بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعروف في القرآن الكريم أن الله تعالى أرسل رسلا للإنس من الإنس .. و كذلك أرسل رسلا للجان من الجان .. فيقول الله تعالى "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا"
إذن فالجان لهم رسل منهم و لهم كتبهم ايضا من قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم .. و من المؤكد أن الله تعالى أخبرهم فيها بجزاء المؤمن و بجزاء الكافر
و النقطة التي سنهدم بها بإذن الله شبهة عبد المسيح هي سورة الرحمن التي تخاطب الثقلين "الإنس و الجن" .. فيقول الله تعالى مخاطبا الثقلين "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ. فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" .. فالخطاب هنا للمعنيين بالخطاب و هما الثقلين .. الإنس و الجن .. أليس كذلك؟! .. ثم يقول الله تعالى في نفس السورة مخاطبا الثقلين "فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" ما معنى أن الله تعالى يقول للثقلين لم يطمثهن انس قبلهم و لا جان .. إن الأمر بالطبع يهم الإنس و الجان كلاهما معا .. و إلا فما فائدة الحديث إلى من لا يعنيه الحديث؟!
إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ" .. ثم يستكمل القرآن الكريم الكلام على لسان الجن فيقول "يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" ما معنى أن الله تعالى سيغفر لهم ذنوبهم و يجرهم من عذاب أليم؟
أظن بإذن الله الشبهة هُدمت .. و أن كفار الجن في النار و المؤمنين منهم في الجنة بإذن الله تعالى