المسيح لم يكن هو النبى المرسل الى العالم و هذه هى الأدلة من كتاب المسيحيين المقدس
المسيح عليه الصلاة والسلام لم يكن هو النبي حجر الزاوية لأنه كان نبي مرسل الى بنى اسرائيل فقط وهذه هي الأدلة
المقدمة :-
تكلم كثيرين عن نصوص فى الأناجيل تحدد رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام وأنه كان مرسل الى بنى اسرائيل فقط وأن البشارة الى الأمميين فعلها بولس ولكنني فى هذا البحث أحلل جميع الرسائل و الأناجيل التي قدسها المسيحيين فخرجت بنتيجة مفادها أن بولس نفسه لم يبشر أبدا بين أمميين ولكن علماء المسيحية استغلوا خلط المفاهيم فى دلالات الكلمات لايهام الناس بعالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام و الأمر يتلخص فى :- فى فترة من تاريخ بنى اسرائيل انقسم الأسباط الاثني عشر الى مملكتين هما مملكة اسرائيل الشمالية وكانت تضم عشرة أسباط ، ومملكة يهوذا فى الجنوب وكانت تضم سبط يهوذا وسبط بنيامين وبعض من اللاويين ، وكانت المملكتين فى أغلب الأوقات على عداء شديد
- وكانت مملكة اسرائيل الشمالية أشد كفرا من مملكة يهوذا والتي كانت فى أحيان كثيرة تعبد الله عز وجل عبادة صحيحة
وكان الله عز وجل يبعث الرسل الى بنى اسرائيل لاعادتهم الى العبادة الصحيحة ، وكان بعض من هؤلاء الأنبياء مرسل الى مملكة واحدة بدون الأخرى خاصة مع حدوث تشتت مملكة اسرائيل الشمالية قبل مملكة يهوذا على يد ملك آشور ، وعند عودة جزء كبير من نسل مملكة يهوذا (سبطين ونصف) من السبي البابلي ظل يراودهم حلم تجميع كل أسباط بنى اسرائيل مرة أخرى فى مكان واحد والى عبادة الله الواحد الأحد ، ولكن بمرور الزمان عاد الفساد ليدب بين العائدين من السبي البابلي وحدثت مقاومة عنيفة من المتمسكين بدينهم ضد هؤلاء الذين انجذبوا الى الفساد المتمثل فى التشبه باليونانيين الوثنيين ولكن زاد هذا الفساد وبدأ يصل الى نسل المتمسكين بدينهم وأصبح التمسك بالدين فى الظاهر فقط وبما لا يؤثر على حبهم فى زينة الحياة الدنيا وانقسم بنى اسرائيل فى تلك الفترة الى يهود وهم المتمسكين بتقليد الأجداد ، و يهود يونانيين (واختصارا كان يسميهم كتبة الأناجيل بـ يونانيين ) حيث كانوا من بنى اسرائيل المتشبهين باليونانيين فى ثقافتهم و وثنيتهم
- فأرسل الله عز وجل سيدنا زكريا وسيدنا يحيى والمسيح عليهم صلوات الله وسلامه
فكان المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى كل أسباط بنى اسرائيل سواء المقيمون فى فلسطين وأغلبهم من ذرية مملكة يهوذا والى أيضا باقي الأسباط العشرة المشتتيين فكرا ومكانا ولذلك ظن البعض من المسيحيين بعد ارتفاعه أنه هو النبي حجر الزاوية على أساس فهم خاطئ منهم أن حجر الزاوية هو من يلم شمل كل أسباط بنى اسرائيل ولم يكن فى فكرهم العالم ولكن الجميع كان يعرف أن المسيح عليه الصلاة والسلام هو نبي مرسل الى الأسباط الاثني عشر الاسرائيليين ولم يكن مرسل الى العالم ونصوص الأناجيل تشهد بذلك
- ثم ظهر البعض زعموا أنهم من أتباعه وبدأوا فى تحريف دينه شيئا فشيئا فنشأ بينهم وبين المتمسكين بدينه صراعات ونزاعات
وكانوا جميعا باختلاف طوائفهم من بنى اسرائيل فظن البعض أن سبب دخول الفلسفات اليونانية فى المسيحية هم الأمميون ولكن الحقيقة أن سببها هم اليهود المتشبهين باليونانيين فلم يكن هناك ايمان للأمميين فى العصور المسيحية الأولى وهذا هو ما يتضح عند تحليل جميع الرسائل وأناجيل العهد الجديد وهو ما أتناوله فى هذا البحث فى صورة سلسلة مواضيع
- حتى جاء الامبراطور الروماني قسطنطين فى القرن الرابع الميلادي
واتبع فكر طائفة من طوائف المسيحيين فى ذلك الوقت ومزجها بأفكار وثنية ثم أراد نشر هذا الدين على العالم مثل ما فعله ملوك اليونانيين (مكابيين الأول 1: 43) ولذلك تم وضع نصوص زائفة تزعم بأن المسيح عليه الصلاة والسلام أوصى التلاميذ قبل ارتفاعه بأن يذهبوا ويكرزوا الى كل الخليقة وتم تحريف كلمة (الأمة) فى بعض الرسائل المنسوبة الى بولس وتحويلها الى (الأمم) وجعلوا من بولس بدلا من رسول الأمة الى رسول الأمم وزيفوا دلالة كلمة (اليونانيين) وأدخلوا الوهم الى الناس بأن المقصود من تلك الكلمة فى الزمان الماضي الوثنيين متلاعبين بصيغيتين لتلك الكلمة فى اللغة اليونانية (الهيلنيين والهلينستيين) بينما كان المقصود فئة من بنى اسرائيل أخذت مواطنة اليونانيين الحقيقيين وتشبهت بهم ، وانتشر هذا الفكر فى عهد الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول وجعله دين وحيد للامبراطورية الرومانية وقام اضطهاد كل من خالف هذا الفكر
- ولكن ظلت دائما نصوص ما جمعوه من كتب وقدموه للناس تدل على أنه كتابهم المقدس شاهدا على أن أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام لمدة ثلاث قرون على الأقل كانوا من بنى اسرائيل فقط
ولم يكن هناك كرازة الى باقي الأمم وكانوا يعلمون أنه ليس هو النبي المرسل الى العالمين والذى تحدث عنه (إشعياء 42)
- وفى الحقيقة فان المسيح عليه الصلاة لم يكن هو النبي المرسل الى العالم فلم ينطبق عليه أبدا نبوءات النبي المرسل الى العالم
بدليل أننا فى سفر أعمال الرسل (والذى تم كتابته بعد رفع المسيح عليه الصلاة والسلام ) نجد بطرس لا يزال ينتظر مجئ النبي الخاتم الذى تتحقق على يديه نبوءات الأنبياء ويطلب من قومه أن يتوبوا و ينتظروا أوقات الفرج حتى تتحقق نبوءات الأنبياء عن النبي الخاتم فنقرأ :-
3 :19 فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب
3 :20 و يرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل
3 :21 الذي ينبغي ان السماء تقبله الى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر3 :22 فان موسى قال للاباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به
3 :23 و يكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب
3 :24 و جميع الانبياء ايضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا و انباوا بهذه الايام
بالطبع المحرفين قاموا بتغير اسم النبي الخاتم ووضعوا بدلا منه اسم المسيح عليه الصلاة والسلام حتى لا يكون هناك نبي بعده ولكن ما يثير الانتباه فى هذا النص أنه يثبت أن رسالة الفداء والصلب التي يعتنقها المسيحيين ويوهم علماء المسيحية أتباعها أن لها نبوءات فى العهد القديم لم تكن هي رسالة النبي الخاتم الذى بشر به الأنبياء أقوامهم فى العهد القديم مما يوضح زيف تلك العقيدة وعدم وجودها فى نبوءات الأنبياء ، فبطرس لا يزال بعد رفع المسيح عليه الصلاة والسلام ينتظر تحقيق تلك النبوءات
وعلى العموم فان :-
جميع الأناجيل والرسائل المعترف بها لدى المسيحيين على اختلاف طوائفهم كتبها اسرائيليين وكانت موجهة للاسرائيليين سواء كانوا متشبهين باليونانيين (يونانيين ) أو متمسكين بتقاليد الأجداد (يهود) وفى هذه السلسلة ان شاء الله أحلل كل انجيل وكل رسالة فى كتابهم المقدس بعد أن أوضح دلالات الكلمات عند اليهود فيظهر بوضوح أن تلك الكتب لم تكن كتب عالمية ولكنها كانت خاصة ببنى اسرائيل فقط
وهذا يدل على عدم عالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام