'' و هو القاهر فوق عباده '' حميد النابولسي '
'' و هو القاهر فوق عباده '' حميد النابولسي ''
لقد قهرنا الرحمان في أكثر ما من آية بأدلة يستحيل على كل ذي عقل مكتمل أن يعترض عنها ، ولقد أخبرنا منذ زمن بعيد عن حقائق عديدة وذلك قبل تطور علوم الامبريولوجي و البيوكيمستري و الفيزيولجي وكل العلوم التي تشمل حياة الخليقة .ومن تلك الأدلة قوله سبحانه :
(19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ . '' الروم ''
.
(20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . '' الروم ''
.
(13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ . '' المؤمنون ''
.
إن علماء الأجنة لم يدركوا هته الحقيقة المبهرة حتى عام 1827 وهو العام الذي فجر فيه العالمين '' كارل إرنست فون باير '' و'' هانز كريستياننماء '' نظرية نماء طبقة التبرعم .
أيضا نظرية تعدد الأكوان أو الأكوان المتوازية التي جاء بها '' هيو إيفرت الثالث '' عام 1954 قد سبقه إليها القران الكريم بقرون عديدة '' وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ '' هناك سماوات متعددة و كل سماء هي بالنسبة للسماء التي توازيها طريق عبور إليها وهي متفرعة منها وهذا ما تضمنته النظرية التي تقدم ذكرها .
.
(21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ .
.
ما الآية في ذلك ، إن كل أجناس المخلوقات لهم لغة واحدة ففهود إفريقيا ستكون بكل تأكيد عارفة لمنطق فهود الهند ، باستثناء الإنسان الزنجي الذي يعيش في مجاهيل إفريقيا فإنه ومن دون ريب لن يعرف لغة الهندي أو الأمريكي ، ولو كان أصل الانسان قرد ا كما ذكره داروين في أصل الأنواع لكان للبشر منطق واحد وهو منطق القرود .
.
(22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ .
.
تحدث سبحانه عن النوم في بداية الآية و أنهاها بالسمع في إشار منه إلى أن كل الحواس تكون أثناء النوم متوقفة وساكنة باستثناء السمع ، فالأذن وحدها تظل يقضة ومتنبهة لكل صوت ، حيث تستطيع الأذن نقل كل الترددات إلى الدماغ الذي يقوم بمعالجة تلك المعلومات الواردة ، فإذا كان الصوت لا يحمل أي إستغاثة ولا أي خطر يتهدد النائم فإنه لا ينذر ولا يوقض الحواس الأخرى و الآليات التي يشتغل بها جسم الانسان ، ولذلك نرى أشخاصا يغطون في النوم وسط الصخب والضجيج ، وإذا قدم صوت غيرب ومفزع وغير طبيعي فإن الدماغ يوقض صاحبه عبر حلم أو كابوس تدور أحداثه حول الصوت المتردد على الأذن .