- 2- من كاتب رسالة الى رومية
يزعم علماء المسيحية أن كاتبها بولس لمجرد ورود اسم بولس فى الرسالة وهذا ليس دليلا فيمكن لأي ناسخ أن يقحم اسم بولس فى الرسالةبينما ان تحققنا من نصوص الرسالة جيدا سنعرف أن كاتبها لم يكن بولس
فعلى سبيل المثال :-
- أ- كاتب سفر أعمال الرسل (وهو لوقا صديق بولس) يوضح لنا أن تعاليم بولس لم تكن قد وصلت الى اليهود فى روما قبل ترحيله اليها أي لم يكن فى روما مساعدين له أصلا ولا عاملين فى المسيح عليه الصلاة والسلام
طبقا لما ورد فى رسالة رومية فان بولس كتبها ليشرح فيها تعاليمه الى أهل رومية وذلك قبل ذهابه اليهم
فنقرأ من رسالة رومية :-
1 :7 الى جميع الموجودين في رومية احباء الله مدعوين قديسين نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح
1 :8 اولا اشكر الهي بيسوع المسيح من جهة جميعكم ان ايمانكم ينادى به في كل العالم
1 :9 فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم
1 :10 (( متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم ))
ثم بدأ بعد ذلك يشرح فى الرسالة أفكاره وتعاليمه
أي أنه من المفروض أن يكون زمان كتابة تلك الرسالة قبل ترحيل بولس الى روما المذكور فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 28
وعليه فمن المفترض أن يكون اليهود قد أصبحوا على علم بتعاليمه عندما تم ترحيله الى روما بسبب تلك الرسالة
ولكن من سفر أعمال الرسل نعرف أن اليهود فى روما قابلوا بولس بعد ترحيله الى هناك وأخبروه أنهم لم يعرفوا بتعاليمه الا أنه يقاوم ، ولا نجد بولس ينكر عليهم ذلك ولا يشير الى رسالة رومية التي يشرح فيها تعاليمه
أي أنه لم يكتب اليهم أي رسالة يشرح فيها تعاليمه والا كان أنكر عليهم قولهم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :17 و بعد ثلاثة ايام (( استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود )) فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
ثم نقرأ :-
28 :21 (( فقالوا له نحن لم نقبل كتابات فيك من اليهودية و لا احد من الاخوة )) جاء فاخبرنا او تكلم عنك بشيء رديء
28 :22 (( و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى )) لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان
بولس استدعى وجوه اليهود فى روما وحدثهم عن ما حدث له فى أورشليم وهم يقولون له أنه لم تصل كتابات فيه من أحد وأنهم سمعوا أن مذهبه يقاوم ويريدون أن يستمعوا منه عن تعاليمه ومذهبه
أي أنهم لم يسمعوا بتعاليمه من قبل ولا وجود لرسالة رومية كتبها بولس قبل ذهابه الى روما يشرح فيها تعاليمه ، فكاتب سفر أعمال الرسل لم يسمع عن تلك الرسالة
وهذا يؤكد أيضا أنه لم يكن فى روما مساعدين له قبل ذهابه اليها والتي زعم وجودهم كاتب رسالة رومية فى الاصحاح 16
فنقرأ من رسالة رومية :-
16 :5 و على الكنيسة التي في بيتهما سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح
وأيضا يقول :-
16 :9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح و على استاخيس حبيبي
16 :10 سلموا على ابلس المزكى في المسيح سلموا على الذين هم من اهل ارستوبولوس
فاذا كان هناك مساعدين له ما كان اليهود فى سفر أعمال الرسل 28 قالوا له أنهم لا يعرفون تعاليمه الا أنه يقاوم
- ب- من الواضح أن كاتب تلك الرسالة عاش فى روما فترة طويلة بل كان له أقارب فى روما ويعرف أفرادها بدليل السلامات الذى يبعثه الى أهل رومية بينما بولس لم يكن من روما
فنقرأ :-
16 :7 سلموا على اندرونكوس و يونياس (( نسيبي )) الماسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل و قد كانا في المسيح قبلي
ويقول أيضا :-
16 :11 سلموا على هيروديون (( نسيبي )) سلموا على الذين هم من اهل نركيسوس الكائنين في الرب
يسلم على اندرونكوس و يونياس و هيروديون ويقول أنهم أنسباءه
وهو بالتأكيد يقصد قرابة حقيقية فالكلمة اليونانية المستخدمة والتي تم ترجمتها (نسيبي ) هي :- συγγενεῖς
وهى طبقا لــــ Strong's Exhaustive Concordance
a relative (by blood); by extension, a fellow countryman -- cousin, ki
أي أنها تعنى قرابة عن طريق الدم ومواطنه
مما يوضح لنا أن كاتب تلك الرسالة من بنى اسرائيل فى شتات روما
بينما كان بولس من طرطوس
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
21 :39 فقال بولس انا رجل يهودي طرسوسي من اهل مدينة غير دنية من كيليكية و التمس منك ان تاذن لي ان اكلم الشعب
وأيضا :-
22 :3 انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية و لكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي و كنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم
- ج- كيف يتغير اسلوب سلام المتكلم فجأة عند سلام ترتيوس عن باقي تسليمات الأخريين ، الا اذا كان المتكلم فى كل الرسالة هو ترتيوس وليس بولس
فنقرأ :-
16 :22 انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب
الغريب فى الأمر هو اختلاف اسلوب السلام فى نفس الرسالة
فنجد أن كاتب الرسالة يخبر من يوجه الرسالة اليهم بسلام من معه فهو يقول :-
16 :21 يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي و لوكيوس و ياسون و سوسيباترس انسبائي
فمن هذا الاسلوب نعلم أن تيموثاوس ليس صاحب تلك الرسالة وليس هو المتكلم
ولكن فى الاسلوب الذى تم استخدامه مع سلام ترتيوس فانه يظهر أنه هو صاحب تلك الرسالة وأنه المتكلم
فالغريب أن يقال أن المتكلم فى الرسالة هو بولس ويشير الى الأخرين بسلامهم ثم نجد أنه يغير اسلوب الحديث ويصبح ترتيوس هو المتكلم ويسلم عليهم مباشرة
الا اذا كانت الحقيقة أنه لم يتغير شئ لأن المتكلم فى الأصل وصاحب هذه الرسالة هو ترتيوس وليس بولس
لذلك كان من المفروض اذا لم يكن ترتيوس هو صاحب كلمات تلك الرسالة وكان صاحبها هو بولس
فانه يقول :- (يسلم عليكم ترتيوس من كتبت الرسالة بيده ) أو حتى يقول (يسلم عليكم ترتيوس كاتب الرسالة )
أي يظل المتكلم هو بولس
- د- تم كتابة الرسالة على يد فيبي وليس ترتيوس :-
وهذا يعنى أن ترتيوس هو صاحب الرسالة وليس بولس
فيبي لم تكن فقط من قامت بتوصيل الرسالة ولكنها أيضا من تم كتابة الرسالة على يدها
لأننا ببساطة شديدة نجده يقول :-
16 :27 لله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد الى الابد امين كتبت الى اهل رومية من كورنثوس على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا
يقول (كتبت الرسالة …. على يد فيبي )
أي أن من كانت يتم كتابة الرسالة على يدها هي فيبي وان كان يقصد أنها فقط موصلة الرسالة فكان سيقول :- (سلمت الرسالة ….على يد فيبي )
فمثلا نجده يقول فى رسالة الى أهل تسالونيكي :-
4 :1 فمن ثم ايها الاخوة نسالكم و نطلب اليكم في الرب يسوع انكم كما تسلمتم منا كيف يجب ان تسلكوا و ترضوا الله تزدادون اكثر
فهو يزعم أنهم تسلموا منه الكلام وكذلك لو كانت فيبي مجرد موصلة الرسالة فكان سيقول (سلمت الرسالة …..على يد فيبي)، وليس (كتبت الرسالة …. على يد فيبي ) فيبي كانت من تم كتابة الرسالة على يدها فهي كانت مساعدة لكاتب تلك الرسالة
فنقرأ :-
16 :2 كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين و تقوموا لها في اي شيء احتاجته منكم لانها صارت مساعدة لكثيرين و لي انا ايضا
- والدليل الاسلوب الذى نقرأه فى رسائل أخرى :-
فنقرأ من رسالة الى فليمون :-
1 :19 (( انا بولس كتبت بيدي)) انا اوفي حتى لا اقول لك انك مديون لي بنفسك ايضا
وأيضا الرسالة الثانية الى تسالونيكى :-
3 :17 السلام بيدي انا بولس الذي هو علامة في كل رسالة هكذا انا اكتب
فى نفس الوقت الذى نقرأ من رسالة رومية :-
16 :22 ((انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة)) اسلم عليكم في الرب
وهذا يعنى أن ترتيوس ليس مجرد من تم املاءه الرسالة ليكتبها ولكنه هو صاحب تلك الرسالة ولكن أتى قوم بعد ذلك ونسبوا تلك الرسالة الى بولس وأضافوا فى بدايتها اسم بولس لايهام الناس أنه كاتبها ، وأضافوا أسماء شخصيات كانت تعرف بولس مثل بريسكلا وأكيلا وذلك لاعطاء الأفكار الموجودة فى تلك الرسالة القداسة بنسبها لشخص كان قريب من عصر المسيح عليه الصلاة والسلام
(للمزيد راجع هذا الرابط :-