9 - ذي القرنين ذهب بعد ذلك إلى مطلع الشمس أي مكان استمرار ظهور الشمس حيث لا يوجد بينها وبين الناس حائل أي ليل ، وهذا يعني أن الشمس لا تدخل في عين حمئة ولا تبيت ولا تنام :-
دليل آخر على أن القرآن الكريم لا يوجد به خطأ بالنسبة لموضوع الشمس هو فى استكمال الآيات
قال الله تعالى :- (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90)) (سورة الكهف)
ومطلع الشمس هنا المقصود به استمرار ظهور الشمس
والمقصود أن ذى القرنين ذهب الى منطقة وجد بها الشمس تستمر فى الظهور فى اليوم الواحد حيث لا يوجد بينها وبين الناس ستر ، والستر عن الشمس هو الليل ، مما يعنى أنه لم يكن المقصود بغروب الشمس فى عين حمئة هو ما يدعيه أصحاب الشبهات
وعلى العموم الدليل على ذلك هو :-
- أ- من تفسير الشيخ الشعراوى :-
(وبعض المفسرين يروْنَ أن ذا القرنين ذهب إلى موضعٍ يومُه ثلاثة أشهر، أو نهاره ستة أشهر، فصادف وصوله وجود الشمس فلم يَرَ لها غروباً في هذا المكان طيلة وجوده به، ولم يَرَ لها سِتْراً يسترها عنهم، ويبدو أنه ذهب في أقصى الشمال.)
انتهى
- ب- طلوع الشمس فى القرآن الكريم أى ظهورها :-
قال الله تعالى :- (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)) (سورة ق)
طلوع الشمس :- أى ظهورها فى الأفق
الغروب :- أى اختفاءها فى الأفق
- ج- عدم وجود الستر من الشمس في الآية لا يتعلق بالمبانى أو الخيام التي يقيمها ويصنعها الإنسان :-
لأن الله عز وجل يقول ( لَّمْ نَجْعَل لَّهُم ) ، أي أن المقصود هو ظاهرة في الطبيعة خلقها الله عز وجل
وكذلك لا يتعلق بالملابس التى يرتديها الانسان لأنه حتى مع ارتداء الملابس فان رأس الانسان ويديه تكون معرضة للشمس
- د- و أيضا لم يكن المقصود الجبال أو الأشجار :-
لأن في نفس اليوم ومع عدم وجود جبال أو اشجار إلا أن الشمس تحتجب عن البشر في ذات المكان وذات اليوم عندما يحين موعد غروبها و يحين الليل ، فاليوم الواحد به شمس و به ستر الشمس ، هذا بالإضافة إلى أنه لو كان المقصود الجبال والأشجار (أي شئ متعلق بطبيعة خلق تلك الأرض) ، فلماذا يصف المكان (بمطلع الشمس) و لم يصف المكان بشئ متعلق بخلق الأرض كأن يقول (الأرض المستوية الجرداء) ، لأنه لم يكن يقصد الجبال و الأشجار
- ع - هذا يعني أن المقصود بعدم وجود (الستر) هو الليل :-
لأنه يصف المكان بأنه (مطلع الشمس) أي ظهور الشمس و سطوعها ، فهي في هذا المكان ساطعة لوقت طويل جدا قد تمتد لأشهر لعدم وجود الستر وهو الليل ، و لهذا قال (مطلع) ولم يقل (مشرق) فرب العالمين أوضح المقصود بكلمة (مطلع) في استكمال الآية عندما قال تعالى :- (لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) أي استمرار ظهورها
مما يعني أن التوقيت الذي ذهب فيه ذي القرنين إلى هذا المكان ظلت الشمس ساطعة لمدة طويلة ، ربما وصلت لأشهر