هل الأرض مسطحة أم العقل هو المسطح ؟ حميد النابولسي
هل الأرض مسطحة أم العقل هو المسطح ؟
لقد أتعبت دماغي يوم أمس مع عقول فعلا هي مسطحة بلا أي إنحناء ، حيث لا زالت تعتقد أن الأرض قرص مسطح و أنك إن وصلت إلى أقصى أطرافه ستقطت في الفضاء بلا عودة ، وعندما نثبت لهم كرويتها اعتمادا على العلوم الحديثة يرفضون كل العلوم ويرون '' ناسا '' هي عدوهم الأول ، وعندما نسألهم عن الدليل الدال على ما يدعوونه ، يجيبوننا بنصوص قرآنية لا يحسنون فهماها من الأساس ، من مثل قوله سبحانه :
( وإلى الأرض كيف سطحت) ؛ ( والأرض مددناها ) ، ( نأتي الأرض ننقصها من أطرافها )
والآن دعونا نذهب لتفسير هته النصوص بتمعن وتأمل .
1ـ ( وإلى الأرض كيف سطحت) إنها الأرض التي حلقها الله في ستة أيام ، فحسب نضرية بوفون لنشأة الأرض ، أن الأرض تكونت في بضعة أيام حيث كانت عبارة عن ينازك ضخمة متفرقة أو بقايا عن سديم متحطم في الفضاء وبدأت في الإلتحام بانجذاب النيازك الصغيرة نحو الأجسام الضخمة حيث تمركز النيزك الأم وسط الأرض مشكلا بذلك نواتها وإلتفتت حوله جميع النيازك الأخرى الأقل جاذبية منه ، ليتشكل في البداية جسم عبارة عن كرة '' مشنقرة '' باردة ، وبعد مرور السنين وبفعل دورانها السريع ولطمات النيازك المشتعلة تحولت إلى صهارة و أرض ملتهبة مما حول أجسامها السطحية إلى سائل تم عن طريقه تحويل الجسم الضخم إلى كرة مسقولة بعد خمودها ثم بدأت البراكين باطلاق غازتها التي تجمعت حول الأرض مكونة بذلك الغلاف الجوي و أيضا بدأت باخراج مقذوفتها المعدنية والصلبة من باطن الأرض لتشكل بذلك تصلب القشرة الأرضية مكونة سطحا سميكا قابلا لضم أول محيط عالمي أولي نتج عن تكاثف الأبخرة الجوية ليتم ترابط نتيجة التحليل مع ما ورد في الآية الكريمة ( وإلى الأرض كيف سطحت) فكل شيء قابل للإلتطام يسمى سطحا وليس بالضروري أن يكون في حط مستقيم .
2ـ ( والأرض مددناها ) الحط المنحني أو المقوس يمكن تمديده من الأطراف إلى ما لا متناهي وهذا ينطبق أيضا على الشكل الكروي عند تجاهل نقطة الإنطلاق ، فما الذي يجعلنا لا نشعر بانحناء الأرض ? إنها مسافة المساحة التي تنقسم إلى جزئية وكلية فالإنسان لا يستطيع ملئ المساحة الكلية للأرض فهو يقف على جزء منها فقط وعند مقارنته بالمسافة الكلية للأرض دون أن نتعمق في قانون المسافة ومساحة الكرة الذي يحتاج إلى سرد طويل نقتصر على ذكر قطرها الذي يعادل 12742 km بينما الإنسان لا يتعدى 2 m مما يدل على أنها بحسب النظر مسطحة وممددة ، لكن في حجمها العام كروية .
3- ( نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) المفسرين الأقدمون لم يذهب فيهم أحد لتفسير الأطراف بأنهما يشكلان الإزاحة بالنسبة للأرض أي نقطة بداية من طرف ونقطة نهاية في طرف آخر ، بعضهم أول الآية بخارب الأرض والبعض الآخر أولها بضهور المسلمين على المشركين ، لكن التؤيل الأوضح هو أن الله ينقص من اليابسة بعامل المد والجزر ومن القمم الجبلية بالرياح والأمطار ومن البحار بتبخرها .
الأدلة من القران على أن الأرض كرة .
1ـ '' يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى'' المعنى واضح جدا يكور وليس يسطح .2 ـ (وترى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) تأكد لنا الآية على صحة القول بدوران الأرض حول نفسها ليتعاقب الليل والنهار والشيء الوحيد الذي يخول لها ذلك هو شكلها الكروي .3 ـ ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ ما معناه أن للشمس مدارا منفردا دون مدار القمر بينما السطيحيون يجعلون لهما مدارا مشتركا في نقطة معينة ، وما دليله أيضا أن الشمس خلقها سبحانه قبل الأرض مما يعطي الأسبقية للنهار على الليل وليس كما ذهب إليه السطححيون من قولهم أن الشمس حجمها أصغر من الأرض مما يدل على تكونها بعد نشأة الأرض و ضهور الليل قبل النهار .
﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ يمسكهما بفعل الأعمدة الغير مرئية التي تتكون من نسيج كوني محبوك يتشكل من المادة المعتمة حيث جعل الله السماوات أي النوجوم والأجرام مثل الأرض دون فرق معين بينهما وإذا نظرنا في الكواكب الأخرى نجدها كلها مكورة فلما الأرض وحدها المسطحة من بين ملايين النجوم والكواكب ؟