القرآن الكريم أكثر حكمة وعلم (5) أين قصة انقاذ سيدنا ابراهيم بالكتاب المقدس

القرآن الكريم أكثر حكمة وعلم
أين قصة انقاذ سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بالكتاب المقدس

المقدمة :-
قصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام فى الكتاب المقدس للمسيحيين متناقضة ومنقوصة
فنجد فى سفر إشعياء 29 اشارة الى أن الله عز وجل أنقذ سيدنا ابراهيم ولكننا لا نعرف القصة من الكتاب المقدس للمسيحيين ولا نقرأها فى سفر التكوين وكذلك نجد تناقض بين ما ورد فى سفر التكوين و بين سفر أعمال الرسل فى توقيت ترك سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام لحاران قبل أم بعد وفاة والده
هذا بالاضافة الى اسم الشخصية التى تتغير من اصحاح الى آخر
فالحقيقية أن العهد القديم تم تجميعه من القرن السادس الميلادي الى القرن الثاني عشر الميلادي طبقا لأراء علماء اليهود ، وكانوا يجهلون معاني البعض منها والهدف منها

و يحتوى هذا الموضوع على :-
المبحث الأول (1-6) :- تناقضات قصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام فى كتاب المسيحيين المقدس و نقصها

ويتضمن النقص فى القصة:-
1- أين قصة فداء سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام و الشدائد الكثيرة التي تعرض لها فى سفر التكوين والمشار اليه فى سفر إشعياء 29 و سفر يهوديت 8
2- أين دعوة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بين الأمم الكافرة لاعادتهم الى عبادة رب العالمين فى سفر التكوين
ويتضمن التناقضات فى القصة:-
1- من الذى أخرج سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من أور الكلدانيين ، الله عز وجل أم تارح
2- متى خرج سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من حاران : قبل أم بعد وفاة والده
3- كيف يكون أمر الله عز وجل لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يترك عشيرته ويكون معنى هذا تركه حاران التي لم يكن بها عشيرته
4- اسم (بسمة) هل هو اسم ابنة سيدنا اسماعيل أم اسم ابنة ايلون الحثى

المبحث الثاني :-القرآن الكريم يخبرنا بالقصة الكاملة لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام

المطلب الأول (1-1) :- قصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام بسفر التكوين منقوصة

• 1- أين قصة فداء سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام و الشدائد الكثيرة التي تعرض لها فى سفر التكوين والمشار اليه فى سفر إشعياء 29 و سفر يهوديت 8

نقرأ من سفر إشعياء :-
29 :22 لذلك هكذا يقول لبيت يعقوب ((الرب الذي فدى ابراهيم)) ليس الان يخجل يعقوب و ليس الان يصفار وجهه

و كلمة (فدى) فى الترجمة العربية هي فى النص العبري פָּדָ֖ה - توافق لغوى 6299

http://biblehub.com/text/isaiah/29-22.htm

و هي طبقا لقاموس سترونج بمعنى خلص و أنقذ
فنقرأ :-

Short Definition: redeem

http://biblehub.com/hebrew/6299.htm

وهى نفسها المذكورة فى سفر التثنية عن انقاذ الله عز وجل بنى اسرائيل مما كان يفعله بهم فرعون واخراجهم من مصر
فنقرأ من سفر التثنية :-
7 :8 بل من محبة الرب اياكم و حفظه القسم الذي اقسم لابائكم اخرجكم الرب بيد شديدة (( و فداكم )) من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر

و معنى ذلك أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام تعرض لأزمة شديدة ، والله عز وجل أنقذه هو نفسه منها وما يؤكد ذلك هو سفر يهوديت

فنقرأ من سفر يهوديت :-
8: 22 فينبغي لهم ان يذكروا كيف امتحن ابونا ابراهيم ((وبعد ان جرب بشدائد كثيرة صار خليلا لله))

و السؤال هنا هو :-
أين تلك الشدائد الكثيرة المشار اليها فى سفر يهوديت بقصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بسفر التكوين ؟؟؟!!!!!
فنحن لا نرى الا الأمر بذبح ابنه فكان هذا امتحان
فنقرأ من سفر التكوين :-
22 :1 و حدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم فقال له يا ابراهيم فقال هانذا

و لكن الله عز وجل أنقذ الابن ، أي أن الفداء فى هذه القصة كانت للابن وليس للأب
بدليل ما نقرأه من سفر التكوين :-
22 :13 فرفع ابراهيم عينيه و نظر و اذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم و اخذ الكبش و اصعده محرقة (( عوضا عن ابنه ))

فالفداء هنا يوصف به الابن فالفداء يكون عن نفس الشخص و لا يوصف به الأب
بدليل ما نقرأه من سفر الخروج :-
34 :20 و اما بكر الحمار فتفديه بشاة و ان لم تفده تكسر عنقه ((كل بكر من بنيك تفديه)) و لا يظهروا امامي فارغين

كما أن النص من سفر يهوديت يعنى أنه كان هناك امتحان أخر لأن النص ذكر أنه تعرض لشدائد كثيرة

و اذا جمعنا ما ورد فى سفر يهوديت مع ما ورد فى سفر إشعياء 29 فاننا نعرف أن هناك شدة تعرض لها سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام أنقذه الله عز وجل منها هو نفسه و ليس أحد أخر

فأين هذه القصة فى سفر التكوين ؟؟؟!!!!
لا وجود لها مما يعنى أن قصة سيدنا ابراهيم فى سفر التكوين منقوصة

• 2- أين دعوة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بين الأمم الكافرة لاعادتهم الى عبادة رب العالمين فى سفر التكوين

مهمة الأنبياء هى اعادة الأمم الى عبادة الله عز وجل مثل ما نقرأه فى قصة سيدنا يونس (يونان) الى أهل نينوى
وسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان رسول الله عز وجل ومع ذلك لا نقرأ فى سفر التكوين دعوته بين الأمم الكافرة ليعيدهم مرة أخرى الى عبادة الله عز وجل

فالأكيد أن عشيرة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذين نشأ بينهم كانوا كفار
بدليل أن سفر التكوين يخبرنا بأن الله عز وجل أمره بأن يتركهم ، ولا يحدث ذلك الا اذا كانوا أمة كافرة و لم يستجيبوا لدعوته فأصروا على كفرهم و كذلك كان والده كافر
لأن الأمر كان بترك بيت أبيه أيضا

فنقرأ من سفر التكوين :-
12 :1 و قال الرب لابرام اذهب من ارضك و من عشيرتك و من بيت ابيك الى الارض التي اريك

و الدليل الأخر هو أيضا من سفر التكوين
حيث يخبرنا أن لابان بن ناحور ابن أخو سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام والذى تزوج سيدنا يعقوب عليه الصلاة و السلام بناته كان عابد أوثان و كذلك أبيه ناحور
فنقرأ من سفر التكوين :-
31 :19 و اما لابان فكان قد مضى ليجز غنمه فسرقت راحيل ((اصنام ابيها))

ثم نقرأ :-
31 :53 اله ابراهيم و ((الهة ناحور)) الهة ابيهما يقضون بيننا و حلف يعقوب بهيبة ابيه اسحق

وكأن كاتب سفر التكوين لا يهمه أن يوضح كيف تكون الرسالة الحق و انما ما يهمه هو تأريخ لجد بنى اسرائيل وانتصاراته وكيفية حصوله على الأموال والغنم

المطلب الثاني (2-1) :- تناقضات بقصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بالكتاب المقدس

• 1- من الذى أخرج سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من أور الكلدانيين ، الله عز وجل أم تارح

نقرأ من سفر التكوين :-
11 :31 ((و اخذ تارح ابرام ابنه )) و لوطا بن هاران ابن ابنه و ساراي كنته امراة ابرام ابنه ((فخرجوا معا من اور الكلدانيين)) ليذهبوا الى ارض كنعان فاتوا الى حاران و اقاموا هناك

طبقا لهذا العدد فان تارح والد سيدنا ابراهيم (ابرام) عليه الصلاة والسلام هو من أخذه و أخرجه من أور الكلدانيين الى حاران

ولكن فى الاصحاح 15 من سفر التكوين نقرأ شئ مختلف :-
15 :7 و قال له ((انا الرب الذي اخرجك من اور الكلدانيين)) ليعطيك هذه الارض لترثها

الله عز وجل هو من أخرج سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من أور الكلدانيين أي أن الخروج من هناك كان أمر من الله عز وجل

و ما يؤيد ذلك هو هذا النص من سفر أعمال الرسل فنقرأ :-

7 :2 فقال ايها الرجال الاخوة و الاباء اسمعوا ((ظهر اله المجد لابينا ابراهيم و هو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران))
7 :3 ((و قال له اخرج من ارضك و من عشيرتك و هلم الى الارض التي اريك))
7 :4 ((فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين)) و سكن في حاران و من هناك نقله بعدما مات ابوه الى هذه الارض التي انتم الان ساكنون فيها

فالسؤال للمسيحيين هو :-
من الذى أخرج سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من أور الكلدانيين ؟؟؟؟!!!!
لأن هناك تناقض واضح بالكتاب المقدس حول هذا الأمر

• 2- متى خرج سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من حاران : قبل أم بعد وفاة والده

تناقض أخر فى قصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بالكتاب المقدس للمسيحيين وهو توقيت وفاة والده قبل أم بعد تركه حاران و الذى يحاول بعض المختصين من المسيحيين خلط الأمور لايهام الناس بصحة القصة

أ- الكتاب المقدس يوضح معنى أن يكون تارح عمره 70 عام ومعه ثلاث أبناء :-

بعد أن تم مواجهة علماء المسيحية بالتناقض الموجود بكتابهم حول توقيت وفاة والد سيدنا ابراهيم و بين ترك سيدنا ابراهيم حاران وذلك بحساب السنين المكتوبة بسفر التكوين
حاولوا التدليس فى علاقة عمر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع عمر والده و بالتحديد فى العدد (تكوين 11 : 26) حتى يحدثوا توافق فى التواريخ مع النصوص بعد ذلك و لكن هيهات فكتابهم نفسه يكشف تدليسهم و يوضح مقصد من كتبوا سفر التكوين

فنقرأ من سفر التكوين عن عمر تارح عندما صار لديه ثلاثة أبناء :-
11 :26 و عاش تارح سبعين سنة و ولد ابرام و ناحور و هاران

هذا النص يعنى أنه عندما كان عمر تارح 70 عام كان قد أصبح بالفعل له ثلاثة أبناء ، أي كانوا جميعهم موجودون على قيد الحياة وعمره 70 عام
و ليس ما يدعيه البعض من المسيحيين من أنه أنجب واحد فى ذلك العمر ثم الباقى بعد ذلك

و الدليل على ذلك هو اسلوب كاتب سفر التكوين فنقرأ :-

11 :14 و عاش شالح ثلاثين سنة و ولد عابر
11 :15 و عاش شالح بعدما ولد عابر اربع مئة و ثلاث سنين و ولد بنين و بنات

لقد ذكر عمر شالح عندما أصبح لديه عابر ، ثم يخبرنا بعدد السنيين التي عاشها بعد ذلك و انجابه أبناء بعد ذلك

و هذا يعنى أنه عندما يقول لنا أن تارح كان عمره 70 عام عندما ولد ابرام و ناحور و هاران
هو أنهم جميعا ولدوا له فى نفس العمر اما لأنهم ثلاث توائم أو أنهم اخوة من الأب فقط
أو أن يكون المقصود أن تارح عندما وصل لعمر 70 عام كان قد أصبح بالفعل لديه ثلاث أبناء

أما اذا كان يريد أن يقول ما يزعمه البعض من المسيحيين وهو أنه أنجب ابن واحد فى هذا العمر والباقي بعد ذلك فكان يجب أن يتبع نفس الاسلوب الذى اتبعه فى العدد ( تكوين 11: 14 ، 11: 15)

أى أن طبقا لتلك النصوص فان فرق العمر بين تارح وسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو 70 عام

ب - سفر التكوين يوضح عمر تارح عندما مات فى حاران و بالتالى عمر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حينها :-

نقرأ من سفر التكوين عمر تارح عندما مات :-
11 :32 و كانت ايام تارح مئتين و خمس سنين و مات تارح في حاران

و نتيجة لذلك فان :-
الفرق فى العمر بين سيدنا ابراهيم ووالده هو 70 عام

(تكوين 11 : 26)

ومعنى أن يموت والد سيدنا ابراهيم فى حاران وعمره 205 عام ، فان عمر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حينها هو 135 عام

ج- سفر التكوين يخبرنا أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ترك حاران كان والده لايزال على قيد الحياة :-

يوجد أكثر من دليل على أن هذا هو ما كان يقصده كاتب سفر التكوين

الدليل الأول هو علاقة عمر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بعمر والده :-
عرفنا سابقا أن عمر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام عندما مات والده كان 135 عام

وفى نفس الوقت يخبرنا سفر التكوين أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ترك حاران وعمره 75 عام
فنقرأ من سفر التكوين :-
12 :4 فذهب ابرام كما قال له الرب و ذهب معه لوط ((و كان ابرام ابن خمس و سبعين سنة لما خرج من حاران))


أى أن كاتب سفر التكوين يريد أن يخبرنا أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ترك حاران قبل وفاة والده

الدليل الثانى هو أمر الله عز وجل لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يترك بيت والده :-
مما يؤكد أن كاتب سفر التكوين يريد أن يخبرنا أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام خرج من حاران قبل وفاة والده هو العدد (12: 1) عندما جاءه أمر الله عز وجل بأن يرحل عن بيت أبيه
وهذا يعنى أن أبيه كان لايزال على قيد الحياة لأنه ان كان قد مات قبل ذلك فلن يكون بيت أبيه ولكن سيكون بيته هو لأنه ورثه ، ولكنه لم يقل له (اترك بيتك)


فنقرأ من سفر التكوين :-
12 :1 و قال الرب لابرام اذهب من ارضك و من عشيرتك ((و من بيت ابيك)) الى الارض التي اريك

د- تناقض ما كان يعتقده كاتب سفر التكوين مع ما كان يعتقده كاتب سفر أعمال الرسل :-

نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
7 :2 فقال ايها الرجال الاخوة و الاباء اسمعوا ظهر اله المجد لابينا ابراهيم و هو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران
7 :3 و قال له اخرج من ارضك و من عشيرتك و هلم الى الارض التي اريك
7 :4 فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين ((و سكن في حاران و من هناك نقله بعدما مات ابوه الى هذه الارض)) التي انتم الان ساكنون فيها


و معنى النص أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام خرج من حاران بعد وفاة والده وليس قبلها

و هذا يتناقض مع اعتقاد كاتب سفر التكوين بأن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ترك حاران قبل وفاة والده

• 3- كيف يكون أمر الله عز وجل لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يترك عشيرته ويكون معنى هذا تركه حاران التي لم يكن بها عشيرته

نقرأ من سفر التكوين أن سيدنا ابراهيم خرج من أور الكلدانيين و هذا يعنى أن عشيرته كانت هناك :-
11 :31 ((و اخذ تارح ابرام ابنه)) و لوطا بن هاران ابن ابنه و ساراي كنته امراة ابرام ابنه فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان فاتوا الى حاران و اقاموا هناك

علما بأن النص يخبرنا أن هذا الخروج لم يكن بأمر من الله عز وجل ولكن تارح هو من أخذه من هناك

ولكن الغريب أن نقرأ من سفر التكوين أنه أثناء وجود سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام فى حاران وهى أرض غربته يأتي أمر الله عز وجل بأن يترك عشيرته

فنقرأ من سفر التكوين :-
12 :1 و قال الرب لابرام اذهب من ارضك و من عشيرتك و من بيت ابيك الى الارض التي اريك
ثم نقرأ :-
12 :4 فذهب ابرام كما قال له الرب و ذهب معه لوط و كان ابرام ابن خمس و سبعين سنة لما خرج من حاران

فكيف ذلك ولم تكن عشيرته فى حاران ، فكان من المفروض أن يأمره بترك حاران و ليس ترك عشيرته ؟؟؟!!!!!

وهذا يعنى أن ترتيب الأحداث فى سفر التكوين هو :-

• سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام يعيش مع أهله وعشيرته فى أور الكلدانيين
• ثم يأخذه والده ومعه امرأته سارة وابن أخيه لوط الى حاران (تكوين 11: 31)
• ثم يأتي أمر الله عز وجل لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يترك عشيرته و أرضه (المقصود بلده)(تكوين 12: 1) (بالرغم من أنه طبقا للقصة كان قد ترك بالفعل عشيرته وأرضه عندما ترك أور الكلدانيين)
• فيترك سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حاران و يأخذ زوجته وسيدنا لوط و جميع مقتنياته هناك ويذهب الى أرض كنعان (تكوين 12: 4 ، 12: 5)

علما بأن الكلمة العبرية التي تم ترجمتها عشيرته هي וּמִמּֽוֹלַדְתְּךָ֖ - توافق لغوى 4138

http://biblehub.com/text/genesis/12-1.htm

و هي طبقا لقاموس سترونج تعنى مهد الولادة و مسقط الرأس

http://biblehub.com/hebrew/4138.htm

مما يعنى أن هذا الأمر كان يجب أن يقال عن الخروج من أور الكلدانيين وليس من حاران

و مما يؤكد ذلك هو :-أنه طبقا للنص من سفر أعمال الرسل فان أمر الله عز وجل لسيدنا ابراهيم بترك أرضه وعشيرته كان للخروج من أور الكلدانيين وليس من حاران بعكس النص فى سفر التكوين

فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-

7 :2 فقال ايها الرجال الاخوة و الاباء اسمعوا ظهر اله المجد لابينا ابراهيم و هو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران
7 :3 و قال له اخرج من ارضك و من عشيرتك و هلم الى الارض التي اريك
7 :4 فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين و سكن في حاران و من هناك نقله بعدما مات ابوه الى هذه الارض التي انتم الان ساكنون فيها

أي أن ترتيب الأحداث طبقا لسفر أعمال الرسل هو :-

• سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام يعيش مع أهله وعشيرته فى أور الكلدانيين (أعمال 7: 2)
• ثم يأتي أمر الله عز وجل لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يترك عشيرته و أرضه (أعمال 7: 3)
• فيخرج سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من أور الكلدانيين و يسكن فى حاران (أعمال 7: 4)

تناقضات تناقضات
و من الواضح جدا أن كلا من كاتب سفر التكوين وكاتب سفر أعمال الرسل لم يكونوا على معرفة دقيقة بالأحداث و كانوا واقعين تحت تناقضات ما سمعوه وكتبوه

• 4- اسم (بسمة) هل هو اسم ابنة سيدنا اسماعيل أم اسم ابنة ايلون الحثى

تناقض فى أسماء زوجات عيسو ابن سيدنا اسحاق عليه الصلاة والسلام
هذا التناقض يوضح لنا عدم الوثوق بصحة الأسماء الواردة فى الكتاب المقدس للمسيحيين
و من الواضح جدا أن بنى اسرائيل كانوا على خلاف بخصوص أسماء شخصيات فى تاريخهم ، وخصوصا بعد ضياع لغتهم العبرية ، و ضياع معانى الكثير مما فى كتابهم و هذا هو ما أنبأ كتابهم به (أشعياء 29: 11)

فنجد فى الاصحاحين 26 ، 28 من سفر التكوين اسم زوجات عيسو
فنقرأ :-
26 :34 و لما كان عيسو ابن اربعين سنة اتخذ زوجة يهوديت ابنة بيري الحثي و بسمة ابنة ايلون الحثي
ثم نقرأ :-
28 :9 فذهب عيسو الى اسماعيل و اخذ محلة بنت اسماعيل بن ابراهيم اخت نبايوت زوجة له على نسائه

من هذين العددين نعرف أن اسم (بسمة) هو اسم بنت ايلون الحثى ، و أن اسم ابنة سيدنا اسماعيل التي تزوجها عيسو هو محلة

ولكننا نقرأ التناقض فى الاصحاح 36 من سفر التكوين فنقرأ :-

36 :2 اخذ عيسو نساءه من بنات كنعان عدا بنت ايلون الحثي و اهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوي
36 :3 و بسمة بنت اسماعيل اخت نبايوت

يصبح اسم (بسمة) هو اسم ابنة سيدنا اسماعيل عليه الصلاة والسلام ويتحول اسم ابنة ايلون الحثى الى (عدا)

و لا أعرف كيف بعد ذلك نرى المسيحيين يتبجحون ويتجرأون فى الهجوم على القرآن الكريم جاعلين من كتابهم مرجع تاريخى على صحة القرآن الكريم و ماورد به من معلومات

أفلا يروا كتابهم ويفهموا أن من كتبوه لم يكونوا متأكدين حتى من أسماء شخصياتهم

المبحث الثاني :-القرآن الكريم يخبرنا بالقصة الكاملة لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام

• 1- دعوة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى قومه ووالده بعبادة الله وحده لا شريك له

قال الله تعالى :-(وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)) (سورة العنكبوت)

قال الله تعالى :- (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67)) (سورة الأنبياء)

قال الله تعالى :- (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50))
صدق الله العظيم (سورة مريم)

• 2- محاولة قومه حرقه وانقاذ رب العالمين له

قال الله تعالى :- (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71))
صدق الله العظيم (سورة الأنبياء)

عندما اراد قومه قتله بالقاءه فى النار أنقذه رب العالميين من كيدهم ومكرهم وشرهم فكان فى انقاذ رب العالميين لسيدنا ابراهيم آية للناس

و السؤال الأن للمسيحيين :-
كيف ضاعت تلك القصة من كتابكم ولم يبقى منها فى كتابكم الا الاشارة فقط ؟؟!!!!!!

و معنى النص من سفر يهوديت :-

8: 22 فينبغي لهم ان يذكروا كيف امتحن ابونا ابراهيم ((وبعد ان جرب بشدائد كثيرة صار خليلا لله))

أن هذه الشدائد كانت فى سبيل الله عز وجل
لأن هذه الشدائد الكثيرة كانت امتحان حيث قال النص ((جرب بشدائد)) أى أمتحانات كثيرة جعلته خليل الله
وهذا يعنى أنها كانت فى سبيل الله عز وجل