يدعي أميناً صادقاً
سفر الرؤيا ( أو رؤيا يوحنا ) كما يسمي أيضاً واحد من أكثر أسفار الكتاب المقدس إثارة للجدل .. مشكلة سفر الرؤيا إنه يُقرأ بطريقة خاصة على أنه رؤيا لعودة المسيح الثانية إلى الأرض .. الحقيقة أن هذه القراءة خاطئة تماماً فالسفر ليس رؤيا بعودة المسيح .. و لكنه نبوءة مذهلة برسالة النبي الخاتم صلي الله عليه و سلم الذي ذُكر صراحة ؛ بواحد من أشهر ألقابه ؛ في السفر .. ففي الإصحاح (19) تفاجئننا هذه النبوءة.. اقرأ معي بروية ثم أجب بأمانة
1 ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ.
12 وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ.
13 وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ».
14 وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْل بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا.
15 وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
16 وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».
17 وَرَأَيْتُ مَلاَكًا وَاحِدًا وَاقِفًا فِي الشَّمْسِ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً لِجَمِيعِ الطُّيُورِ الطَّائِرَةِ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ: «هَلُمَّ اجْتَمِعِي إِلَى عَشَاءِ الإِلهِ الْعَظِيمِ،
18 لِكَيْ تَأْكُلِي لُحُومَ مُلُوكٍ، وَلُحُومَ قُوَّادٍ، وَلُحُومَ أَقْوِيَاءَ، وَلُحُومَ خَيْل وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، وَلُحُومَ الْكُلِّ: حُرًّا وَعَبْدًا، صَغِيرًا وَكَبِيرًا».
19 وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ.
20 فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ.
21 وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ.
فأولاً : لقب ( الصادق الأمين ) هو لقب معروف و شهير للغاية للنبي صلي الله عليه و سلم .. و لا خلاف على أنه أُطلق عليه منذ صباه بواسطة أهل قريش .. فليس هو من أطلقه على نفسه !
ثانياً : لقب ( الصادق الأمين ) لم يُعرف إطلاقاً و لم يؤثر لا عندنا و لا عند المسيحيون أنه أطلق على أي نبي فيما عدا رسولنا صلي الله عليه و سلم و أول أولئك المسيح عليه السلام الذي لم يطلق عليه هذا اللقب ؛ و لا حتى شبيه له ؛ في أي مكان بالكتاب المقدس أو غيره
ثالثاً : قد يسفسط بعضهم مدعياً أن ( أميناً و صادقاً ) صفة تصلح للإطلاق على كل الصالحين و طبعاً منهم المسيح مما يعني أن يكون ( أميناً و صادقاً ) وصف للمسيح .. عندئذ أحيله على النص الذي كتبه يوحنا فيما يفترض
( ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ )
يدعي أميناًُ و صادقاً .. و هذا معناه ببساطة أنه لقب له .. لقب خاص به و ليس مجرد وصف .. عندئذ نقول ببساطة : متى أطلق على المسيح ( أميناً و صادقاً ) ؟!
رابعاً : هذه النبوءة تدمر تماماً ادعاءات كثيرة مزيفة .. و أولها ادعاء قيام النبي صلي الله عليه و سلم بالنقل عن الكتاب المقدس كما يزعم كثير من المسيحيون و يرددون بدون علم و لا دليل و لا كتاب منير .. فالنبي لو كان حقاً قد أطلع على الكتاب المقدس لأستخدم هذه النبوءة ؛ التي تذكره بالاسم ؛ في مجادلاته مع النصارى و لوضعها تحت أنوفهم .. و لكنه لم يفعل .. و هذا دليل على أنه ؛ صلي الله عليه و سلم ؛ لم يكن ينقل عن الكتاب المقدس كما يدعون .. بل الأكثر من ذلك فهذا دليل لا يقبل الشك على أن الكتاب المقدس نفسه لم يكن موجوداً و لا مترجماً باللغة العربية أيام النبي .. و إلا لقتله المسلمون الأوائل بحثاً و استخرجوا منه كل النبوءات بظهور النبي الخاتم و أولها هذه النبوءة الدامغة !
خامساً : إذن فهذا الصادق الأمين قد عرفناه .. فمن يكون ( الوحش و النبي الكذاب ) ؟!
