اقتباس:
ماشي يا استاذ زاكر ، من يوم 20 ديسمبر حتى اليوم بسيطة ، معذور (اول مشاركاتي كانت يوم 20)
يا أستاذ مجدي، أنا أعتبرت أن إعطاء الكونت الضوء الأخضر للتحاور معك في 24 ديسمبر أنطلاقة لبدء الحوار مع حضرتك إلى أن يأتي ون أو ثري المنتظر (عجل الله فرجه)!
اقتباس:
"المشكلة تكون أكبر وأدهى حينما تتعلق بالتعامل مع أرباب الديانات الأخرى...ولا أريد أن أكرر هذا الكلام مرة أخرى...فالرد واضح في مشاركاتي السابقة"
وفي قولك :
"في هذا الكلام ما يدل على إقناع للذات-مع إحترامي لرأيك!"
طبيعي ان اتكلم بما اقتنع به ، وانت تفعل ذلك ايضا
قصدي من هذا أن يكون الأمر متعلقا بالبطش بأصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى، وقد بينت هذا في قولي عن تحول لغة القرآن من الرأفة بهم والإكتفاء بدعوتهم للإسلام إلى البطش بهم وضرب رقابهم! وتحاشيا لإستمرار النقاش في هذه النقطة، راجع سلسلة الآيات التي ذكرتها في معرض ردي على ون أو ثري!
اقتباس:
المسلمون اصحاب رسالة يريدون ابلاغها لكل البشر ، وكان رد فعل ملوك الزمن القديم ان يبطشوا بأي دعاه يبلغون رسالة الاسلام فكان لابد للمسلمين ان يعدوا العدة عند ابلاغهم رسالة الاسلام لهؤلاء فيعرضون عليهم الاسلام ، فإن رفضوا فالجزية ، مع تركهم يتبعون دينهم ولكن تكون دعوة الاسلام موجودة فيهم في نفس الوقت ، الخيار الثالث هو القتال في حالة رفض الحكام الخيارين الاولين
بأي حق تأتيني في دياري وأنا الآمن فيه فتخيرني بين الجزية أو القتل؟ ثم ألم يكن أهل الاندلس مثلا مسيحيين مؤمنين فلم قضيتم عليهم وقتلتم ملكهم وسبيتهم نسائهم الحسناوات كي ينعم بها أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك الذي بطش بقائده موسى بن نصير جراء إخفاء الأخير جواري حسناوات عن حضرته؟ أما بالنسبة لأقباط مصر، فقد تعرضوا لحملات قتل متكررة عبر التأريخ، إذ يفتك بهم كل من أراد أن يكفر عن ذنوبه فيدخل عن طريقهم إلى الجنة الموعودة، وليس بأدل ذلك من سلسلة التفجيرات التي تهز كناسئهم بين الفينة والأخرى، والأمر ذاته ينطبق على مسيحيي العراق الذين يتعرضون إلى إبادة جماعية اليوم!
بل وحتى الشيعة لم يسلموا من عمليات الفتك هذه بدءا بصلاح الدين ومرورا بسليم الأول وإنتهاء بطارق الهاشمي وزمرته..
اقتباس:
الذين لايزالون يمارسون شعائرهم حتى اليوم ، ولو كان المسلمون مثل المسيحيين لأبادوا الاقباط عن آخرهم منذ البداية
كما فعل الاسبان مع المسلمين في الاندلس وكما فعل الاوروبيون مع الهنود الحمر وكما فعل الصليبيون اينما حلوا ، وفظائعهم معروفة ومسجلة في التاريخ ، ولا وجه للمقارنة بين المسلمين وغزواتهم وبين الابادة الجماعية التي مارسها
المسيحيون في حروبهم على الشعوب المقهورة .
لقد جرت العادة أن يمنع الكونت هكذا تعليقات بدعوى أنها إسلاميات في سؤال مسيحي ولكنه لا يفعلها في حال كانت المسيحيات في سؤال إسلامي...
ولكن ردا على ما قلت، أقول أن المشكلة أن المحاور فيكم لا يثبت للآخير فأضطر إلى أن أعيد كلامي مرارا وتكرارا، لقد قلت لكم من البداية أن ما سميت الجرائم التي أرتكبتها الكنيسة الكاثوليكية بإسم الرب خلال القرون الوسطى وأوائل عصر النهضة لهي عار يندى له جبين كل مؤمن بالمسيح، وكانت من أهم الدوافع التي حدت بمارتن لوثر إلى الإنشقاق عن الكنيسة البابوية في روما وتبني الفكر البروتستانتي، فلقد قلت لكم من البداية أنني بروتستاني أنجيلي يعني أتفق معك في هذه النقطة، على خلافكم أنتم حيث تظلون تدافعون عن جرائم القرون الوسطى التي أرتكبها الأمويون والعباسيون بحق بعضهم وبحق غيرهم إلى يوم الناس هذا!
اقتباس:
ثم من الذي شرع لبني اسرائيل الابادة الجماعية بنصوص دينية قاطعة لم يرحم فيها الرب حتى الاطفال الرضع والنساء والشيوح والحيوانات ؟
أليس رب العهد القديم الذي هو رب العهد الجديد ؟
مرة أخرى أقول أن مجئ يسوع المسيح قد جاء بالسلام والمحبة، فالله لم يبد من الشعوب القديمة إلا ما كان منها على ضلال تام دونما أي رجاء بالخير والصلاح، والله عليم بخلقه! فإبادة الله لهكذا نوعية من الشعوب مذكورة في القرآن أيضا ، وإلا فكيف تفسر فتك الله بقوم عاد وثمود ولوط مثلا؟ أو قتل الخضر لغلام لم يحتلم في قصته مع موسى المذكورة في القرآن؟ أو قتل نبي الاسلام لمن أحتلم من ذكور بني قريضة (بإشارة من سعد بن معاذ) أو بني القينقاع أو بني النضير؟
وعندما أفدى المسيح بنفسه علم أنه لم يعد اي شعب بالضلال الذي كانت عليه الشعوب الغابرة، فهناك أمل بكل فرد في كل مكان بالعالم كي يتعرف على الله ويتمتع بنعمته وعطفه، وعليه لا تجوز أبادة أي شعب كان تحت أية طائلة كانت...وهذا ما تم بالفعل، فالتطور الذي شهدته البشرية خلال الألفي سنة التي تلت مجئ المسيح لم تحدث طوال الآلاف المؤلفة من السنين التي سبقته! وعليه قتل الصليببن أو المسلمين للناس لا أساس له من الإيمان المسيحي!
اقتباس:
أما لو كان موضوع الجزية لا يعجبك طبعا فأقول لك ان بولس يوصيك بأن تدفعها للحاكم لو فرضها عليك :
رو-13-7: فأعطوا الجميع حقوقهم: الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام.
فيجب عليك ان تقف عند نص دينك وتسلم له .
الظاهر أنك لم تفهم المقصود بالآية إذ أستجزئتها خارج النص المقدس:
1 لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، 2 حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. 3 فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، 4 لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5 لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. 6 فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ. 7 فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ. (عدد 1-7).
بمعنى:
يصر المسيحي في تجربة بعض الأوقات أن يتداخل في الأمور السياسية، ولكن ذلك ممنوع لهُ مطلقًا. لأننا لسنا من أهل هذا العالم بل غرباء وسياحًا فيهِ فقط ومن المعلوم أن الغرباء المسافرين في مملكةٍ ما لا يتداخلون في أمور سياستها، بل إنما يقومون بالمطلوب منهم ويستمرُّون في طريقهم. يجب أن نقدم كل الاعتبار والإكرام للملك الذي أقامهُ الله بعنايتهِ لقهر الشر وضبط العتاة ولا نسأل عن مبادئ سياستهِ هل هي لحزب معيَّن من أحزاب السياسة أم لا لأن ذلك لا يعنينا. نعطي جميع الحكام والمأمورين حقوقهم العادلة، الجزية لمن لهُ الجزية… إلخ. الكلام هذا كلهُ عن التصرُّف اللائق بنا نحو أرباب السياسة في الأمور المُتعلقة بهم. إذا تعرضوا لنا لا يخصُّهم. لا يجوز لنا أن نخترع مبادئ دينية تحمل الناس إلى التعدي والظلم على الآخرين أو إلى إهانة الحكام. لأن إيماننا المسيحي لا يعلمنا شيئًا كهذا كما يتضح من الكلام الذي نحن في صددهِ الظلم والغش والاختلاس ممنوعة مطلقًا. وإذا وقع علينا اضطهاد من قبل الحكومة لأجل اسم المسيح لا نقدر ولا نريد أن نقاوم بالقوة لأن لا يوجد سيف بأيدينا. نطيع الله على كل حال تاركين أمرنا في يدهِ.
بإختصار: الرسول بولس يطلب من المسيحيين عدم التعرض للسياسة البلد، فيدفعون ما عليهم من ضرائب وجزية، تلافيا للفتنة ولكي لا تنيهم أمور الدنيا عن طاعاتهم، وهو على نقيض ما قلت تماما، إذ أنه لا يطلب من المسيحيين فرض الجزية على الآخرين!
اقتباس:
كانت جميع المخلوقات حلال الاكل في عصر آدم :
تك-9-3: كل دابة حية تكون لكم طعاما. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع.
ولكن في زمن موسى :
لا-11-5: والوبر لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم.
لا-11-6: والأرنب لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم.
لا-11-7: والخنزير لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم.
لا-11-8: من لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا. إنها نجسة لكم.
معنى هذا ان الرب كان له حكم ايام آدم بالنسبة للأطعمة واصبح له حكم آخر في زمن موسى ،
وها هو الرب ينسخ حكم بحكم آخر ، فلا داعي للكلام في النسخ بدون طائل لآنه كما ترى موجودا عندكم .
يا عزيزي، من البداية لم نختلف في كون الأمور الدينية قابلة للتغيير بتغيير الزمن، ولكن :
1-هذه التغييرات تكون على فترات زمنية متباعدة، وخصوصا لو كانت أحكاما شبه متناقضة، فما ذكرت من أحكام تتراوح بين فترة تكوين الخليقة إلى مجئ موسى، أي بعد عشرات الألوف من السنين، أما أحكام القرآن فهي متناقضة (كالإكتفاء ببلاغ المشركين إلى الفتك بهم) وخلال فترة لا تتعدى عقدين من الزمن!
2- التغيير في الأحكام التوراتية واضحة، بمعنى يستطيع كل يهودي أن يلجأ إلى شريعة موسى في سفر الخروج واللاوين فيتعرف على طقوسه بما لا يقبل الشك، كما يستطيع المسيحي اللجوء إلى وصايا المسيح ورسله في العهد الجديد، بينما أحكام الإسلام في النسخ فمتناثرة على مئات الآيات التي تقع في سور مختلفة، بل وتتعدى إلى كون البعض منها منسوخة لفظا دون الحكم أو حكما دون اللفظ أو حكما ولفظا، وهو ما يجعل خيرة العارفين منكم في حيص بيص، وهو ما أثبته في تعليقاتي السابقة على ون أو ثري...
وبالمناسبة، لا يزال التحدى قائما مع ون أو ثري...فأرجو منه أن يكمل رده السابق في اقرب وقت ممكن أو فليقر بعجزه!
وشكرا