان صهيون سترتدي ملابسها الجميله( الكتان الأبيض ) !!

بالطبع هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل القدس في تواضع وهو الذي بلغ ملكه من البحر للبحر ووصل الى اقاصي الأرض ..دخلها متواضعا راكبا على حماره مرقعة ثيابه ....جاء بالعدل وبالسلام وعقد العهدة العمرية مع نصارى القدس وأهلها وأمنهم على حياتهم وعبادتهم ......

لاتنطبق صفات هذه البشارة الى على الفاروق ...كما رأى ذلك بطريرك القدس ....فكل من دخل القدس غازيا قتل أهلها وأشعل النيران في معابدها ودورها وفرض الضرائب وقيد الحريات ....!!!
ولكن العبرة لمن يعتبر

.......................
في الفقره 6 من النصرانيين أو ( متى الارامي كما سماه البعض ) كما عرضنا في هذا الموضوع ..يوصي المسيح عليه السلام تلامذته بالاتي :

أبحثوا أولا عن ممكلة الصالحين ( مملكة المسلمين التي ستفتح القدس ) وكل هذه الأشياء ستضاف لكم ...............
.فهل من معتبر ؟؟!!

.......
يتبع بإذن الله

..

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين