لا أشرئب إلى ما لم أنل طمعا *** ولا ابيت على ما فات حسرانا
عرض للطباعة
لا أشرئب إلى ما لم أنل طمعا *** ولا ابيت على ما فات حسرانا
دع المقادير تجري في أعنتها *** ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها *** يغير الله من حال إلى حال
وأقرب ما يكون المرء *** من فرج إذا يئسا
ربما أشفى على الآمال ما يأس *** والليالي بعدما تجرح بالمكروه تأسو
ولربما كره الفتى *** أمرا عواقبه تسره
كم مرة حفت بك المكاره *** خار لك الله وأنت كاره
من راقب الناس مات هما *** وفاز باللذة الجسور
اتخذ الله صاحبا *** واترك الناس جانبا
أزمعت يأسا مقيما من نوالكمو *** ولا يرى طارد للحر كاليأس
وفي السماء نجوم لا عداد لها *** وليس يكسف إلا الشمس والقمر
رغيف خبز يابس تأكله في عافية *** وكوز ماء بارد تشربه في صافية
وغرفة ضيقة نفسك بها راضية *** ومصحف تدرسه مستندا لسارية
خير من السكنى بأبراج القصور العالية *** وبعد قصر شاهق تصلى نار حامية
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ
والناس يأتمرون الأمر بينهمو *** والله في كل يوم محدث شأنا
وإني لأرجو الله حتى كأنني *** أرى بجميل الصبر ما الله صانع
وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يعرف عرف طيب العود
إني وإن لمت حاسدي فما *** أنكر أني عقوبة لهمو
عسى الهم الذي أمسيت فيه *** يكون وراءه فرج قريب
إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت *** وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر نفعا *** وما أجدى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث *** يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات وإن تناهت *** فموصول بها فرج قريب
رب أمر تتقيه *** جر أمرا ترتجيه
خفي المحبوب عنه *** وبدا المكروه فيه
كم نعمة لا تستقل شكرها *** لله في جنب المكاره كامنة
أجارتنا إن الأماني كواذب *** وأكثر أسباب النجاح مع اليأس
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
والحادثات وإن اصابك بؤسها *** فهو الذي أنبأك كيف نعيمها
والدهر لا يبقى على حاله *** لا بد أن يقبل أو يبدرا
رب زمان ذله أرفق بك *** ولم يدم شئ على مر الفلك
أتحسب أن البؤس للمرء دائم *** ولو دام شئ عده الناس في العجب
فلا تغبطن المكثرين فإنه *** على قدر ما يعطيهم الدهر يسلب
أيها الشامت المعير بالدهر *** أأنت المبرؤ الموفور؟
ألم تر أن الليل لما تكاملت *** غياهبه جاء الصباح بنوره
عسى فرج يأتي به الله إنه *** له كل يوم في خلقه أمر
عسى الله أن يشفي المواجع إنه *** إلى خلقه قد جاد بالنفحات
عوى الذئب ما استأنست بالذئب إذ عوى *** وصوت إنسان فكدت أطير
تزداد هما كلما ازددنا غنى *** والحزن كل الحزن في الإكثار
كنز القناعة لا يخشى عليه ولا *** يحتاج فيه إلى الحراس والدول
وما النفي إلا حيث يجعلها الفتى *** فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت
الجوع يدفع بالرغيف اليابس *** فعلام حسرتي ووساوسي
دار متى ما أضحكت في يومها *** أبكت غدا قبحا لها من دار
عسى فرج يكون عسى *** نعلل نفسنا بعسى
اشتدي أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالبلج
ولا يحسبون الخير لا شر بعده *** ولا يحسبون الشر ضربة لازب