استاذ زاكر ، سأرد عليك بعون الله تعالى حتى يرجع الاخ وان :
في قولك :
- كيف تتفق فكرة الناسخ والمنسوخ أو التغيير والتبديل مع علم الله المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل؟ فالله ليس إنسانا يغير كلامه ويبدله، وهذا ما يقره القرآن أيضا في “لا تبديل لكلمات الله” و“لا مبدل لكلماته”
الرد :
نعم علم الله مطلق لا يتغير ولا يتبدل ، والله كتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن الى يوم القيامة ، وهذا لا يتعارض مع الناسخ والمنسوخ ، إذ هو مسجل عند الله ايضا أنه سينزل آية كذا وكذا ثم تنسخ بعد ذلك بآية كذا وكذا لحكم يعلمها هو وقد نعلمها نحن او حتى لا نعلمها ولكننا متعبدون بأوامر ونواهي الله
عز و جل كيفما كانت ، فإذا قال " لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون " في زمن ما ، ترتب على هذا حكم ما ، ثم بعد ذلك يحرم الخمر تحريما تاما في كل وقت في زمن لاحق ، ترتب على ذلك الحكم بعدم شرب الخمر للمسلم مطلقا ، ونحن نسمع ونطيع ، إذ هو ربنا ونحن عبيده ، فما المشكلة؟
________________________________________
في قولك :
- أما عن قول السورة القرآنية “أو نُنْسِها” فكيف يتفق هذا مع قول القرآن (في سورة الحجر 9) “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”؟ فإن كان الله يحفظ كلامه فلماذا لم يحفظه في ذاكرة الرسول، ولماذا ينسيه له، بعد أن يوحي به إليه؟
الرد :
نعم حفظ الله القرآن من ان يزيد فيه أو ينقص منه احد من البشر ، ومعلوم انه لو أخطأ الامام في الصلاة وهو يقرأ القرآن لوجد بعض المصلين يردوه عن الخطأ فورا ، كما ان اي نسخة من القرآن بها اي خطأ مطبعي تعدم فورا ، وهذا في حق البشر . أما الله عز و جل فله ان ينسخ آيات ويضع غيرها في زمن الوحي ولا رقيب و لا معقب عليه وليس لأحد ان يراجعه ، حتى إذا انتهى ومن الوحي وكمل الدين ، حفظ القرآن في صورته النهائية من أي تبديل أو تغيير.
أما ذاكرة الرسول فهي ملك لله ايضا يثبت بها ما يشاء وينسيه ما شاء ، وله عز و جل ان ينزل حكم ثم ينسخه ، ثم أنه قد ينسيه آية الحكم القديم أو لا ،
فهو مطلق السلطان ، وهو على كل شيء قدير لا راد لحكمه ولا معقب عليه .
______________________________________
في قولك :
وإن كان الرسول ينسى الكلام الموحى به وهو المؤتمن على الوحي، فماذا يقال عن حفظة القرآن، ألا يمكن أن ينسوا هم الآخرين؟
الرد :
الآيات التي ينساها الرسول نسيا مطلقا نهائيا هي التي أنساها الله له ونسخ حكمها ، اما حفظة القرآن فهم متبعون للنبي ، فما أمر بتثبيته ثبتوه وما أمر بنسخه نسخوه . ولآنهم بشر يجري عليهم النسيان ، فقد كانوا يتعاهدون القرآن بالقراءة والمراجعة دائما ، فبعضهم كان يختم القرآن في شهر ، وبعضهم
في اسبوع وبعضهم في ثلاثة ايام ، وفي هذا علاج للنسيان قطعا . كما انهم لا يمكن ان ينسوا جميعا نفس الآيات في نفس الوقت طبعا ، فيمكن ان يراجع بعضهم بعضا ولا حرج . كما ان كتبة الوحي كانوا يكتبون من فم الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة . و هنا يختلف الامر تماما عن حالة كتبة الاناجيل
الذين لم يدونوا اي شيء إلا بعد صعود المسيح بعشرات السنين ، هذا إذا كانوا قد شاهدوه أصلا .
_________________________________________
في قولك :
ألا تتصادم قضية الناسخ والمنسوخ مع الآية القرآنية التي تقول:
“لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا”...والاختلاف من الحدة بحيث تصفح عنهم أو تعرض عنهم في آيات وتقتلهم وتضرب رقابهم في آيات أخرى!
الرد :
في قضية الناسخ والمنسوخ يتغير الحكم بتغير الزمن والموقف كيفما شاء الله عز و جل ، ففي حال الصفح والعفو ، الحال هو حال مجتمع عيش مشترك كان بين المسلمين وغير المسلمين ، وهوموقف دعوة و تحاور ، اما إذا تغير الحال و اصبحت هناك حالة حرب بين المسلمين و بين غيرهم ، فهذا إذاً زمن القتال وليس زمن العفو و الصفح ، وليس في هذا خلاف . حتى إذا جنح اعداء المسلمين للسلم ، أمرهم الله عز و جل مرة أخرى بالعودة للسلم والتحاور .
وليس في هذا تناقض بأي حال .

