-
<div align="center">( 9 ) .. مزيد من الإلحاد </div>
فى نفس كتابه السابق ، يصور عبد الكريم المدينة المنورة على أنها ماخور كبير ، ما إن يخرج المجاهدون للغزو مع رسول الله حتى تفتح زوجاتهن بيوتهن وأحضانهن لمن بقى ولم يخرج للغزو من الرجال والشبان .. ولقد شدد محمد النكير على هذا التصرف عبثاً ، فلجأ إلى وسيلة أخرى ، على حد تعبير الشيخ المهذب : " سلك محمد فى علاج مشكلة المغيبات طريقاً آخر ، وهو نهى الأزواج عن مفاجأة زوجاتهم ليلاً ... " إذا دخلت ليلاً فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة " ... وقيل إن بعض الصحاب خالف هذه الأوامر الصريحة وطرق أهله ليلاً ، ففوجئ بزوجته فى أحضان رجل .. وكان الحتم اللازم أن يتوقع ذلك ! .. أليس هو ابن مجتمع يثرب وربيبه ؟ .. من الواضح أن محمداً بنهيه صحبه عن دخول بيوتهم ليلاً هو أن يجنبهم المرور بتجربة قاسية تحطم معنوياتهم وتمنعهم من الانخراط مرة أخرى فى سراياه وغزواته وبعوثه ، ونعنى بها تجربة مشاهدة الزوجة تحت رجل آخر ، لأن الاستحداد والمتشاط والاغتسال والتزين والتعطر لا تستغرق جميعها من الزوجة أكثر من ساعة ، وهذه لا تساوى أن يقضى الزوج الليل بطوله خارج بيته ، خاصة وأنه قد عاد مجهداً معفراً ... إن محمداً الحصيف كان يعرف أن الليل هو الوقت المفضل لتلاقى الأخدان خاصة فى ذلك الزمان ... لهذا نهى محمد أتباعه عن الدخول على الزوجات المغيبات فى ظلمة الليل حتى لا يفاجأوا بما لا يسرهم بل يفزعهم ويفجعهم ويدفعهم إلى الإحجام عن الخروج " [ص82]
إن هذا الملحد يفترى على سيد الخلق أنه كان يقنن " القوادة " ! .. ولمه ؟ .. لكيلا يفقد جهود رجال المدينة فى فتح البلاد التى يسعى إلى إخضاعها لسلطان الدولة القرشية !
انظر قارئى إلام تبلغ الوغادة ببعض الناس !
أستغفر الله ، وأستنزل منه اللعنة على كل عتل زنيم وفظ لئيم !
-
<div align="center">( 10 ) .. هل كان محمد مرسلاً من عند الله ؟!</div>
فى كتابه " قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية " ، يقول إن الأمر بالنسبة لمحمد لم يكن أمر نبوة ، بل أمر زعامة ورئاسة ، فهو ليس أكثر من حلقة فى سلسلة تنتظم أجداده قصياً وهاشماً وعبد المطلب ، الذين كان كل منهم حاكماً على مكة وزعيماً لقريش وعمل على أن يجعل لها الزعامة على العرب كلها ، فلم يوفق إلى هذه الغاية ، إلى أن جاء محمد فكان أحسن منهم حظاً ، إذ استطاع أن يحقق ما لم يستطيعوه وأسس الدولة القرشية التى كانوا يصبون إلى إقامتها ، وذلك بفضل " الشروط الموضوعية " التى توفرت فى عهده ولم تتوفر لهم .
أما عن الوسائل التى اتخذها " النبى " للوصول إلى السلطة ، فيرى عبد الكريم فى كتابه " الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية " ، أن محمداً وضع خطة بذكاء شديد وإتقان وأخذ يطبقها بصبر ودأب لا يعرف الكلل ولا الملل واضعاً نصب عينيه تحقيق ما كان أجداده قصى وهاشم وعبد المطلب يطمحون إلى تحقيقه .. ولم يكن على محمد أن يذهب بعيداً فى سبيل اختراع الدين الذى يضحك به على قومه ويضمن انقيادهم له ..
لقد كان لدى العرب من العقائد والتشريعات والأنظمة ما لا يحتاج معه إلا أن يفتح عينيه ويمد يديه ليكبش من هذا البستان ويعبئ جيوبه ثم يطلع عليهم قائلاً لهم " أنا نبى ! " ، مع الاستعانة ببعض الحيل والألاعيب التى يحبها الجمهور .
وإيانا أن نظن أن العرب كانوا قوماً متخلفين ! ..
نعم .. إن الكاتب نفسه يستطيع أن يظن بهم التخلف ، بل أن يؤكده ويلح عليه إلحاحاً ، ويبدئ فيه ويعيد متى أراد .. لكنه هنا بالذات لا يسمح لنا بأن يدور فى خاطرنا أنهم كانوا متخلفين ؛ لأنهم لو كانوا متخلفين فهذا معناه أنه لم يكن عنهم شىء يقدمونه لمحمد كى يلفق منه دينه .. أما عندما يقول إنهم متخلفون فما علينا إلا أن نحنى الهامة ، للشيخ ذى العمامة ، وندعو لهم بالسلامة ، مرددين وراءه ما يقول دون أن نناقشه فى هذا التناقض .. ذلك أن السياق عندئذ يوجب رميهم بالتخلف وبالبلاهة أيضاً ..
وإلا .. فكيف يثبت مولانا الشيخ أن محمداً إذا كان قد نجح مع أولئك العرب فإنه فى الحقيقة لم يفعل شيئاً ، إذ أين النجاح فى أن تضحك على قوم بله أغرار مهيئين للاستماع إلى كل ناعق ما دام يلوح لهم براية " المقدس " ؟
أعرفت أيها القارئ ؟ .. إن مدار الأمر كله هو معاندة النبى عليه الصلاة والسلام والتهوين من شأنه فى كل حال !
وفى كتابه " شدو الربابة فى أحوال مجتمع الصحابة " ، يهول عالمنا الفهامة جداً فى معرفة النبى عليه الصلاة والسلام للحنفاء ، زاعماً أنه كانت له بهم صلة متوثقة ، أتاحت له الفصة للعلم بما كانوا يؤمنون به ، ويجرون عليه فى سلوكهم وأخلاقهم ، مثل التوحيد ، وتنفير الناس من عبادة الأوثان ، أو أكل ما يقدم لها من قرابين ونهيهم إياهم عن وأد البنات وشرب الخمر واغتسالهم من الجنابة ، وضاعفت كلك محصوله الثقافى الدينى [1/ص50]
ليس ذلك فقط ، بل إنه يتهم الرسول عليه السلام بأنه كان حريصاً على الاختلاء بسلمان الفارسى فى جلسات ليلية طويلة بالغة الطول بغية الاطلاع على ما عنده من كنز ثقافى ثمين ؛ إذ كان سلمان يحيط " بما لا يحصى من العقائد والمذاهب الدينية " [1/144]
وفى فصل " التغنيم والتنفيل " يؤكد أن الغنائم والأسلاب والأنفال " كانت أداة فعالة فى يده [ أى يد الرسول عليه السلام ] استعملها بمهارة فائقة فى رياضة الصحاب " [ص76]
-
<div align="center">( 11 ) .. جهاز الملاحدة الإجلابى لإرهاب القارئ </div>
يستخدم عبد الكريم ، جرياً على سنة الملاحدة ، جهازاً يجلب به على القارئ ، كى يشغله بصوته العالى عن التركيز فيما يقوله له ، والتفكير فى مدى صوابه أو خطئه .
فهو لا يكتفى برد معظم ما يقوله إلى مصادر ، وإنما يرى واجباً عليه الطنطنة بعلو مكانة هذه المصادر عند " المتشددين " من المسلمين .
وهدفه من هذا هو إقناع القارئ أنه لا يقول إلا حقاً .. لكنه فى نفس الوقت لا يبالى أن يعبث بالنص أو يخلعه من سياقه أو يعطيه معنى غير المعنى الذى تدل عليه ألفاظه وعباراته .. وهو لا يتورع فى سبيل بلوغ هدفه عن التدليس والاستعانة بإخوانه الملاحدة المدلسين .
ومن عُدد هذا الجهاز : استعراضه لثروته اللغوية ..
إذ يحرص كثيراً على إيراد كلمات قد يحتاج فى فهمها إلى الرجوع إلى المعاجم ، أو لها فى تلك المعاجم معنى غير المعنى الذى لها فى حياتنا العصرية .. ثم يفتح قوساً يشرح فيه معنى هذه الكلمات ، ثم يغلقه بعد أن ينص على أنه نقل ذلك الشرح من القاموس الفلانى أو المعجم الترتانى .
كل ذلك فى حذلقة بغيضة أثقل دماً من دم البق !
وما أكثر ما ضحكت ، وأنا أقرأ كتابات سيدنا الشيخ ، وذلك لسببين :
الأول : أن ذلك الحرص على التفاصح ، على العكس مما يهدف إليه ، إنما يدل على أنه " محدث نعمة " فى ميدان الكتابة !
والثانى : أن أخطاءه اللغوية كثيرة رغم جهود المصححين قبل الطباعة ! [ الأسس الفكرية : ص4]
[ للأمثلة على ذلك ، يراجع : الفصل الأخير من كتاب اليسار الإسلامى للدكتور إبراهيم عوض ]
ويقوم الجهاز الإجلابى أيضاً عند الشيخ على التشدق بأسماء العلوم والمصطلحات الأجنبية كالفيلولوجى والأنثروبولجى واللينجووستك والبطرياركى والبنزيركى ... وهلم جرا .
وغايته من هذا تخويف القارئ بإيهامه أنه أمام عالم كبير متبحر فى العلوم المختلفة ، وبهذا تشل حاسته النقدية ، ويندفع إلى تصديق ما يلقيه إليه رغم غثائه وضحالته وضآلة محتواه .
وهو يحب ـ حباً جماً ـ أن يشقشق بالعلمية والموضوعية والعقلانية والتنوير وكراهية الغيبيات والماورائيات والفوق منطقيات ، متصوراً أنه يكفى أى شخص أن يدعى شيئاً حتى يكونه ! .. مع أنه هناك فرقاً بين الادعاء والواقع ، وغير دارٍ أن العلمية شىء وإنكار الغيبيات شىء آخر ، وإلا فأين العلمية فى أن نتهجم على وجود الله والملائكة والجنة والنار ؟
لقد انقضى الزمن الذى كان لهذه الأسطوانة الماركسية فيه سحرها عند بعض الشباب ، بيد أن شيخنا لا يدرك أن ذلك قد ولى ، وأن الماركسية والاتحاد السوفييتى قد أصبحا فى ذمة التاريخ ، لا رحمهما الله !
كذلك فهو يحاول الاستظراف كثيراً ، لكن طبيعة روحه لا تسعفه ، إذ بينها وبين الظرف آماد شاسعة ، فما بالك لو تكلف الظرف تكلفاً ؟ .. أعوذ بالله !
-
<div align="center">حسبى الله ونعم الوكيل</div>
<div align="center">حسبى الله ونعم الوكيل</div>
<div align="center">حسبى الله ونعم الوكيل</div>
ما هذا الكلام أيعقل أن ينسب هذا الكلام الى شخص يقول عن نفسه أنه مسلم
أين الرقابه والقانون أم أن القانون لا يطبق غير على من يتهجم على الذات العليه للدوله
-
<div align="center">بين يدى الرد</div>
1 ـ الفكرة الرئيسية للكتاب
2 ـ أدلة الكاتب على فكرته
3 ـ هدف الكاتب من وراء فكرته
... (أ) هدف الكاتب المعلن
... (ب) هدف الكاتب " المخفى "
... (جـ) السبب فى محاولة الكاتب إخفاء هدفه الحقيقى
4 ـ مدى أصالة فكرة الكاتب
5 ـ سبب نشر النصارى للكتاب
6 ـ نقد الحجة الرئيسية للكاتب
... (أ) المزلق الأول
... (ب) المزلق الثانى
-
<div align="center">(1) الفكرة الرئيسية للكتاب</div>
يحاول عبد الكريم أن يثبت أن القرآن نص تاريخى جدلى .
فالقرآن ـ عنده ـ ليس وحياً إلهياً ، وإنما هو من اختراع النبى عليه الصلاة والسلام ، فهو نص " تاريخى " ، يخضع للمرحلة التاريخية التى " أنتج ! " فيها .
ثم إن القرآن ـ بالإضافة لتاريخيته ـ لم " ينتج " كنص كامل منذ الوهلة الأولى ، وإنما تأثر بالظروف التى كانت تمر بمجتمع النبى عليه الصلاة والسلام ، فهو نص " جدلى " ، تناله التغييرات بالزيادة والنقصان ، تبعاً للمواقف التى كان يواجهها النبى " منتج " القرآن !
-
<div align="center">(2) أدلة الكاتب على فكرته </div>
يمكن لأى إنسان أن يدعى ما شاء ، لكن لا تقبل هذه الدعوى إلا بدليل .. وعبد الكريم يقدم لنا أدلته على دعواه ببشرية مصدر القرآن ، وتتلخص الأدلة كلها فى " أسباب النزول " .
فقد عمد إلى الآيات التى نزلت فى مناسبة معينة ، واعتبر أن ذلك دليلاً على أن القرآن ليس من عند الله ، ولكنه ينزل " حسب الطلب " ، على حد تعبيره ( العلمى طبعاً ! ) .
تلك هى حجة عبد الكريم الرئيسية ، التى يحاول التأصيل لها على طول الكتاب وعرضه .
ثم صنف عبد الكريم هذه الآيات ..
فجعل منها آيات أنزلت " تحقيقاً لرغبة " النبى عليه الصلاة والسلام ، وقد عدها أربعة عشر ..
ثم جعل منها آيات أنزلت " تحقيقاً " لرغبات الصحابة ، وقد عدها عشراً ..
وجعل منها آيات أنزلت موافقة لما صرح به بعض الصحابة لفظاً أو معنى ..
وجعل منها آيات أنزلت إيضاحاً لمشكل أو استدراكاً أو استثناء .
وبهذا ينتهى سفره الأول .. وعلى هذا المنوال ، من سوء التصنيف ، ورداءة التبويب ، يأتى سفره الثانى ، ليصنف بعض الآيات الأخرى ، تحت عناوين مختلفة .
-
<div align="center">(3) هدف الكاتب من وراء فكرته </div>
للكاتب اليسارى من وراء ذلك هدفان : هدف معلن ظاهر ، وهدف يخفيه تعرفه فى لحن القول .
وتوضيح طريقة الكاتب ، هو توضيح لطريقة ملاحدة العرب عموماً فى كتاباتهم ، فتنبه أكرمك الله .
-
أ ـ هدف الكاتب المعلن
أما الهدف المعلن ، فهو أن يثبت أن العبرة من النص القرآنى بخصوص السبب لا بعموم اللفظ ، فكل نهى أو أمر فى القرآن ، ليس على المسلمين العمل به كما توهموا لقرون طويلة ! .. وإنما كل أوامر ونواهى القرآن مرتبطة بأسباب معروفة ، ونزلت فى مناسبات معينة ، وتبعاً لمواقف محددة ، وقد انعدمت هذه الأسباب الآن ، وانتهت هذه المناسبات والمواقف ، وليس علينا أن نظل نطبق نفس الأوامر ، ولا أن نمنع أنفسنا عن تلك النواهى !
فليس على المسلمين الآن من حرج فى أن يتركوا الصوم ، فقد شرع الصوم لطبيعة الدولة العسكرية ، التى كان النبى ينشئها فى المدينة ، لتحقيق مجد لقبيلته قريش .. وقد تغير الوضع الآن ، فلا طبيعة عسكرية ، ولا دولة قرشية ، وبالتالى لا صوم على المسلمين ، لأنه شرع من أجل مناسبة وموقف ، وقد زال كل ذلك الآن !
ومثل الصوم فى ذلك كل أحكام الشريعة ، كلها ـ عنده ـ نزلت فى مواقف بعينها ، وفى مناسبات تاريخية معروفة ، وقد زال كل ذلك الآن ، فلا داعى للالتزام بهذه الأحكام التى زالت أسبابها .
ولأن هذا الكلام يغضب المسلم ـ أى مسلم ـ وقد يصف قائله بالكفر والردة ؛ لأنه يعلن التحرر من ربقة الشريعة الربانية .. لذلك يستدرك عبد الكريم وإخوانه من الملاحدة على ما سبق بقول آخر ، لعله يهدئ من روع المسلم !
فيقولون عقب هرائهم السابق ، بأن ليس معنى كلامنا ـ أيها المسلم ـ أن ندع الدين ولا نتبعه ، ولا أن نترك القرآن وننحيه جانباً ، بل نحن ـ العلمانيين العقلانيين ـ ندعوك إلى تطبيق كتاب الله ، والحكم بشريعته ! .. لكنك ـ أيها المسلم ـ تفهم الشريعة على أنها تلك الأحكام التى وردت بالقرآن ، وليس الأمر كذلك ! .. فهذه الأحكام قد زالت أسبابها ، وإنما الشريعة مباينة للأحكام ، الشريعة : هى الروح التى سرت فى النص وأنتجت هذه الأحكام ، الشريعة : هى القواعد الكلية والمقاصد الرئيسية التى راعى القرآن تحققها فى أحكامه الأولى أيام النبى .. هذه هى الشريعة التى سنتبعها ، وهى شىء آخر غير الأحكام التى وردت بالقرآن !
وهذه الشريعة عندهم ، هى عبارة عن إرادة التيسير على الناس ، ورفع المشقة عن المكلفين ، ومراعاة احتياجات العصر وتطوراته ، ومراعاة الأعراف الاجتماعية السائدة ! ... إلخ هذه الأمور العامة ، التى لا يستطيع أن يمسكها أحد من كلامهم ، والتى يستطيع أى أحد أن يكيفها لأغراضه كما يشاء ، ما دام لم يقيدها بالنصوص القرآنية التى توضح معناها ومغزاها .
ونتيجة ذلك أن تخلع المرأة حجابها ، لأن الأمر بالحجاب الوارد فى القرآن كان مرتبطاً بظرف تاريخى معين ، ونزل فى مجتمع له ظروفه الخاصة ، وقد تغير كل ذلك الآن ، فلا علينا من إلزام المرأة بالحجاب .. لكننا بذلك لا نترك القرآن .. مطلقاً ! .. وإنما سنطبقه خير تطبيق ! .. وذلك أن القرآن عندما أمر بالحجاب كان يراعى تقاليد وأعراف ذلك المجتمع البدوى المتخلف ، ونحن سنسير على روح القرآن ، وسنراعى ما راعاه ، وسنطبق " شريعته " التى هى مقاصده لا أحكامه .. ومقصد القرآن مراعاة تقاليد المجتمع .. فنحن سنترك مسألة " حشمة " المرأة بحسب تقاليد مجتمعها .. فإن كان عرف مجتمعها يستنكر ظهور شعرها ، كان ذلك منكراً فى ذلك المجتمع فقط ، وفى تلك الفترة التاريخية وحدها ! .. وإن لم يكن مستنكراً ، فلا عليها من سبيل فى تجميل شعرها وإبرازه وعرضه على الرجال !
وستجدهم ـ قارئى الكريم ـ يتحللون من كل أحكام الشريعة ، بمثل ما تحللوا به من الحجاب !
-
ب ـ هدف الكاتب " المخفى "
أما الهدف الثانى " المخفى " الذى تلحظه فى لحن القول ، فهو اتهام النبى بالكذب فى ادعائه وحى السماء ، ولا وحى ثمة ولا إله ! .. ولو كان صادقاً لنزل الوحى جملة واحدة ، أما أن يتنزل بحسب المواقف ، فهذا دليل على أن النبى كان ينفعل بالأحداث فيؤلف الآيات ويدعى نزول الوحى !
وهم يبغون الخروج من ربقة الدين جميعاً لا الإسلام وحده ، فالدين عندهم من اختراع الإنسان ، والأنبياء دجالون كذبوا على الناس ، واحتالوا عليهم بألاعيبهم ، لكن هذا الدجل وهذه الألاعيب لا تروج على العلمانيين العقلانيين !