بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين
مرحبا بالضيف المحترم والصديق العزيز سيمون وأعتذر لتأخرى فى الرد على مشاركتك بسبب وجود مشكلة فى الدخول إلى المنتدى عن طريق حسابى الشخصى ولكن الحمد لله
تم حل هذه المشكلة
صديقى سيمون عندما كتبت أنا هذا الموضوع تعمدت أن يكون إسمه هكذا " إلى كل مسيحى من فضلك ادخل هنا " وذلك لكى يقرأه أكبر عدد ممكن من المسيحيين وكتبت فى أخر الموضوع رجاء شخصى لأى مسيحى يقرأ هذا الموضوع أن يقرأه بعقله لا بقلبه ولكن الواضح أنك يا صديقى لم تأخذ بالنصيحة وقرأت الموضوع بقلبك لا بعقلك هذا إذا كنت قد قرأته أصلا !! وأرجو ألا تضايقك صراحتى هذه وأنت لم ترد تقريبا على النقاط والأسئلة التى أثرتها أنا وهى ملاحظات بسيطة من جانبى على بعض أحداث ما قبل الصلب وأثناء الصلب وهى وإن كانت بسيطة لكننى أعتقد أنها صعبة على أى مسيحى أيا كان علمه وتوجد نقطة فى غاية الأهمية أريد منك أن تعرفها وهى أننى لا أدعى العلم فأنا بصفة عامة ثقافتى محدودة ومتواضعة هذه هى الحقيقة ولكن على الرغم من ذلك فأنا أتحدى أى مسيحى أيا كان علمه حتى لو كان بابا الفاتيكان أو بابا الإسكندرية أو أعلى سلطة دينية فى الطائفة التى تنتمى إليها ... أتحدى كل هؤلاء أن يثبتوا واقعة الصلب والفداء من الأناجيل بدون أن يتطرقوا إلى القرءان الكريم ويكذبوه بخصوص أن المسيح لم يُصلب وأن الذى صُلب هو شخص أخر ألقى الله عليه شبه المسيح فظنوا أنه المسيح فصلبوه على أنه المسيح أكتب هذا الكلام وأعى جيدا ما أكتب وهذا التحدى بالطبع ليس لأننى حُجة زمانى أو لغرض الحصول على نصر زائف لا ليس هذا هدفى إطلاقا ولكن لكى ترى أنت يا صديقى وكل مسيحى يقرأ هذا الكلام مدى وهن وهشاشة فلسفة الصلب والفداء فى الأناجيل ولتعلم أيضا أن أى مسلم بفضل الله ومَنه حجته قوية حتى وإن كان محدود العلم والثقافة
اقتباس:
وتترك آيات أخرى تؤكد الصلب والفداء
بالتأكيد أعرف هذه الأيات التى أنت تقصدها
لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.
( متى 26 : 28 )
- «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ،
- وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ» .
متى 20 ( 18 : 19 )
لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ » .
( مرقس 10 : 45 )
أليست هذه هى النصوص التى تقصدها أنت يا صديقى سيمون ؟؟؟
عموما هذه النصوص نصوص دخيلة والدليل على صدق كلامى أنها تصطدم وترتطم بقوة مع النصوص التى إستشهدت أنا بها فى أول ثلاث مشاركات فى هذا الموضوع كما أنها تتناقض تماما مع النصوص التى سأستشهد بها لاحقا إن شاء الله فى هذه المشاركة
اقتباس:
ولنناقش القصة كما وردت في القرآن الكريم والسنة الشريفة
فى الحقيقة يا صديقى لا أعلم ما هى بالضبط علاقة القرءان والسنة
بهذا الموضوع ؟؟!!!
فكل النصوص التى إستشهدت أنا بها من الأناجيل
فلماذا إذا تُقحم القرءان والسنة النبوية فى ردك ؟؟!!!
بالتأكيد مقنعة تماما بالنسبة لى فكل ما يهمنى كمسلم أن أعرف أن الله تبارك وتعالى نجا عبده ورسوله المسيح من الصلب ورفعه إليه هذا ما يهمنى أما كون أن الله تبارك وتعالى لم يذكر فى كتابه العزيز من هو الشخص الذى صُلب بدلا من المسيح ولم يذكر الطريقة التى تم بها رفع المسيح إلى السماء فكل هذا لا يعنينى فى شئ ولا أهتم إطلاقا بتلك التفاصيل الفرعية التى لا طائل من ورائها ولا تُسمن ولا تُغنى من جوع
اقتباس:
لقد أراد اليهود قتل السيد المسيح لاعتقادهم انه يجدف وأنه ليس المسيح المنتظر الذي تنبأ به أنبياء العهد القديم , ولذلك لم يؤمنوا به
قد يكون هذا أحد الأسباب ولكن لا أعتقد أنه السبب الرئيسى والمباشر بل تصورى الشخصى أنهم بهذا كانوا يحاولون دفع المسيح دفعا إلى الوقوع فى الخطأ لكى يجدوها ذريعة ومبررا لقتله وصلبه ولكن أنا أتيت لك بنصوص واضحة وصريحة من أناجيلك وليس من عندى تؤكد أن اليهود كانوا يشتاطون حقدا وغلا وحسدا على المسيح الذى كان يفعل المعجزة تلو الأخرى بتوفيق ومعونة من الله تبارك وتعالى ونتيجة لذلك أمن الكثيرين منهم بالمسيح مما كان يمثل بالنسبة لهم تهديدا لمكانتهم وللمزيد من التوضيح الرجاء مراجعة أول ثلاث مشاركات فى هذا الموضوع
اقتباس:
العقائد السماوية كلها مبنية على وجود الشر ووجود الخير
ولولا وجود الشر لما عرفنا الخير
ومن منطقك هذا يتوجب علينا تقديس الشيطان , فلولا وجوده لما أرسل الله الانبياء لهداية البشر.
فوجود الشيطان كان السبب الرئيسي لإرسال محمد صلى الله عليه وسلم وبالتالي وجود الدين الاسلامي لخلاص البشرية
فهل يجب علينا تقديس الشيطان واعطائه الدور المحوري والبطولي؟
وما دخل الشيطان بما ذكرته أنا يا صديقى سيمون ؟؟؟!!!!
أنا ذكرت أنكم كمسيحيين تؤمنون إيمانا تاما بأن المسيح صُلب ومات على الصليب من أجل خلاص البشرية من لعنة الخطيئة وذكرت أنه إذا كان هذا الإعتقاد صحيح ففى هذه الحالة من المفترض أن المسيح سيذهب بكامل إرادته للصلب ولن يحتاج إطلاقا إلى من يُسلمه إلى قاتليه وإذا إفترضنا أن المهمة تتطلب من يسلمه لأصبح مسلمه يهوذا من أعظم شخصيات المسيحية على الإطلاق لأنه فى هذه الحالة يكون قد ساهم فى تقديم أعظم خدمة للبشرية مع الأخذ فى الإعتبار أن الشيطان دائما وأبدا هو مصدر الشرور والآثام بينما يهوذا المفترض أنه يكون هنا مصدر الخير والسعادة ليس لفرد أو لمجموعة أفراد بل للبشرية جمعاء إذا المقارنة هنا غيرمنطقية ولا تصح أبدا
أليس كلامى هذا يا صديقى يبدو منطقيا ؟؟
اقتباس:
والخلاصة :
لا يمكن ان تبني عقيدة على احتمال ، والمعروف انه مع الاحتمال يبطل الاستدلال .
والمفروض ان تكون العقيدة واضحة ، وان يفهما ابسط الناس ، لا ان تكون معقدة وتحتاج الى تحليل واستنباط ووضع احتمالات وكلها تساؤلات وظنون ولا ترتفع الى درجة اليقين
هذا الكلام يا صديقى سيمون يجب أن توجهه لنفسك ولجميع المسيحيين وليس لى
عموما النصوص التى سأستشهد بها الآن إن شاء الله يتكلم فيها المسيح عن كيفية الوصول إلى الحياة الأبدية وإلى دخول الملكوت سنرى هذه النصوص ماذا تقول
وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ .
( يوحنا 17 : 3 )
الحياة الأبدية تكون بالإعتراف بأن الله واحد لا شريك له ولا إله معه وأنا المسيح عبده ورسوله
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.
( متى 5 : 20 )
هنا المسيح يؤكد على أن الإكثار من الأعمال الصالحة هو الطريق المؤدى إلى دخول الملكوت
« اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ
انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ .
( يوحنا 5 : 24 )
الحياة الأبدية تعطى لمن يسمع كلام رسول الله المسيح ويؤمن بالله الواحد الأحد الذى لا شريك له ولا إله معه الذى أرسل عبده ورسوله المسيح ومن يفعل ذلك فلا يُدان
- وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ
الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟ »
- فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ
أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا » .
- قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ .
- أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ » .
متى 19 ( 16 : 19 )
هنا المسيح يؤكد للشخص الذى يسأله عن كيفية بلوغ الحياة الأبدية أن دخول الحياة الأبدية يكون عن طريق حفظ الوصايا وإكرام الأب والأم وحب الأقارب
هذه النصوص أعلاه لم يتحدث فيها المسيح إطلاقا عن الإيمان بصلبه وفدائه للبشرية كشرط أساسى لنيل الحياة الأبدية ودخول الملكوت مع الأخذ فى الإعتبار أن الصلب والفداء هو أهم ركن من الأركان التى يقوم عليها الإيمان المسيحى وبدونه لا توجد مسيحية من الأساس كما أكدت قبل ذلك
السؤال الآن للصديق العزيز سيمون ولأى مسيحى يقرأ هذا الكلام
إذا كان الإيمان بصلب المسيح وفدائه للبشرية من أهم الأركان التى تقوم عليها المسيحية والمفترض أنه بدون هذا الإيمان فلن ينال أحد الحياة الأبدية ولن يدخل الملكوت فلماذا إذا لم يذكرالمسيح أن نيل الحياة الأبدية ودخول الملكوت مقترن إقترانا قويا ومباشرا بالإيمان بموته على الصليب من أجل خلاص البشرية
من لعنة الخطيئة ؟؟؟!!!!!!
ألا يبدو الأمر عجيبا ومحيرا ؟؟
وهذه النصوص التى يتكلم فيها المسيح عن كيفية نيل الحياة الأبدية ودخول الملكوت تفرض وجود عدة إحتمالات وهى :
1 - أن المسيح يجهل تماما الغاية التى جاء خصيصا من أجلها وهى فدائه للبشرية لذا فإنه لم يتعرض إطلاقا فى هذه النصوص إلى تلك المسألة
2 – أنه لا يوجد فى المسيحية شئ إسمه الصلب والفداء ونتيجة لذلك يُبطل تماما القول بصلب المسيح وفدائه للبشرية ويترتب على هذا الكلام سقوط المسيحية
3 – أن هذه النصوص نصوص دخيلة وأن النصوص الأصلية كان المسيح يؤكد فيها على ضرورة الإيمان بصلبه وفدائه للبشرية كشرط أساسى لكى ينال الإنسان الحياة الأبدية ويدخل الملكوت ولكن تم تحريفها لتصبح بهذا الشكل
صديقى العزيز سيمون فى إعتقادك أى إحتمال من هذه الإحتمالات هو الصواب
ولماذا ؟؟؟
ملحوظة : إن لم تستطع يا صديقى سيمون الرد على هذه المشاركة نظرا لإنشغالك فى حوارك مع الأخ الكونت فلا توجد أية مشكلة إطلاقا فهذا ليس حوارا ثنائيا ومشاركتى هذه هى رد على مشاركتك
الضيف المهذب سيمون لك ولأى مسيحى يقرأ هذا الكلام منى خالص التحية وفائق الإحترام والتقدير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين