تفسير انجيل متى - الاصحاح الثالث
يحدثنا هذا الإصحاح عن "يوحنا" المعروف عند نصارى اليوم "بالمعمدان"، وعند المسلمين "بالنبي يحيى" ويقول أنه ابتدأ رسالته على ضفاف الأردن مبشراً ومنذراً. مبشراً بقرب حلول ملكوت الله الذي أصبح وشيكاَ، ومنذراً اليهود بالغضب الإلهي الآتي (دمار القدس) "يا أولاد الأفاعي اصنعوا ثماراً تليق بالتوبة.. وإلا فقد وضع الفأس على أصل الشجر وكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار".
لقد كان يدعوهم إلى الكف عن ارتكاب المعاصي، والعودة إلى الله وأن يبادروا بالتوبة قولاً وعملاً. وحسب زعم الأناجيل كان يقوم هو شخصياً بتعميد الراغبين في التوبة بماء نهر الاْردن، كرمز لغسل الذنوب الماضية وفتح صفحة جديدة مع الله.
ولكنه في نفس الوقت كان يعلن لهم عن قرب حلول ملكوت السموات على الأرض على يد نبي عظيم الشأن سوف يأتي من بعده ويكون أقوى منه. وليبين لهم مدى أهمية هذا النبي الجليل القادم قال: "إن حل سيور حذائه يعتبر شرفاً عظيماً هو ليس أهلا له"!!.
وكما مر معنا يوحنا هذا، أو النبي يحى، هو ابن زكريا واليصابات خالة مريم العذراء، وكان ينتمي إلى طائفة الأسينيين الذين انحدرت منهم طائفة الأبيونيين من اليهود/المسيحيين الأوائل الذين كانوا يعبدون الله الواحد ولم يؤمنوا بصلب المسيح والذين لم ينظروا لعيسى نظرة ابن الله قط. وهؤلاء الأسينيين كانوا قد هجروا مباهج الحياة وملذاتها وسكنوا الكهوف المنتشرة على ضفاف البحر الميت شرقاً، وعاشوا هناك عيشة النساك والزهاد في ظل تعاليم صارمة قاسية، وهم أصحاب المخطوطات المكتشفة حديثاً المسماة "بمخطوطات البحر الميت ". ويتفق الجميع على أن عيسى الذي تزامن ظهوره مع يوحنا كان في الثلاثين من عمره مثل يوحنا، إنما كان يصغره بستة أشهر فقط. وأن دعوته كانت كدعوة يوحنا إذ كلاهما دعا إلى التوبة والاستقامة، وصالح الأعمال ثم التبشير بملكوت الله، بل كلاهما استعمل نفس الألفاظ، فقد ذكر لوقا عن المسيح قوله للتلاميذ عندما أرسلهم للتبشير "وأي مدينة دخلتموها قولوا لهم اقترب منكم ملكوت الله" لوقا:10/9 . وذكر متى"وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السموات" متى:10/7 .
(لاحظ أن متّى الشاؤولي الكنسي المزيف يتجنب ذكر الله في إنجيله ما أمكنه ذلك، فقد استبدل ملكوت الله بملكوت السموات، ولو أن المعنى واحد).
ولقد صرح أن هذه الدعوة- التبشير بملكوت الله القادم- هي أس رسالته، وأنه ما أرسله الله إلا ليبشر الناس بها " ينبغي لي أن أبشر المدن الأخرى لأني لهذا قد أرسلت" لوقا:4/73 ولم يقل أبداً للصلب، أو لحمل ذنوبكم أو فدائكم قد أرسلت كما يزعم شاؤول والكنيسة. والملكوت القادم كان الرسالة الإلهية الختامية التي تنتظرها البشرية جمعاء "وتنتظر الجزائر شريعته" حسب ما جاء في العدد القديم أشعيا:42/4 والتي تضمن لها السعادة في دنياها وأخراها إلى الأبد، "نحن سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد" يوحنا: 12/34 ، أي رسالة النبي القادم وهي التي نزلت على محمد فيما بعد، وما زالت حتى يومنا هذا بدون تحريف وستبقى إن شاء الله إلى الأبد لأن الله هكذا وعد.
والآن دعونا نرى ما ذكره مرقص في إنجيله بخصوص يوحنا المعمدان والمسيح باعتبار إنجيله أقدم الأناجيل الأربعة المكتوبة، إضافة إلى أنه المصدر الرئيسي الذي أخذ عنه متى ثم لوقا كما أسلفنا، ولكن يجب ألا ننسى أن يد التحريف قد طالته أيضاً.
يبدأ إنجيل مرقص بهذا القول: "بدء إنجيل يسوع ابن الله"!. ولقب ابن الله هنا إلحاقي مدسوس. أي ألحق ودس في الإنجيل في زمن متأخر باتفاق كثير من النقاد المسيحيين الغربيين الذين أجمعوا بأنه غير موجود في المخطوطات القديمة. ويؤكد ذلك جون فنتون عميد كلية اللاهوت باليشتفيلد ببريطانيا في كتابه "تفسير انجيل متى" فيقول: "لقد حدث تحوير ملحوظ في مخطوطات الأناجيل وذلك في المواضيع التي ذكرت فيها ألقاب الرب يسوع ".
والرب هنا بمعنى السيد حتى لا يغش أحد. وعليه يؤيد هذا الكاتب المسيحي الغربي "جون فنتون " ما سبق وقلناه من أن ألقاب عيسى ومنها الرب والأب، والابن... الخ، محورة مدسوسة في الأناجيل لأن عيسى لم يكن يعرف إلا الله الواحد "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" مرقص: 29/12 كما لم يدع عيسى قط أنه ابن الله حسب ما جاء في مخطوطات البحر الميت. كما جاء في كتاب "مروج الأخبار في تراجم الأبرار" "أن مرقص كان ينكر ألوهية المسيح هو وأستاذه بطرس " ، ومن أجل هذا يقول ويلز في "the outline of history": (إن النقاد يميلون إلى اعتبار إنجيل مرقص أصح ما كتب عن شخص عيسى وأعماله وأقواله وأجدرها بالثقة"
ثم يستمر انجيل مرقص فيقول:" كما هو مكتوب في الأنبياء، هأنا مرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيىء طريقك قدامك، صوت صارخ في البرية، اعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة " مرقص: 1/1-3 .
حذاري أن يغشك أحد أخي العزيز، إذ قد تبدو لك هذه جملة واحدة. لأنها في الحقيقة جملتان منفصلتان. الأولى "هأنا مرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيىء طريقك قدامك"، وهي مبتورة ومحرفة من نص جاء في ملاخى:3/1.. الثانية "صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة" مبتورة من نص جاء في أشعيا:40/3، في محاولة من مرقص- أو من دسها في إنجيله، ليطبق بعض ما جاء في العهد القديم على عيسى، ولو بالتدليس، ونسب الاثنين زوراً إلى اشعيا، ومثل هذا التزوير تسميه الكنيسة وحياً.
ولو عدنا إلى النص الوارد في ملاخي نجد نص مرقص الذي مر معنا محرفاً عمداً وناقصاً، وأنه كزميله متَّى أخذ ما يحقق غرضه وترك الباقي لأنه يفضحه ويكشف تدليسه. فنص ملاخي يقول:
"هأنذا أرسل ملاكي فيهيىء الطريق أمامي ويأتي بغتة إلى هيكلة السيد الذي تطلبون وملاك العهد الذي تسرون به هو ذا يأتي قال رب الجنود".
حتى إن هذا النص يعتبر محرفاً بالنسبة لما جاء في التوراة العبرية التي بيد اليهود، والتي تقول:
"هأنذا سوف أرسل رسولي، فيعزل طريقاً بحضوري وحينئذ يأتي بغتة إلى هيكلة الولي الذي أنتم ملتمسون، ورسول الختان الذي أنتم راغبون. أيضاً هو آت قال رب الجنود" فالرسول في التوراة العبرية ترجموه إلى "ملاك " في "العهد الجديد" من أجل التعمية على العامة وهنا ينشأ عندنا سؤالان:
الأول: من هو الذي سيعزل الطريق، أو يهىء الطريق بحضور الله أمام النبي القادم؟
الثاني: لماذا ترك مرقص بقية النص الذي يقول: "وحينئذ يأتي بغتة إلى هيكله الولي الذي أنتم ملتمسون( أو السيد الذي تطلبون) "ورسول الختان الذي أنتم راغبون".
وللجواب على السؤال الأول نقول: إن الشاؤوليين الكنسيين يزعمون أن يوحنا هو الذي جاء ليهىء الطريق أمام عيسى النبي القائد المنتصر!! وإذا كان هذا حقاً، أي أن مهمة المعمدان كانت إعداد الطريق وتهيئتها أمام عيسى باعتباره القائد الفاتح المنتصر القادم فجأة إلى هيكله ليقيم دين السلام ويجعل مجد الهيكل أعظم من مجده الأول (حجي 2/8)، فلماذا لم يوقف التعميد ويتبعه، ثم إن زعمهم هذا لا ينطبق مع الفشل المطلق في مهمة عيسى بأسرها. لأن عيسى لم يثبت أنه القائد الفاتح المنتصر، حتى يهيىء المعمدان الطريق أمامه، بل بالعكس هو الذي بكى على القدس وأهلها متحسراً على فشل مهمته. "يا أورشليم... يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن أجمع أبناءك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" متى:23/37 ،.
وللإجابة على السؤال الثاني، أي لماذا ترك مرقص بقية النص؟ فالجواب بكل بساطة هو أنه لو ذكره لانفضح أمره ولعرف الجميع أن أصل النص لا ينطبق على عيسى. لأن الرسول الذي يأتي بغتة إلى هيكله منتصراً، ويجعل مجد الهيكل أعظم من مجده الأول حسب نبوءة حجي السابقة هو محمد نبي الإسلام. وأما دين السلام، الذي بشر به يعقوب، فهو دين الإسلام. أي دين المملكة التي أقامها محمد. ولا زال الشاؤوليون الكنسيون يقولون في صلاتهم حتى اليوم: "وليأت ملكوتك " ولا ندري كم من الزمن سيستمرون في هذه الصلاة،لأن كنائسهم لا تستطيع أن تقول لهم الحقيقة، وهي أن ملكوت الله قد أتى قبل 1400 سنة على يد محمد آخر الأنبياء.
وقد تحقق مجيىء محمد إلى الهيكل ليلة الإسراء والمعراج. إذ أسرى الله بنبيه بغتة من مكة إلى بيت المقدس، حيث كان جميع الأنبياء الذين سبقوه، ومن بينهم إبراهيم وموسى وعيسى بن مريم في انتظاره فصلى بهم إماماً ثم رفع إلى السماء وأراه الله من آياته الكبرى!! وسنبحث ذلك مفصلاً في حينه:
هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يتكلم النص الذي تغاضى عنه مرقص عن "رسول الختان "، ومحمد هو المعروف لدى الجميع بأنه رسول الختان الذي تتحدث عنه النبوءة. فهو نفسه ولد مختوناً، وهو الذي أعاد فرض الختان على المسلمين بعد أن كان شاؤول قد ألغاه عندما وجد صعوبة من الأمميين في تقبله وأحل لهم كل ما هو محرم. وكتبة ما يسمى بالعهد الجديد من الشاؤوليين الكنسيين يدجلون علينا بقولهم:" إن يعقوب أحد أقارب المسيح، ورئيس الجماعة اليهودية/ المسيحية التي ضمت التلاميذ بعد رفع المسيح إلى السماء هو الذي ألغى الختان الذي هو عهد الله مع إبراهيم حسب التوراة، وأنه حصر النجاسات في الذبح للأصنام والزنا والمخنوق والدم!! أعمال 15/28-29 وبمقتضى ذلك أصبح الخنزير والخمر محللين مع أنهما محرمان حسب ما جاء في التوراة. "والخنزير.. فهو نجس لكم. من لحمها لا تأكلوا، وجثتها لا تلمسوا. إنها نجسة لكم" لاويين: 11/4-9 ،"من كل ما يخرج من جفنة الخمر لا تأكل، وخمراً مسكراً لا تشرب وكل نجس لا تأكل" قضاة:13/14 .
لذا نحن نربأ بيعقوب بل وبكل التلاميذ أن يتجرأوا على الله ويحللوا ما حرم من أجل شاؤول الذي جعل عيسى ابناً لله وشريكاً له في الألوهية. بل هم وصفوه بالخائن والعدو التكتيكي ولا شك أن شاؤول هو الذي حلله لهم وليس يعقوب أو التلاميذ. إذ من يتجرأ على الله ويجعل له ابناً وشريكاً في ملكه لا يستغرب منه أن يتجرأ على أوامر الله وتعاليمه فيحلل لهم الخمر والخنزير وعدم الختان لأن الدين السماوي لا يهادن ولا ينحني للوثنيين بل الوثنيون ينحنون له. ولكن دين شاؤول ليس دينا سماوياً لذا انحنى أمام الوثنيين ليطوعهم للدخول فيه باعترافه شخصياً حيث يقول في سفر كورنثوس الأول 9/20 "استعبدت نفسي للجميع لكي أربح الكثيرين، صرت لليهودي كيهودي لكي أربح اليهودي، وللناموسيين كالناموسيين، ولغيرهم كأني بغير ناموس... صرت لكل شيء لعلي أستخلص من كل حال قوما".
ويعلق المستشار محمد عزت طهطاوي على ذلك بقوله: "هكذا يتحدث القديس بولس رسول المسيحية (أي المسيحية الحاضرة- الشاؤولية الكنسية البولسية) عن نظريته بكل صراحة ووضوح. إنه يتغير ويتلون ويتحول مع كل اتجاه. إنه يدعي لليهود أنه يهودي، وللوثنيين أنه وثني، وللملحدين أنه ملحد. إنه يمثل لكل جماعة ولكل فرد ما يتفق مع هواهم ومشيئتهم. كل ذلك ليربح الكل لدينه الجديد (الشاؤولية الكنسية الوثنية)... إنه بدل أن يغيرهم، هو يتغير من أجلهم، بل ويغير التعاليم السماوية في سبيل إرضائهم ". ولا شك أن شاؤول هذا هو المقصود بقول عيسى في إنجيل برنابا: "احذروا أن تغشوا أو تضلوا لأنه سيأتي بعدي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي وينجسون إنجيلي" برنابا:72/9.
والمتتبع للأناجيل ولتاريخ تطور الكنيسة يرى أن شاؤول هو الذي أخذ كلام المسيح ونجس إنجيله يوم جعله ابناً لله "وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله " أعمال:20/9، وجاء بعده الأنبياء الكذبة الآخرون "قساوسة المجمعات الكنسية وعملاء اليهودية العالمية الذين جعلوا الواحد ثلاثة".
هذا، ولقد قال عيسى في إنجيل برنابا أيضاً ما يناقض زعم الشاؤوليين الكنسيين في إنجيل مرقص من أن المعمدان جاء ليهىء الطريق أمام عيسى، إذ قال المسيح فيه أنه هو نفسه الذي جاء ليهىء الطريق أمام نبي الإسلام ومخلص العالم:
"أما من خصوصي فقد أتيت لأهيىء الطريق لرسول الله الذي سيأتي بخلاص العا لم" برنابا:72/10 .
وكل من يقرأ الأناجيل يرى فعلاً أن عيسى هو الذي أخذ الشعلة من يوحنا وبشر بمقدم محمد كما بشر في كل مناسبة بحلول مملكة الله على الأرض تلك المملكة التي تحققت بعد أقل من 600 سنة على يد نبي الإسلام تحقيقاَ لنبوءة المسيح هذه ولنبوءاته العديدة الأخرى. وعليه يكون عيسى هو الذي هيأ الطريق أمام محمد،. وهو الذي أمر تلاميذه بقوله: "وأي مدينة دخلتموها قولوا لهم اقترب منكم ملكوت الله" لوقا:10/9 . وكان يتنقل بنفسه من مدينة إلى أخرى ليبشر الناس بهذا. بل كتابه كله اسمه "الإنجيل " أي البشارة، أو الخبر المفرح السار. فما هي هذه البشارة أو الخبر المفرح السار الذي جاء به محمد حسب نبوءة المسيح!؟.
لقد أعلن محمد على سبيل المثال لا الحصر أن ملكوت الله مفتوح للجميع، وأن من قال: لا إله إلا الله وعمل بها دخل الجنة، وأن السيئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها، وقد تصل إلى 700 ضعف والله يضاعف لمن يشاء (وأنت لا يمكنك أخي العزيز، أن تجد مصرفاً في العالم قاطبهَ يعطيك مرابح 700% على أموالك المودعة فيه) لا بل أن الذنوب نفسها يقلبها الله إلى حسنات إذا ما تاب المرء توبة نصوحاً. كما أن باب التوبة والغفران مفتوح على مدار الساعة لكل من أخطأ-.. وأشياء أخرى كثيرة. فأي خلاص للبشرية جمعاء بعد هذا!؟ وليست البشارة ببصق وجلد وإكليل من الشوك ينتهي بجريمة قتل وسفك دماء والذىِ يؤمن بها تغفر ذنوبه!!؟. حسبما قال شاؤول: "بدون سفك دم لا تكون مغفرة" إذ متى كان الله سفاك دماء!!؟ وهو الذي نهى عن القتل وسفك الدماء في وصاياه للبشرية فهل يعقل أن يناقض الله نفسه!؟.
وهكذا صحح القرآن تلك المعتقدات الخاطئة، وفتح أبواب الجنة على مصراعيها لكل الذين ضللهم شاؤول والمجامع الكنسية إن هم تابوا وعادوا إلى عبادة الله الواحد. وأن المتتبع لتاريخ الرسالات السماوية يتأكد له أن هذا كان دائمأ شأن السماء، تتدخل كلما انحرفت العقيدة عن مسارها الأصلي فيرسل الله أحد أنبيائه لإعادتها إلى الطريق الصحيح.
والآن دعونا نعود لنرى ماذا يقول متَّى المزيف:
متى:3/1 "وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً توبوا لأنه اقترب ملكوت السموات. فإن هذا الذي قيل عنه باشعيا النبي القائل صوت صارخ في البرية، أعدوا طريق الرب. اصنعوا سبله مستقيمة"
لقد ابتدأ الكاتب الملهم قوله:"في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان " ومن حقك أخي العزيز أن تسأل "أي تلك الأيام "؟!. لقد تركنا في إصحاحه السابق مع "الصبي" الذي كان عمره بضعة سنوات وعادت به أمه من مصر إلى الناصرة حسب زعمه. والَان يتحدث عن كرز يوحنا المعمدان الذي حدث بعد أكثر من 25 سنة من عودة "الصبي وأمه" إلى الناصرة، أي أن عيسى عمره الآن ثلاثون سنة، وبذا يكون قد قفز بنا قفزة كبيرة، ومع هذا يستغفلنا ويقول لنا: "وفي تلك الأيام". فيا له من كاتب ملهم فعلاً!! والسؤال هو لماذا ابتلع كل هذه السنين؟. الجواب بصراحة أنه لا هو ولا أحد من زملائه كتبة الأناجيل كان يعرف شيئاً عن طفولة المسيح أو تلك السنين المفقودة في حياته كما أسلفنا.
والَان لنقارن نصوص الأربعة الملهمين فيما ورد عن المعمدان: