الرد على أبو جهل – زكريا بطرس
الرد الكامل على كتبه وحلقاته تباعا !
مقدمة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (آل عمران : 71 )
الحمد لله الذي قال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116 الأنعام ) والصلاة والسلام على رسول الله خير خلق الله الذي قال فيه ربه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (سورة سبأ 28)
فإن سنة الله في الناس هي أن يبعث لهم الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين وداعين إلى دينه الحق وهو توحيده عز وجل وإفراده بالعباده سبحانه ونشر كلمته ودينه في البلاد والعباد وما على الرسول إلا البلاغ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر من شاء فليختر الجنة ونعيمها ومن شاء فليختر النار ولهيبها ولا إكراه في الدين وتكذيب الرسل سنة كونية في الناس لا لشئ إلا لإتباع ما توارثوه من الأباء والأجداد أو إتباع لأهوائهم وأمزجتهم
قال الله (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) سورة فاطر
أما بعد: فقد أنبهر عوام النصارى بالقس المشلوح زكريا بطرس وأصبحوا يقولون "لا ترد على البابا شنوده فهو جاهل ولكن إن أردت الرد فرد على أبونا زكريا بطرس" وقد سمعت هذا من مبشرين البالتوك والمنتديات كثيرا والحمد لله وحده فأول صفعة تلقاها صانعه وداعمه الأول –من تحت لتحت- البابا شنوده بابا الإسكندرية..والبقية تأتي!
أما زكريا فهو أقل وأحقر هذا المحرف المخرف ان يرد عليه شيوخ المسلمين ولكن سأتصدى له أنا العبد الفقير إلى الله ..ليقول علمائنا هذا إبننا وأصغر تلامذتنا قد جعل علماء النصارى عبرة لمن يعتبر.
لا اخفي عليكم قد حقق زكريا بطرس نجاحا كبيرا في تثبيت النصارى على معتقدهم الباطل وواضح هذا من إنبهارهم به ..وهذا هدفه الرئيسي والتنصير هدف ثانوي فشلوا فيه فشلا ذريعا –اللهم إلا بالتمثيليات- ولكن قد نجح إلى حد ما في تثبيت بعض عوام النصارى على دينهم الذي يشكون فيه بشده ولكن نجاحا مؤقتا وبعد ذلك سيرى بأم عينه الخزي والعار في الدنيا قبل الآخرة وهو يرى آلاف مؤلفة من النصارى يتركوه ويدخلوا الإسلام بكل إقتناع...لأنهم سيكتشفون - عاجلا أم آجلا – أن علماء النصارى اجمعين وعلى رأسهم بطرس لم يستطيعوا الهجوم على الإسلام إلا بالأكاذيب والإفترائات.
والله الذي لا يحلف بغيره سيكون زكريا بطرس وأكاذيبه وكتبه وإفترائاته سيفا ضد المسيحية وسيدمرها وسيفقد النصارى الثقة بهم وسيتركونهم وسيتجهون للحق الجلي في الإسلام ...هذا يقينا بإذن الله تحقيقا ليس تعليقا.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (الأنفال : 36 )
وعندنا في مصر مثل شعبي يقول " الكذب ملوش رجلين" أي الكذب لا يستمر طويلا ويفتضح عاجلا أم آجلا ولا ضرر من تشويش أهل الباطل على الحق ..
وقال عز وجل " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ *هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (الصف : 9 )
ولهذا فقط حكم زكريا بطرس على نفسه بالهلاك في مزابل التاريخ وحكم على دينه بالموت البطئ حين حنق على إنتشار الإسلام في الغرب والشرق وبدأ يحارب لتثبيت شعبه على الباطل بالكذب والإفتراء على الإسلام
قال تعالى " قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ (يونس : 69 )
ولهذا رأيت أن أرد على كتبه كتابا كتابا ما إستطعت إلى ذلك سبيلا لأنه حتى حلقاته يعتمد فيها على كتبه..والرد على الكتاب أسهل كثيرا من الرد على حلقات فيه التطويل والحشو والإعادة والدخول في مواضيع أخرى وكذلك يكون ردي هذا مرجعا لردود الأخوة المسلمين حيث أن المسيحيين عامة الآن ينقلون شبهاته بلا دراية ولا وعي وللنصارى الباحثين عن الحق ليروا حقيقة ما يقوله هذا الرجل من أكاذيب وإفترائات.
ولهذا لزم مقدمة حول منهج الحوار ومنهج هذا الرجل وستوفر هذه المقدمة علينا الكثير بعد ذلك وسأشير إليها دوما !
منهج الحوار ومصادر الإسلام
الحوار في مقارنة الأديان له أسس وقواعد ..
أولا : مصادر الإسلام ما هي ؟ : أن تعرف مصادر خصمك لكي تستدل منها –إن أردت- فلسنا نحجر على أحد.
وأهم نقطة على الإطلاق ...والتي لو لم تعرفها لكنت أضل من حمار..ألا وهي :
أما تسائل مستمعي زكريا بطرس مرة واحدة ... ما هي مصادر الإسلام ؟
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (آل عمران : 71 )
قد كثرت كتب الطاعنين في الإسلام من النصارى والملحدين ..ومعظم إعتماد هؤلاء على ما يسمونه مصادر إسلامية وأمهات الكتب... فما هي أمهات الكتب التي يستشهد بها هؤلاء؟
قد يعتقد القارئ الكريم أنه القرآن الكريم بالطبع ...وللأسف فليس هذا مصدرهم الرئيسي ولا يقتربون منه إلا ما ندر من الشبهات التي أكل عليها الزمن وشرب.
قد يقول قائل الأكيد أن أمهات الكتب تلك هي البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله..أليس كذلك؟
أقول : لا...لا للأسف ليست هذه أمهات الكتب التي يستشهدون بها !
إذن الأكيد فهي ما صح من كتب الأحاديث كأحمد والترمذي ؟!
أقول : لا هذه أيضا ليست مصادر النصارى التي يسمونها "أمهات الكتب والمراجع الإسلامية"
إذن فما هي أمهات الكتب عند هؤلاء ؟!
لن يصدق قارئي الكريم أن أمهات الكتب عند النصارى هي كتب التواريخ والسير والتفاسير وليس هذا فقط قإنها كتب كل من هب ودب فلو وجدوا كتابا لإبليس يخدمهم لإستخدموه...وكله أمهات كتب عند النصارى !
أقول : لابد أن يفهم عوام النصارى أن المستشرقين والمنصرين يخدعوهم ليس إلا ويلبسون عليهم الأمور .. فنحن المسلمون حين نتكلم في الدين المسيحي أول ما تقرأ ستقرأ تفنيد للكتاب المقدس عقيدة ومتنا فأخرجنا كومات من الأخطاء والأغلاط لا تعد من كثرتها ولا يزخر بمثلها كتاب بشري فضلا عن إلهي..فكان الواجب على من يريد حوارا بناء أن يفعل المثل ..!
فمصادر المسلمين المعصومة هي
1- قرآن كريم
2- حديث صحيح (وكتب الأحاديث الموثوقة هي البخاري ومسلم ..بجوار ما صح من الكتب الحديثية الأخرى كأحمد والترمذي وإبن ماجة وغيرها من كتب الأحاديث وصحة الحديث وضعفه تعتمد على الأسانيد)
دعني أجعلها سهلة على النصارى وعقولهم فأقول لهم لديكم صحيح الجامع للشيخ الألباني ..وقد جمع فيه كل الأحاديث الصحيحة..!
ولديك برامج الآن تضع بها الحديث وفي ثانية واحدة تعرف درجة صحة الحديث لتتأكد بنفسك من كذب أبيك بطرس !
3- إجماع الأمة
فلو طلع علينا من يتكلم بدلائل حقيقية من مصادرنا فأهلا به وسهلا ووجب علينا الإجابة عليه !
أما من يستدل بكتب التفاسير والتواريخ والسير فنقول له ..
أولا: إنك ما إستدللت إلا من كتب بشرية تخطئ وتصيب فما فعلت شيئا !
ثانيا: عندما تحب الكلام في الإسلام وجب عليك الأخذ بقواعد أهل الإسلام وهي ليست كقواعد المخرفين من النصارى أنهم يحجرون على عقولنا فلا تفهم بعقلك وإنما تفهم بعقل أصحاب التفاسير النصرانية فذلك عته وقواعد للحجر على التفكير العلمي.. ولكن قواعدنا كلها علمية وتضبط التفكير العلمي فالقاعدة الأولى التي قامت عليها علوم الشريعة الإسلامية هي "الإسناد"
فكل ديانه لها خصائصا ومميزاتها .. وتفرد الإسلام بمنهج لم ينتهجه أحد في التحري والتدقيق فيما ينقل إلينا من الأخبار ألا وهو "الإسناد"
ولذلك فكل دين سوى الإسلام قد حرف وبدل مرات عديدة..لأنعدام هذه القاعدة.
قال بن المبارك "لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"
فلا تقبل رواية عندنا بلا سند والسند يبين صحة الرواية أو ضعفها ولهذا قيل "من أسند فقد أحال "
دعنا من كل كتب التواريخ والسير سنأخذ كبيرهم وشيخهم الذي نقل منه الجميع وهو شيخ المؤرخين الإمام الطبري..هل تعرف متهجه في جمع كتابه ؟!
يحكي الإمام الطبري في مقدمة تاريخه عن منهجه في جمع الكتاب وهو كافي لفضح كل عدو حاقد ولله الحمد يقول:
((وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رُويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها .. فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا))إنتهى
قكتب التواريخ والسير والتفاسير إعتمدوا فيها منهج "من أسند فقد أحال " فيذكرون كل ما يصلهم من العلم بالإسناد وعلى الناس أن يمحصوا..لا سيما كان التمحيص سهل لإنتشار علم الحديث...وكان المبدأ في تدوين الكتب "إذا كتبت فطنش وإذا حدثت ففتش" لا سيما أنه كانت العوام يعرفون علم الرواية والإسناد فضلا عن العلماء !
ودور المحقق أن يخرج الصحيح من المكذوب بالنظر في الأسانيد "العنعنة" وليس مهمة المؤرخ.
ولله در أبي عبد الله أبي محمد القحطاني رحمه الله حيث قال في نونيته
لا تقبلن من التوارخ كلما ... جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله ... سيما ذوي الأحلام والأسنان
فليعلم النصارى زور وبهتان آبائهم على الإسلام العظيم وإستشهادهم بكل من هو باطل وزور والحمد لله الذي فضحهم وحده
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة : 32 )
إذن فليست كل كتب المسلمين مصادر للإسلام
إذن فكتب التواريخ والسير والتفاسير بها أقوال صحيحة وأخرى ضعيفة وأخرى مكذوبة !
إذن فزكريا بطرس كذاب آفاق لكي يستدل بتلك الأكاذيب المروية في كتب السير والتواريخ والتفاسير!
قد يقول قائل : فلم لا تنقحون هذه الكتب يا مسلمين وتبقوا فيها فقط الصحيح وتتركوا الضعيف ؟
أقول: الدين الإسلامي محفوظ في مصادره التشريعية المعصومة وهي القرآن والسنة.. والقرآن كتاب محفوظ منقول بالتواتر والحمد لله كتب السنة والأحاديث هي التي نقحها العلماء مرارا وتكرارا والآن نعرف الصحيح من الضعيف والموضوع في كل كتاب حديث..والحمد لله !
ولذلك فإن تنقيح كتب التواريخ والتفاسير والسير سيكون أمر جيد ولكن لا يزيد عن متعة فكرية وتراثية فقط لا غير لأنها ليست كتب معول عليها في الإعتقاد أو التشريع !
ونلخص ما سبق أن مصادر المسلمين المعصومة هي القرآن والسنة الصحيحة وكل ما سوى ذلك فهو تراث إسلامي قابل للنقد من قبل المسلمين فضلا عن غيرهم..!
وأتمنى أن يزن النصارى زكريا بطرس وإستدلالاته بهذا المقياس وسيجدونه صفرا على اليسار!